|
لماذا التشكيك بخطاب السيد الرئيس ابي مازن !!؟.
تحسين يحيى أبو عاصي
الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 00:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا التشكيك بخطاب السيد الرئيس ابي مازن !!؟. تحسين يحيى أبو عاصي قراءة المرحلة السياسية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني ، وتحليل الخطاب السياسي للسيد الرئيس أبي مازن - حفظه الله - والنفوذ إلى ما وراء العبارة وأغوارها وسبرها ، ليس من قبيل الترف السياسي والفكري ، كما لا يتقنه الكثيرون حتى من رجال السياسة أنفسهم ، كما ان العمل السياس ليس قطعة من الحلوى نقضها بأسنانها كيفما شئنا ، ووفق ما يروق ويحلو لنا ، بل هو علم عميق وتخصصي ، وذلك وفقا لأكاديميات العلوم السياسية في العالم ، والتي تعمقه التجربة والمراس ... غزة اليوم وبالأمس كانت ولا زالت تعيش في عزلة عن العالم ، وفي نفق لا بصيصا من النور في آخره ، إضافة إلى المعاناة المتشابكة والمتراكمة التي يعيش بها شعبنا في قطاع غزة ؛ بسبب فقر القراءة السياسية لدي الكثيرين ! ، فعن البطالة والخريجين والماء والكهرباء والرواتب والفقر والمرض والتهجير والهدم والقتل حدث ولا حرج ، وعن توزيع الكابونات الغذائية كالحلوى المتناثرة على البعض دون البعض الآخر حدث ولا حرج ، وعن بيوت يسكنها خمسة أو سبعة من الشباب ولا دخل لواحد منهم حدث ولا حرج ، وعندما نرفض حل مشكلات كبيرة تئن من تحتها غزة ألما ، وعندما نرفض الوفد القادم من رام الله وهو يمد الأيدي للوحدة والمشاركة الوطنية ، وعندما نصعد من حدة وتيرة التصريحات الموجعة على وسائل الاعلام ، وعندما ندير ظهورنا إلى الكل الوطني ، بل إلى كل شعبنا ، فما معنى هنا وطنيتنا ؟ وما معنى إسلامنا أو أيديولوجيتنا إن طالت معاناة شعبنا وازدادت آلامه على أيدي قادة ربما أخطأوا في التشخيص السياسي منذ البداية ؟ . كل مرحلة سياسية لها حيثياتها ومعطياتها ، وهذا ما لا يفهمه الكثيرون ، وكذلك جاء الخطاب السياسي للسيد الرئيس والذي لا يمكن من خلال ذلك كله القفز على المرحلة ، ولا على معطيات عشرين عاما من المفاوضات العبثية ، التي لم تثمر شيئا مع العدو حتى الآن ، والتي صرح بها السيد الرئيس وكثير من قادة حركة فتح مرات كثيرة ، أفإن بدأنا يا سادة يا كرام في أن نكون على قدر من المسئولية التي تفرضها اليوم المرحلة ، فهل من المقبول أن يخرج علينا البعض بالتشويه والتجريح والطعن والشتم والتشكيك ؟ بالله عليكم هل ثقافة الشتم تحرر وطنا وتبني شعبا ، بدلا من أن تكون فرصة قوية من أجل التعاضد والوحدة والاتفاق على استراتيجية سياسية مشتركة ؟ أليس من الواجب الأخلاقي انصاف الأخ الرئيس خاصة أن خطابه ثوري بامتياز باعتراف العدو والصديق ؟ وهل مصايدة الخصم السياسي ولا أقول العدو، ففتح وحماس ينبغي ألا يكونا اعداء ، وينبغي أن يكون التناقض بينهما ثانوي وليس أساسي ، خاصة وان الطرفين بالأمس واليوم هما في نفس الخنق ، وأن الكل الفلسطيني مستهدف !! بدلا من استمرار حالات التحطيم والعبثية التي تسود بين الطرفين ، والخاسر الوحيد هو شعبنا ! ... لقد قابل البعض رفع العلم الفلسطيني بالسخرية ، ومنهم من أيد ذلك على استحياء لحفظ ماء الوجه فقط ، لأنه يدرك تماما أن أي نجاع للسيد الرئيس إنما هو على حساب الطرف الآخر ، والله هذا الفهم وهذه النفسية وتلك الثقافة لا يمكنها إلا ان تزيد من الهُوة والشرخ بين أبناء شعبنا ، بدلا من التركيز على مقاومة الاحتلال خاصة في هذه المرحلة النضالية ... لم يعجبكم المرحوم ياسر عرفات من قبل ، كما لم يعجبكم اليوم أبا مازن ، واليوم تترحمون على أبي عمار وتعتبرونه بطلا ، وغدا ستترحمون على أبي مازن وستنتقدون خليفته – أمد الله بعمر السيد الرئيس – ولو حقق أبو مازن ألف نجاح فلن يعجبكم ؛ لأنه خصمكم السياسي ، بينما المفروض احترام الخصم السياسي وتشجيعه وقبوله ، عملا بثقافة قبول الآخر ، والإيمان بالتعددية الفكرية والسياسية ، وأن الحق المطلق ليس حكرا على هذا أو ذاك ... فمن الخطأ بل ربما من الجريمة أن نقيس ونزن الوطنية بميزان واحد فقط ... أليس كذلك ؟. نحن نتفق ونختلف مع هذا الرجل العظيم ، والكل يعرف انني لست فتحاويا ، بل أنني مستقل بكامل المفهوم السياسي لمعنى مستقل ، وانني كما أنتقد السيد الرئيس أثني عليه على كافة وسائل الإعلام ، دون تملق ولا نفاق ، فلا ناقة لي ولا بعير لا هنا ولا هناك ، وكذلك أفعل مع حركة حماس ، وهذا ما يجب أن يكون عليه المستقل الحقيقي ... من منا لم يخطئ يوما ، ويكفي جلد ظهرونا يا سادة ، ويكفنا تعليق الأخطاء على طرف دون آخر ، فهذا هو الفقر السياسي بعينه ، فكيف يمكننا ان نزن الوطنية والمصداقية إذن ، هل هو بالميزان الواحد الوحيد الأوحد الذي يحتكره البعض ، وكأنه لا وطنيين إلا هم ؟ وهل مناضلون وقادة الامس تحولوا بقدرة قادر إلى خونة اليوم ؟ بالله عليكم أنصفوا وكونوا أمناء مع ضمائركم ، نحن نختلف ونتفق مع هذا الرجل العظيم – السيد الرئيس أبو مازن – ونقول له كان الله في عونك ... ولمزيد من التوضيح ، أرجو قراءة مقالي المتعلق بذلك وهو تحت عنوان ( السياسة والعلم الحديث – تقريب ومقارنة - ) من خلال هذا الرابط ، ولكم كل الشكر والتقدير ... http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488406
#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياسة والعلم الحديث – تقريب ومقارنة –
-
المقاومة ومعاناة الفلسطيني في غزة
-
أيها الجهل لماذا تطعنني وأنا أهديك مصباحا !؟.
-
أنا في غُربتي
-
مياه الأفكار الراكدة لا تصلح للشرب ولا للحياة
-
مؤسسة الكون وأسئلة لا بد منها :
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|