أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي ناصر سعيد الباقر - فولتير و العراق















المزيد.....



فولتير و العراق


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 21:24
المحور: الادب والفن
    




فولتير وعصره----------------والعراق الحالي

لعلنا نتذكر الآن ما سبق ان قاله جون بيكر الى طارق عزيز .. بان امريكا ستعيد العراق الى عهد ما قبل عهد ما قبل الصناعه .. ولكننا بعد ان نقرأ عهد فولتير نجد انه اننا قد نعيش في عهود ما قبل عهد الزراعهةفنحن نستورد كل منتوجانتا الزراعيه من الخارج .. وحتى ثروتنا النفطيه نجدها الآن تستخدم لتنمية دول اخرى كل مستورداتنا من الدول الاجنبيه نستورد منها نعد ان توقفت صناعاتنا ... فقد ولد فولتير بالقرن السابع عشر فغي عهد لويس الخامس عشر ووصيه فيليب دورليان حيث كانت الفوضى تعم باريس وكثرت الفتن والمشاغبات وتدخل الكنيسه والجدل الديني وانتشار المبادىء التي اخذت ينادي او ينشرها الكتاب ... فكما كان المساس بالذات الصداميه وذويه ,, كانت جريمه جزائها القتل او السجن او السجن ... كذلك في عهد فولتير لم يكن لأحد من العوام ان يتجرأ بالمساس بالذات الملكيه والاشراف .. يعد جرأه تؤدي الى الباستيل .. ولكننا لم نسمع انه يؤدي الى القتل او الاعدام .. قد يؤدي الى المبارزه .. وكان جو باريس مكفهر بمظالم السياسه .. وانتشر فب ذلك العصر في باريس وفي فرنسا .. فزواج علية القوم كان مبني على المنفعه ليس غيره , لذلك كانت آداب ذلك الوقت تسمح بعلاقات الخيانه الزوجيه .. أي اتخاذ العشيق والعشيقه .. شرط ان تكون هذه العلاقات نوعا" ما سربه وان كانت علنيه قيجب ان تكون مع رجل عظيم ... لذلك فكان الناس يعدون علاققة فولتير باح المركيزات امرا" عاديا" طليعيا" يحدث امثاله كل بوم .. وقد فاق عهد صدام ذلك العهد الباريسر .. بل كان هناك للرئيس جلاوزه يبحثون وينقبون له عن النساء الجميلات .. فيقوم بشبى المؤامرات من قتل لو سجن ازواجهن .. وللعذارى الجميلات منهن الاغراء عن طريق سمسيرات كثر ينتشرن في كافة النواحي ... او الضغط عليهن بكافة الوسائل حتى يقوم باغتصابهن والاعتداء عليهن ... اما مغامرات ولديه وابنه عدي العلنيه فمعروفه فمعروفه في الحفلات ةبحيرة الحبانيه ... فكم من عذارى الجامعات الجميلات هجرن دراستهن الجامعيه خوفا" من هذا المجرم .. وترك الاوزاج بحيرة الحبانيه ... وهي قصص يتناقلها الشعب باسى ... الا نرى ان العهد الصدامي قد فاق العهد الفولتيري ... اما في هذا العهد الذي يحاول ان يطبق او يضع اقدامه على بداية الديمقراطيه ... في هذا العهد قد تجاوزنا العهد الصدامي , بحساب الرياضيات ف 1+1 = 2 .. في هذا العهد انتشر اختطاف النساء والاعتداء عليهن , والافراج عنهن مع ذلك لايتم الاّ بفديه ...ولعل منقذ عدنان الدليمي قد فاق وتجاوز عدّي وقصي فيما يفعله واجهزة الموبايل المتداوله لدى الشعب فيها الكثير من صور الفضائح خير شاهد .. اما قتل النساء والعذارى فاصبح مهنة سهله ورخيصه .. فهذه البصره , لم اسمع ذلك من وسائل الاعلام بل من عائله بصراويه التقيتها في كربلى .. حيث روت لي امرأه عجوز بان النساء يجدونهن مذبوحات ومرميات على الازبال دون ذنب ارتقفه شوى الذهاب الى الجامعه او المدرسه او الى السوق ... وكانت الكنيسه في باريس في العهد الفولتيري شديده وظالمه ولكن انتقادها ةالاستهزاء بها كان متداولا" في المحافل الادبيه ... ففي هذا العهد .. عهد الحريه والديمقراطيه .. فهل نجرؤ على ذلك .. بل وحتى على المطالبه بفصل الدين عن الدوله أي عدم السماح بتنازع الاختصاص ولو كان ذلك لالتلفزيون .. فان ذلك قد بكون نتيجته الاغتيال او القتل فقتل الحفيين والعلماء انتشر لدينا واصبح عاده .. ولكن فولتير وجان جاك روسو وغيرهما من الكتاب والعلماء طانوا يحظون بالاحترام والتبجيل ...
فكانت فرنسا في عهد فولتير من ناحية شبيه بعصرنا الى ما نحن عليه الآن .. فنحن الآن زما كان عليه عهد فولتير في القرن السابع عشر .. كلاهما عهدان يعانيان وبمران بظروف صيروره وصراع مخاض ولادة صعبه تعمدها الدماء الغزيره .. دماء الحريه والتغيير للانتقال الى عهود جديده ... في فرنسا كان التمخض
عن عهد عملاق جديد نتج عنه عهد فرنسا الحريه ... العلمانيه التي تؤمن بحرية الاديان واحترامها ... العلم ... وحقوق الانسان ... والقوه ,, ففي فرنسا تمخض الجبل فولد عملاقا" من الانسانيه ..... ونأمل ان الصراع .. والدماء التي تسفك في العراق .. والقتل .. والاختطاف .. والفساد الاداري وبكل انواعه ,,, ارى ان النتائج لابد ان تكون امتدادا.للاسباب ... فلا بد ان الجبل سيلد عقربا" لا فأرا" .. لأن عهدنا يخضع لتخطيط وارادات اجنبيه خارجيه تتحكم برسم مصير مستقبللنا , فقتل الادباء والعلماء والاطباء والنساء ... الخ هو ما يتميز به عهدنا هذا .. وهذا لم يكن بحدث في فرنسا في العهد الفولتيري , وقد نقتل ونخطف رجال الدين ونقتلهم .. وقد فعلنا .. فنحن قد تخطينا تخلفا" وعمقا" عهد فولتير بقرون فنحن الى الوراء ماظون والى الانقراض سائرون وتحت رحمة قوى تخطط لانقراضنا ... فنحن مسيرون لا مخيرون في نمونا الاجتماعي ... فالجبل سيلد لدينا عقربا" لا فأرا" ..
من هو فولتير :
اسمه الحقيقي هو ( فرانسوا ماري ارويه ) وعندما تم سجنه في الباستيل اتخذ لقبا" مستعارا" للكتابه والادب لقب (( فولتير )) ويعتقد البعض انه لقب احد اجداده ... ولد في باريس عام 1694 م من والد مسجل نهجح وام شريفه المحتد .. ويرجح انه ورث خبثه ةسرعة بديهيته عن والده , وخفته وفطنته عن والدته .. ماتت امه على اثر ولادته العسره .. وخلفت فولتير طفلاط ظعيف البنيه لدرجة ان مرضعته التي تولت العنايه له قدّرت انه لن يعيش اكثر من يوم او بعض يوم , الاّ انها اخطأت في تقديرها فعاش اربعه وثمانين عاما" قضى معضمها في الامراض المزمنه المنهكه ... ... وكان فولتير مولعا" بالشعر ... وبعد وفاة والدته سكنت عائلته الارياف ... وهناك رأته بغي غنيه فتوسمت فيه ملامح النجابه واوصت له قبل ان تموت بمبلغ الفي فرنك ليشتري بها كتب .... ومعظم ثقافته كانت بفضل هذه الكتب وبفضل تلك البغي ... ثم اعتنى به راهب متهتك لقّنه الشك والالحاد مع صلواته اليوميه .. وبعد ذلك دخل مدارس الآباء اليسوعيين .. وهناك تعلم الجدل وفن الكلام ..كما تعلم هناك الاّ يعتقد بشيىْ ... وقد اظهر فولتير ميلاّ خاصا" للجدل والمناقشه .. فتراه منزويا" مع بعض اساتذته يجادلهم في المباحث اللاهوتيه .. وسؤل ذات يوم عن رأيه في المدارس الدينيه اليسوعيه فقال -;-( لقدة علمني الآباء اليسوعيين اللغه اللتينيه وكثير من الكلام الفارغ )) .. وقد اختار فولتير صتعة الادب .. ويقول (( الادب صنعة اولئك الذين يودون ان يكونوا عديمي النفع في الهيئه الاجتماعيه وعبئا" ثقيلا" على اقاربهم وذويهم , وهو صنعة اللذين يريدون ان يموتوا جوعاا" )) ..
قضى فولتير عهد صباه قبل ان يبلغ الواحد والعشرين من عمره باللهو والطيش والتهتك ومخاتطة الظرفاء .. فكان يقضي الليل خارج منزله حتى طلوع الشمس ... وذهب الى مدينة ( كاين ) بعدها الى مدينة ( لاهاي ) وهناك عشق فتاتا" هولنديه .. فتم طرده وغادر هولنا كسير القلب ... سنة 1715 قصد باريس .. وهناك مات لويس الرابع عشر وخلفه لويس الخامس عشر وكان صغير السن فاصبح الوصي عليه الملك فبليب دورليان , زكان ضعيف الاداره .. فعمّت الفوضى باريس وكثرت الفتن والمشاغبات .. ولعب فيها فولتير دورا" عظيما" .... ونتيجة" لدخوله السوق الماليه ومضارباته الماليه فقد ربح فولتير من رواياته فأخذ يستثمرها بحكمه ودرايه ... فكان يقول قوله المأثور (( يجب على المرء ان يعيش قبل ان يتفلسف )) فجمع بين دقة اليهود ومهارتهم في جمع المال .. وبين ملكة الكتابه والشعر )) ...
وقد اصيب فولتير بالجدري فداوى نفسه وشفي .. فكان يشرب يوميا" 120 قدحا" من شراب الليمون وما يعادلها من المسهلات .. فشفي من المرض وخرج مشوه الوجه ووجه ذميم ..

من سيرة فولتير

كان فولتير رقيق الشعور يحترم الجمهور يتأثر مزيد التأثر من آراء الناس فيه حتى انه كان يحسد الحيوانات ويتمنى لوخلقه ربه حيوانا" فلا يدري بما يقوله الناس عنه ...وهو الذي احيى مجد الشعر واطلقه على السنة الناس وجعله لغة الادباء .. فاصبح فولتير مطمع انظار الاشراف وحملة الاقلام .. فكانوا يتهافتون عليه لاكتساب رضاه ولدعوته الى المنتديات الادبيه ومحافل النبلاء والوجهاء وفي قاعات الاشراف وهو ينعم بالغنى والمجد ومغازلة النساء ... ولانه كان حاضر البديهه , رائع النكته , بديع المحاضره حلو الملاحظه , شديد الفطنه ..
سجن في الباستيل وبعد ان اطلق سراحه تم نفيه الى انكلترا ... وكانت انكلترا في ذلك الوقت مركزا" للنشاط الفكري ... في زمن ( اسحق نيوتن ) .. و ( هويس ) و ( لوك ) .. واتيح لفولتير ان يمشي في جنازة اسحق تيوتن ويرى بعينيه اكرام اشراف انكلترا لذلك العالم الوضيع بحسبه والخالد بعلمه وادبه .. قال فولتير (( من زمن غير بعيد حضرت مجلسا" ضم نخبة" مكن الادباء وكتا تحاول الاجابه على هذا السؤال : من هو اعظم البشر , هل هو قيصر ام الاسكندر او تيمورلنك او كروميل .. فاجاب بعضهم هو بلا ريب اسحق نيوتن .. وذلك هو القول الصواب , اذ ينبغي ان نطأطأ رؤوسنا اجلالا" لمن يمتلك عقولنا بقوة الحقيقه لا لمن يستعبدنا بالقوه الغاشمه )) وفعلا" انكب فولتير على دراسة كتب اسحق نيوتن ... وقد نشر افكاره في فرنسا , .. وحوت رسائله هذه الطعن الشديد ةفي نظامالحكم الملكي الفرنسي ورجال الدين والاشراف ... وقد قارن بين حرية انكلترا واستبداد اولي الامر في وطنه , واستنهض مواطنيه لهدم صروح الاستعباد والمطالبه بحقوقهم المشروعه قدوة" بجيرانهم الانكليز ... وعلى اثر ذلك هرب الى من باريس واصطحب معه عشيقته (( المركيزه دي شانليه )) .. وقد سحرها فوللتير بخفة روحه وجمال حديثه حتى انها كانت تراه (( اجمل حليه في فرنسا ) وقد احبها وعشقها فولتير فقال عنها (( انها رجل عظيم لا ذنب له الاّ انه خلق امرأه )) وقد حمله اعجابه بها وبالنساء النجيبات , على ان يجاهر بتساوي المرأه والرجل في الاستعداد العقلي الفطري .. وكان فولتير يقوم بنفسه بتمثيل احد ادوار رواياته ... وكان سعيدا" بان يكون محل اعجاب واستقطاب عالمه الفاسدالخلاّب .. فلم ينظر الى الامور برزانه واهتمام وانما اتخذ لنفسه الشعار الآتي : (( اضحك واضحك الناس )) ... وفي محيط منططقة ( سبري ) الجميل حيث هرب فولتير مع عشيقته .. كتب فولتير كثيرا" من كتبه التي تتجلّى فيها روحه الفلسفيه وملكة نقده والتهكم ...

اهم علاقات فولتير
اوجد لنفسه اكثير من المعارف والاصدقاء بين اكثر الامم الراقيه ... وفي عام 1736م ابتدأت المراسله بينه وبين ملك بروسيا فردريك الكبير وكان هذا مفكرا" حرا" ينظر الى التقاليد الدينيه كما ينظر الملوك عادة" الى وعاياهم .. اذ كتب فردريك هذا الى فولتير يقول له : بانك اعظم رجل في اوربا .. وقد اجابه فولتير بانه يأمل ان يلعب فردريك الدور الذي لعبه افلاطون عندما دعاه (يونيسيوس ) طاغية ( سيراكوز ئئئئئئئئئئ9 لتطبيق مبادىء (( جمهوريته )) في تلك المدينة الزاهره .. واعتبر فردريك من فولتير هذا تملقاط .. فاجابه فولتير (( ان الامير الذي يكتب ضد التملق لأشبه شيْ بالبابا الذي يكتب ضد العصمه ))ززز
في سنة 1745 تظاهر بالكثلكه وضد اليسوعيين ويتملقهم .. فانتخب عضوا" في المجمع الفرنسي الاكاديمي .. والقى في المجمع كلمه تعتبر القمه في الادب الفرنسي .. وكتب الكثير من الروايات .. منها ((محمد)) .. و (( سميراميس )) .. الخ .... ثم تخلّت عنه عشيقته التي ماتت اثر ولاده عسره .. وفي وفاتها كان هناك زوجها وفولتير وعشيقها الجديد مجتمعين وعادوا اصدقاء ؟! .. وانتقل في 1750 م الى برلين بلاط فردريك وارتاح في ذلك البلاط وقد كتب يصف رلين فيها (( 150000 جندي , تمثيل وغناء , حور عين , وموسيقى مطربه , فلسفه ,شعر , عظمه ورقه , روايات مدهشه . ولائم فاخره , طبقه اجتماعيه راقيه , حريه في القول والعمل , ... وكما يصف فولتير ان المرء ليفكر هنا بجرأه فيشعر هنا بأنه طليق ...
( ولم يصف فولتير حال الشعب في الاحياء الشعبيه , وهذا دوما" وان المستصعفين دوما" هو النسيان )...وعاد فولتير اى فرنسا بموافقة ملك فرنسا ... وحدث ان اختلف عالم الرياضيات ( موبرتوي ) مع عالم آخر هو ( كونج ) في مسألة رياضيه تتعلق بقوانين ( نيوتن ) وانضم الملك الى جانب (موبرتوي ) وانضم فولتير الى جانب ( كونج عليه فغضب الملك فردريك فهرب فولتير الى فرنسا وما ان دخلها حتى تم طرده منه .. فسافر الى جنيف حيث اشترىبالجوار قصرا" سماه رائعا" سماه قصرا" رائعاط سماه قصر (( الملذات )) وكان ذلك سنة 1754حيث كتب اعظم كتبه .. وقد كتب كتابه المشهور (( رساله في اخلاق الامم وآدابها منذ شارلمان الى لويس الثالث عشر )) .. وفي هذا السفر تطرف فولتير كل التطرفوجاهر بمنتهى الصراحه والحريه بآرائه وكتب كتابه في تاريخ الامم .
بقى فولتير متغيبا" عن فونسا وبضواحي سويسرا في ( قصر الملذات ) ... واشترى له قصرا" ثانيا" في (فرناي) محاطا" بالاراضي الواسعه وكان يعتني بغرس الاشجار المثمره .. مع العلم انه انها لا تثمر في حياته .. قائلا" انه يخدم الاجيال المقبلله .. نعم لقد غرست 4000 شجره ؟! .. وقد سأل يوما" احد زواره

من اين اتىفقال اتيت من عنده المسيو هيل فاخذ فولتير يمدحه فاجاب الرجل : ولكن مسيو هيلر كثير الذم اليك فاجابه الرجل : ....... فبادره فولتير بسرعه : (( آه ربما نكن كلانا مخطئين ... )) ...وقد اتصل به الكثير من القسس المتساهلين المتشبعين بفكرة الشك ...
وقد كان يزوره الكثيرون ويراسلونه وكان يقول ان دون كيشوت يحسب الحانات قصورا" وان زواريي حسبون قصري خانا لهم ... وقد راسله الكثيرون من ملوك فرنسا مثل غوستاف الثاني ملك آسوج .. وكريستيان ملك الدنمرك ... وانعمت عليه كاترين الثانيه ملكة روسيا ... وفردريك ملك بروسيا ، وملك فرناي .
فولتير وروسّــــــــــــو

اشغل النضال الديني فولتير عن الطعن بمساوىء السياسي في ايامه الاخيره فاضطران ينسحب من الحرب السياسيه وتفرغ لتحطيم التقاليد والاوهام الدينيه قال (( ليست السياسيه موضوع بحثي , وطالما حاولت ان اجعل البشر اقل جنونا" واثر شرفا" )) وقال (( لقد تعبت من جميع هؤلاء الناس الذين يحكمون الد-وا من نوافذ قصورهم ومن هؤلاء المتسرعين اللذين يحكمون العالم ويجدون اللذه والسرور في تنظيم اعمال الكون وهم عاجزون عن ادارة زوجاتهم وشؤون بوتهم ! )) .. وكات فولتير غير متساهل فيما يتعلق بتوزيع الثروه .. وقال ((ان فكرة التملك تضاعف نشاط الانسان , اذ لا شك ان مالك الارض يعتني بحرثها وزرعها اكثر من أي شخص آخر ... وكان لايفضل النظام الجمهوري ويقول : نحو مساوئها (( انها تولد الاحزاب التي كثيرا" ما تؤدي الى الحروب الاهليه .. وتعمل على هدم الوحده القوميه ... ويرى النظام الجمهوري يصلح للدول الصغيره والتي لايتسرب الترف الى روحها )) ويرى فولتير انهم لا يستحقون الحكم الذاتي الاّ فيما ندر ... وان النظام الجمهوري لا يدوم طويلا" لدى اية امة كانت .... ويسأل فولتير نفسه ( أي النظامين افضل؟ الملبكيه ا م الجمهوريه ؟ )) ثم يجيب (( مضى على البشريه اربعة آلاف سته وهم يتساءلون هذا السؤال .. سل الاغنياء المترفين تراهم يحبذون النظام الارستقراطي .. وسل الشعب نرى انه يطلب الديمقراطيه ... اما الملكيه فلا يريدها سوى الملوك انفسهم .. فماذا حدث يا ترى حتى اصبح القسم الاكبر مكن الكون راضخا" للملوك تريد الجواب؟ .. سل الجرذان التي اجتمعت وقررت تعليق الجرس في رأس الهر وهي تجيبك على سؤالك .. اذا كان الشعب لايريد النظام الملكي .. فلماذا يحكم الملوك منذ آلاف السنين )) ..
لم يهتم فولتير بالجنسيات والقومبات .. ولم يكن له ادنى اعتقاد بالفكره الوطنيه .. وله تحلبل بديع للوطنيه حيث يقول (( يراد بالوطنيه في نظر الناس وياللاسف ان يكره الانسان كل البلدان ما عدا بلده )).
(((ولعلي بن ابي طالب قول هو (المال في الغربه وطن والفقر في الوطن غربه )وله فيها ايضا" (ظهر الارض ما حملك ) .. أي ان الوطن هو حيث تقبلك والارض ووطنك هو المال )))... ويقول فولتير (( طالما تهتم الامم الامم بالحروب فلا مجال للتمسك باحداها )).... وهو يكره الحرب كرها"لا مزيد عليه قال (( الحرب اكبر الجرائم ومع ذلك فلا نجد معتديا" لا يصبغ جريمته بصبغة العداله والمدافعه عنها ))... وكذلك يقول (( القتل ممنوع ولذلك يعاقب جميع القتله الاّ اذا اقترفوا الالوف تحت دوي الطبول )).. وجاء في قاموسه الفلسفي ما يأتي : (( يحتاج الطفل الى عشرين سنه يقضيها قبل ان يصبح راشدا" مدركا" .. ويحناج الى ثلاثين قرنا" لفهم شيىء بسيط عن تركيب جسمه المادي ... واللانهايه لا تكفي لمعرفة اقل شسىء عن روحه ... بيد ان لحظه واحده تكفي لقتله ))....... وكان جان جاك روسوقد اقام فرنسا واقعدها بكتاباته الوطنيه المؤثره المبنيه على العاطفه وتخاطب الخاصه لا الجماهير الساذجه ... فنشأ نزاع قوي بين فولتير وروسو .. وبلأحرى بين الفكر والعاطفه ...
ولقد بلغ النزاع اشده عندما كتب روسو رسالته المشهوره عن (( اسباب عدم المساواة بين البشر ))مشيرا" بوجوب الرجوع الى الطبيعه والهمجيه فيعيش الانسان كالقبائل المتوحشه الاولى .. وارسل روسو نسخه من الكياب الى فولتير فاجابه الاخير( ( استلمت كتابك الجديد ياسيدي وفيه تنصح بالرجوع الى الطبيعه فاشكرك عليه ... لم تبلغ الفطنه باحد قبلك الى درجه ان اطلب مسخ البشر الى بهائم .. وتأكد ان قراءة كتابك تجعل المرء يشتاق للمشي على اربع ... ولكن بما انه قد مضى عليّ ستون عاما" اهملت خلالها هذه العاده فانا اشعر وياللاسف بان استئنافها اصبح من المستحيلات .)) .. وحينئذن كتب فولتير الى صديق له يقول : (( آه .. ياسيدي انت ترى الآن ان جان جاك اصبح يشبه الفيلسوف كما يشبه القرد الانسان ))ومع كل ما كان بين الفيلسوفين من العداء فقد انتقد فولتير حكومة سويسرا وهاجمها مهاجمة قويه لحرقها كتاب روسو (( العقد الاجتماعي )) وما ذلك الاّ عملا بالمبدأ المقدس الذي قاله فولتير والذي يؤمن به كل الايمان وهو ( انا لااوافقك على اية كلمة تقولها , ولكني ادافع حتى الموت عن حقك بالتصريح بها .)) وهنا تتجلى عظمة الحريه الفكريه . ... ويعتقد فولتير ان التنديد بالمدنيه والرجوع الى الطبيعه كلام صبياني فارغ وان اصلاح الهيئه الاجتماعيه ممكن بتحكيم الفكر لا العاطفه وذلك بتعليم الناس وتهذيبهم .. واما روسو فرجل العاطفه والشعور وهنا الفرق العظيم بين الاثنين ... لقد كان فولتير ابن بيئة زمانه , فتجد في شخصية ذلك الشاعر الفيلسوف الصور الحقيقيه للادب في القرن الثامن عشر , وفي آثاره تتجلى لك محاسن ذلك العصر ومثالبه , فبينا تراه ذميما" , متعجرفا" , سخيفا" , سفيها" , قليل المبادىء, واحيانا" قليل الشرف , ... تجده متناهيا" في اللطف والدعه والرقه محترما" ,مبذرا" في قواه وماله , متشبثا" بمساعدة اصدقاءه تشبثه بسحق اعداءه ، يكاد يقتل عدوه بسطر من يراعه , ومع ذلك يغفر عنه حالا عندما يرى منه ميلا" للمسالمه والصلح , تلك هي صفاة فولتير المتناقضه الغريبه .. ومن اقواله المشهوره (( مهنتي ان اقول ما يجول بخاطري )) .... كان فولتير نشيطا" يحب الجد والعمل فانكب انكبابا" هائلا" على الاشتغال بالادب وانتج مالم ينتجه احد عاش في عصره ... فمن حديث له بهذا الصدد (( البطاله والعدم شيىء واحد )) وقال ايضا" (( كافة الناس طيبون الاّ الذين لاعملا لديهم يشتغلون به )) .... (((( وهنا القول ان على حكومتنا المنتخبه ومجلس النواب ان ينتبهوا الى مضار ومخاطر البطاله التي يعاني منه مجتمعنا حاليا" ويربطوا بين ارتفاع نسبة البطاله في العراق وبين كل المشاكل التي نعاني منه ؟؟!!))))... ومن اقواله المأثوره بهذا الخصوص (( يجب على المرء ان يعطي نفسه كل ما تتحمله من العمل تخفيفا" لمشاق هذه الحياة ... وكلما طعنت في السن زدت اعتقادا" بضرورة العمل , وان الذي يعتاده يجد فيه اعظم المسرات فينسى اوهام الحياة )).... ومن اقوال فكتور هيجو في فولتير : (( اذا فهمت فولتير وروحه توصلت لفهم روح القرن الثامن عشر )) .. ففولتير هو مشيد نهضة فرنسا وحامل لواء الاصلاح الديني فيها وزارع بذور الثوره الكبرى ..
لقد افسح فولتير بقوه وثبات المجال للحقيقه فظهرت ناصعه جليه , وعندذ اخذ الملوك والبابوات يخطبون ودّه وارتجفت عروشهم امام سحر بيانه وانتقاده الشديد ,واصبح نصف العالم يصغي بملىء بملىء جوارحه ليتخاطف كل كلمه يتفوه بها هذا النابغه .. ((( اما في العراق الآن لدينا وسائل عديده للتخلص من مثل هذا النابغه ... وهي الاغتيال , او اختطافه او عائلته .. وضع عبوه ناسفه لقتله .. او سياره مفخخه .. فهذا الذي دفع العقول في هذا البلدان تهاجر ... وبقينا صفر اليدين .. ))) ... عاش فولتير في عصر يتطلب الهدم والا نتقاد الجرىء .. ((( وهذا ما يتطلبه عصرنا هذا بالضبط .. الهدم لعقليات ومخلفات الماضي .. والجرأه في الانتقاد ))) ... وقد قام فولتير (( وحطم وسحق ضاحكا" متهكما" ) . .... ومن اقوال فولتير
(( الكتب تحكم العالم وخصوصا" تلك الامم التي لها لغه حيه مكتوبه , واما بقية الامم فلا قيمه لوجودها )) .. كذلك من اقواله (( لا شيىء يحرر كالتربيه )) .. كما له قولا" مأثورا" (( اذا اخذت الامه تفكر , فمن المستحيل ايقافها عن بلوغ امانيها )) ... ومن الحوادث الغريبه التي تدل على عدم مبالاته وحريته في الكلام وهي (( ان وصي الملك امر ببيع نصف الخيل الموجوده في اصطبلات البلاط اقتصادا" , فعلم فولتير بالامر فعلق عليه التعليق الآتي : (( يا حبذا لو ان وصي الملك اصدر امره ببيع نصف الحمير التي تتصدر ديوان الملك , اذن لكان لعمله وقع اشد في افئدة الشعب)) .. ((( واقول لو ان صدام وعهده اتبع هذه النصيحه .. وارجو ان يتبع هذا العهد – في محاصصاته – ان يتبعوا هذه النصيحه ))) ...
ولابد ان ندرج بعض شعر فولتير في فاجعة (( اوديب )) :
((ليس كهنتنا كما يتوهم العوام الساذجون))
(( فما معارفهم وعلومهم الاّ بساطتنا وسرعة تصديقنا لما يزعمون ))-
(( لنثق ولنؤمن بانفسنا , وانر كل شيىء بعيوننا ))
(( ولتكن هذه آلهتنا ومعابدنا وكهنتنا ))
وكان فولتير سعيدا" بان يكون مركزا" لهذا العالم الفاسد الخلاّب فتم ينظر الى الامور برزانه واهتمام وانما اتخذ لنفسه الشعار الآتي : (( اضحك واضحك الناس )) ومن اقواله المشهوره (( لو لم تجعلنا الطبيعه ميالين للخفه والمزاح والمجون لكنّا اتعس المخلوقات , واذا لم يشنق البشر انفسهم فما ذلك الاّ لانهم يستطيعون ان يكونوا مازحين ظرفاء )) .. ومن قول له الى ملك بروسيا (( يلذ للمرء ان بكون مجنونا" خليعا" في بعض الاحايين , والويل كل الويل للفلاسفة الذين لا يستطيعون الهزل والضحك , فيحافظون ابدا" على رزانتهم ووقارهم , واني لأرى الوقار اشد هولا" من المرض ))... ومرة" استاء منه الملك فردريك فقال (( اني احتاجه في بلاطي سته اخرى , يعصر المرء البرتقاله ويرمي قشرها )) ... فعلق فولتير على ذلك بما يلي (( ان التفكير بقشر البرتقال لايفارقني حتى اني اراه في احلامي ... ان حالة ذلك الرجل الذي هوى من برج عال ووجد السقوط في الهواء لطيفا" فقال : حسن ولكن بشرط ان تدوم هذه الحال , لا تعد شيئا" اذا قيست بحالتي التعسه ))
فولتير وآراءه في التاريخ
ولفولتير آراء كثيره في التاريخ من اشهرها هي (( ما التاريخ الاّ صوره بالجرائم والبؤس ))وقال كذلك
في مكان آخر (( يشعر الذي يقرأ تاريخ النزاع بين اليوركيين واللانكتريين انه يقرأ تاريخ اللصوص والسفاكين )) وصرح مرة للمركيزه دي شاتليه ان اصلاح كتب التاريخ لا يتم الاّبتطبيق الفلسفه ومبادئها في الابحاث التأريخيه فيرى الباحث عندئذ تاريخ العقل البشري وقال لها (( لا يجب ان يكتب في التاريخ الاّ الفلاسفه ان التاريخ عند جمبع الامم مشوه بالاساطير والخرافات ولا يستطيع التمييز بين الحقائق والخرافات الاّ الفلاسفه ولا يستطيعون ذلك الاّ بمنتهى الصعوبه اذ يجدون في المواد التاريخييه الفا" من الشواهد والحوادث والادلّه التي تذكر اثباتا" للاكاذيب المنتشره بين الامم , وما التاريخ في الحقيقه الاّ رزمه من البدع والحيل نحتال بها على الموتى .نحن نشوه الماضي طلقا" لميولنا ورغباتنا وقد برهن لنا التاريخ ان بوسعه اثبات صحة كل شسيىء )) ... (((( وكأننا نشعر ان فولتير يتكلم عن التشويه الذي لحق بتاريخنا فكم نحن متأخرين عن فرنسا في اجراء عملية مراجعة التاريخ وحماية الموتى في تاريخنا وتخليصهم مما الحقته بهم خرافات ونوازع المغرضين ...))))..
اخذ فولتير ينقب عن الحقائق التاريخيه في الاسفار المطوّله بلا ملل ولا تعب .. وقد الف تاريخ الكثير من الدول الاوربيه تمهيدا" للقيام بعمله الكبير وهو الاريخ العام ..... ويمتاز فولتير في اسلوبه اتاريخي بانه لم يتحزب لامه دون اخرى بل كان يبحث عن الحقيقه . لقد راجع الكثير من كتب التاريخ بما يقرب من 1200 مجلدا" ضخما" ... جمع فولتير الحقائق الكافيه واخذ يمحصها ويختار الراهن منها .... وقرران لا تدورابحاثه التاريخيه حول الملوك وحروبهم بل حول النهضات والجماهير , ولم يقتصر في كتابه على البحث في تاريخ الامم مستقلا" بعضها عن البعض الآخر .. بل نظر الى الجنس البشري كمجموع لا يتجزأ . وقال فولتير في هذا الصدد ((ليس للملوك والثورات اهميه كبرى في خطتي , كتائب تتقاتل ومدن تحاصر وتفتتح ثم تسترجع – هذه الامور عامه ومشتركه في كل طور من اطوار التاريخ بين البشر واذا حذفت الفن وتقدم العقل من التاريخ لاصبح عديم الفائده لا يجد فيه النشء في أي عصر كان ما يجذب انتباههم . لا اريد ان اكتب تاريخ الحروب بل تاريخ الهيئه الاجتماعيه فاصف للاجيال الحاضره والمقبله معيشة البشر الداخليه في عا ئلاتهم والفنون التي توصلوا اليها . ليس القصد من كتابي ذكر التفاصيل التافهه للحوادث المشهوره وفي تتبع تاريخ الاشراف والامراء .. وانما ارمي الى وضع تاريخ للعقل البشري والى معرفة الخطوات التي تقدم فيها البشر من الهمجيه الى المدنيه ...وقد اثار كتاب فولتير حنق الكثيرين وخصوصا" رجال الدين لعدم توسعه في تاريخ اليهوديه والنصرانيه ومساواته بين تلك الديانتين وبقية الاديان وكلامه عن الصين والهند والعرب والفرس ومذاهبهم بمنتهى الاحترام والنزاهه فلم يتعرض لاهانتهم كما كانوا ينتظرون منه , وعلاوة" على ذلك عدم احتقاره بقية لعناصر البشريه قائلا"عنهم انهم رجال مثلنا ولذلك فهم اخواننا , فسعى رجال الكنيسه والاشراف لدى الملك فاصدر ارادته الملكيه قائلا" ( ان ذاك الافرنسي الذي يتجاسر على النظر الى نفسه كرجل اولا" وبعد ذلك كافرنسي لا يستحق ان تطأ قدماه تربة فرنسا مرة" ثانيه ) .
ومن اقواله المأثوره (( ياالهي احفظني من اصدقائي فقط , اما اعدائي فدعهم ولا تقيني شرهم وعلي ان احفظ نفسي منهم )) ... (( ما هو السبب الذي من اجله يذبح الناس بعضهم بعضا" في هذا العالم البديع ؟!! و لا احد يعرف شيئا" عن هذا الموضوع لا انت ولا انا )) ..

مزق الاضطهاد وخيبة الامل ما كان في نفس فولتير من الايمان ... وجاءت عام 1755 كارثة لشبون عاصمة البرتغال وتفصيلها : في يوم عيد جميع القديسين حدث زلزال مريع في لشبون والناس مجتمعون في الكنائس احتفالا" بالعيد فمات تحت الردم ما يزيد عن 30000 نسمه . وليس في الحادث ما يوجب الاستغراب ولكن الامر الذي اثار سخط فولتير وغضبه : هو ان كهنة فرنسا عللوا الكارثه قائلين : .. ان غضب الله حل على اهالي لشبون , .. فقال فكرته المتطرفه القديمه وهي ..(( اما ان يكون الله قادرا" على منع الشر وهو لا يريد ,.. او انه يريد ولكنه عاجز لايستطيع منعه )) .. ونظم قصيدته المشهوره الذي فحواها : .. ((انا جزء صغير تافه من المجموع العظيم اجل : .. ولكن جميع الحيوانات المحكوم عليها بالحياة , وكافة الاشياء التي تعيش ضمن ذلك النظام القاسي , تتألم مثلي , ومثلي تموت .. ينقض العقاب على فريسته ويطعنها بمنقاره الدامي وبعد برهه يداهم العقاب نسر عظيم ويمزقه اربا" اربا ثم ياتي الانسان بدوره ويمزق احشاء النسر بسهامه الحاده , والانسان يقتل اخاه الانسان في المعارك الداميه فلا يلبث حتى يصبح طعاما" للغربان ... وهكذا يئن كل حي في هذا العالم وما خلقوا الاّ للعذاب والموت ... وفي هذه الفوضى المميته تقول :.. ان آلام الفرد تشكل خير المجموع !! وان كل شيىء حسن طيب ! الكون يكذبك , وقلبك يدحض مائة مره مزاعم عقلك ... ما هو حكم اوسع العقول ؟ سكوت , فكتاب القدر مغلق في وجوهنا .))... الانسان غريب لايعرف من اين اتى والى اين يذهب . وجودنا ممزوج باللانهايه .. انفسنا لانراها ابدا" ولا نتعرف بها .. هذا العالم , هذا المسرح للكبرياء والاذى مملوء بالمجانين المرضى الذين يلهجون بذكر السعاده ...
وعندما نشبت حرب (( السنين السبع )) قال فولتير ان هذا العمل هو ضرب من الجنون والانتحار , واستغرب هيجان اوربا الشديد وحشد الجيوش والمعارك الداميه لبحلوا المشكله بين انكلترا وفرنسا فيما يتعاق (( ببضعة كيلومترات مربعه من الثلج )) في كندا . وزيادة على اشمئزازه من هذه الحروب ظهر له مقاوم لا يستهان به في شخص جان جاك روسو الدي رد على قصيدةفولتير لشبون .. بجواب شديد قال فيه : (( يجب ان يتحمل الانسان تبعة هذه الكارثه ,اذ لو عاش البشر في الحقول متبعين سنن الطبيعه لا في المدن لما مات هذا العدد العظيم في تلك الفاجعه , ولو التحفنا السماء وتركنا البيوت لما وقعت علينا السقوف , فالذنب ذنب البشر الذين يفسدون ما في الطبيعه من خير وجمال )).. وقد اشهر فولتير ضد فكرة روسو هذه سلاح التهكم .. وكتب القصيده المشهوره (كانديد ) .. حيث يقول استاذ كانديد وهو الاستاذ بانكوس الذي يقول (( من الاشياء الممكن اثباتها ان كل ما في هذا الكون خلق لاسمى قصد . لاحظوا كيف ان الانف خلق بشكله الحالي ليحمل النظاره ... وان الساقين خلقتا بشكلهما الغريب للبس الجوارب ... وكذلك الحجاره جعلت لبناء القلاع ... والخنازير خلقت لنأكل من لحمها في جميع فصول السنه , فيستنتج من هذا ان الذين يعتقدون بان كل شيىء حسن قد اخطأوا وقولهم هذا ضرب من الجنون , وكان يجب عليهم القول بان كل شيىء خلق للاحسن )) ... وكذلك يقول كانديد ......:
(( هل تعتقد يا سيدي ان البشر كانوا منذ القدم يتقاتلون ويسفكون في الارض كما تراهم الآن . هل كانوا يا ترى كذابين , خونه , ناكري الجميل , لصوصا" , بلهاء , سكيرين , بخلاء , حسودين , طموحين , متهتكين , متعصبين , منافقين , مجانين ؟))
مارتن – (( هل تعتقد ان النسور كانت دائما" تفترس الحمام اينما وجدتها ؟))
كانديد- (( لا ريب في ذلك ))
مارتن- (( حسن يا صاح . فاذا كانت النسور لا تغير طبائعها فلماذا تتصور ان البشر يغيرون طبائعهم ؟ ))
كانديد – (( آه ... ولكن هناك فرق كبير وهو ان الاراده البشريه حرذه مخيره ..

ولقد اتبع فولتير في قاموسه الفلسفي مذهب الشك الديكارتي وبنى فلسفته على (( الحساب والوزن والقياس والملاحظه . فهي اساس الفلسفه الطبيعيه وما بقي فاحلام واوهام )) ..

وفي ايامه الاخيره حدثت بعض الحوادث المؤثره احرجت مركزه واضطرته على القيام بحملاته الشعواء ضد الكنيسه , فاشهر حربا" شعواء عللا الكهنه معلنا" شعاره (( سحق السفله )) .. وتفصيل تلك الحوادث ..:
كان رجال الكنيسه الكاثوليك يتمتعون بسلطه عظيمه واسعه في مدين (تولوز) فيضطهدون البروتستانت بكل ما لديهم من القوى ويحتفلون احتفالا" عظيما" كل سنه تذكارا" لمذبحة القديس برتالومي ولم يكونوا ليسمحوا لبروتستانتي باحتراف المحاماة او الطب او البقاله او بيع الكتب او طبعها في مدينة تولوز , ولا يجوز لكاثوليكي ان يستخدم بروتستانتي في منزله او محل شغله .. وفي سنة 1748 م دفعت امرأه كاثوليكيه غرامه قدرها 3000 فرنك لاستخدامها قابله بروتستانيه..... . واتفق ان رجلا" بروتستانيا" من تولوز اسمه جان كالا كانت له ابنه ارتدت الى المذهب الكاثوليكي وعلى اثر ذلك انتحر اخوها لخسارة فادحه اصابته في تجارته وكان القانون يقضي على الذي ينتحر ان يعرى من ثيابه وتشد رجلاه على خشبه محموله فيتدلى رأسه ويطوفون به الشوارع عبرة" لامثاله واخيرا" يشنقونه .. فاجتنابا لهذا العار كلف الولد اصدقاءه بالشهاده امام المحكمه بان الولد مات موتا" طبيعيا"ا" . وعندئذ تداولت الالسن الاشاعه الآتيه وهي ان الاب قتل ولده خشية ان يرتد للكثلكه كما ارتدت ابنته فاوقفه رجال السلطه وعذبوه ومثلوا فيه فمات المسكين تاركا" وراءه عائله مؤلفه من عدة اشخاص طريدين بلا مأوى ... وقصدت العائله فولتير في فرناي فآواها واكرمها وتألم لاضطهادها .. وابتدأت عندئذ حملات فولتير الشعواء على الكنيسه ورجالها .
ووقعت بعد مده قصيره حادثه زادت فولتير سخطا" ك وهي ان شابا" له من العمر 16 سنه اوقفته السلطه لاستهزائه بالصليب وبعد التعذيب والتمثيل اعترف المسكين بذنبه فقطع راسه واحرقت جثته في النار والجماهير محتشده حول ذلك المشهد تهتف وتصفق طرفا" وابتهاجاط بعقابه ... وبحث رجال الكنيسه في امتعة الشهيد فوجدو فيها نسخه من كتاب فولتير( القاموس الفلسفي) فاحرقوه مع الجثه ... (((( الاترى ان ما جرى ويجري في العراق هو صوره لما كان يحدث في ذلك العهد الفولتيري ؟؟!!)))) ...

هاج بركان غضب فولتير فاريل الرسائل الى جميع اصدقاءه من الادباء واولي النفوذ وناشدهم باسم الحق والعداله مقاومة الكنيسه وجرائمها .. وعرضت عليه الكنيسه جوابا" على هذه الحملات مركز ( كردينال ) لقاء سكوته وارتداده الى الحظيره .. فرفض واتخذ لنفسه الشعار التالي وهو (اسحقوا النذل ) ... ((((( ونحن في القرن الواحد والعشرين نستطيع اسكات , بل واسكتنا , من هو بحجم فولتير بالاغتيالات والعبوات والمفخخات ولا عجب فنحن بالقرن الواحد والعشرين !!!)))) .. .. ويقول فولتير انه ما كان ليثور ضد الكنيسه لو تمسك رجالها بتعاليم الانجيل وطبقوا فكرة التساهل ... ويقول ان رجلا" يقول لي( آمن كما اؤمن انا والاّ يلعنك الله) لا يلبث حتى يقول (( آمن كما اؤمن انا مالاّ ذبحتك )) فباي حق مشروع يرغم مخلوق الآخرين على قبول افكاره ؟! ..
نهاية فولتير
عندما ازداد بفولتير المرض فجاءه كاهن يطلب الاعتراف الديني فسأله فولتير 00 من اين انت آت , يا سيدي القس ؟ )) فاجابه الكاهن .. من عند الله .. فقال له فولتير (( حسن يا مولاي ولكن اين وثائقك الرسميه ومستنداتك ؟ )) .. وبعد مده وجيزه استدعى فولتير كاهنا آخر هو ( الاب كوتيه بقصد الاعتراف .. فرفض الاب ذلك قيل ان يسلم الفيلسوف ويؤمن بالعقيده الكاثوليكيه .. فابى فولتير ذلك وكتب كلمته الاخيره فيما يتعلق بدينه واعطاها الى سكرتيره 00 اموت عابد ربي , محبا" اصدقائي , غير مبغض اعدائي كارها" الاوهام والمزاعم )) التوقيع فولتير .. ومات في 30/5/1778 م .. ورفض رجال الكنيسه دفنه في باريس فاخرجه اصدقاءه سرا" بعربه ودفنوه خارج باريس دون احتفال .. ولكن الجمعيه الوطنيه التي تشكلت بعد الثوره حملت رفاته الى باريس حيث تم دفنه في البانتون , واشترك في ذلك الاحتفال اكثر من 600000 نسمه وكانت الجمله المكتوبه على عربة الجنازه (( اعطى العقل البشري روحا" جديده , واعدنا للحريه .)) ...


هادي الباقر



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيرة المرأه العراقيه وتضحيتها
- الخليج العربي في طريقه الى الموت ؟؟
- المهجرين ثم النازحين ؟؟(( وعلي مع الحق والحق مع علي )) ؟
- حاولنا النضال من اجل استقلالية المنظمات غير الحكوميه
- الماء المسؤل عن الاصابه بالامراض المعويه ؟ فهل نعرفه ؟
- اجراءات عمليه للوقايه - ومكافحة الكولير
- ضرورة حماية الحشد الشعبي والمقاتلين من الكوليرا
- اجراءات الوقايه - من - وباء الكوليرا
- في عيد الغفران يالقساوتكي في الحب
- الكولبرا ونوعية البيئه العراقيه
- الصلاح والتغير بين مطالب المظاهرات وعملية التسويف
- عجيب امور غريب قظيه ___ ياسيادة رئيس الوزراء
- امانة بغداد وتعاملها العدائي مع المواطن
- الكون بين نظريات الدين والوضع العلمي
- حتى نستطيع الاصلاح ؟ لا بد ان نعرف المشكله واسبابها ؟ (الحلق ...
- حتى نستطبع الاصلاح ؟ لا بد ان نعرف المشكله واسبابها ( الحلقة ...
- البنى التحتيه وحقوق الانسان العراقي
- حتى لا ننحرف بمطاليب مظاهراتنا
- محاصصة عمّار الحكيم وديوان بغداد
- حتى لا تضيع مطالبنا , مطالب المتظاهرين


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي ناصر سعيد الباقر - فولتير و العراق