طفل البحر

كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 13:57
المحور: الادب والفن

طفل البحر
أطلقوا قيدي لأمضي
نحو موت أشتهيه...
قالها طفل البحار ...
ومضى يملي على التاريخ
مهزلة العرب قال :
- سجّل ... ها أنا ما زلت لم أُعرب
ولم أعرف مكاني في طلاسمكم
أفتش لم أزل في معجم الأسماء
عن اسم يناسبني ... وعن قوم لهم أنسب
وعن مذهب ... وعن أتراب
عن وطن كلوح الطين
كي أكتب :
أنا ابن البحر والنحر المشرعن
جئتكم والرأس يدمى من
علامات التعجب !!!
وخدي ...
لم ترصعه إلى الآن ابتسامه
قَدْ شربتُ الحزنً من حبلِ بقائي
كنت أرشفه رحيقا
وصدى صوت لامي ظلّ
يهذي ...
"أيها الليل المكلل بالهزائم
إن هذا الطير قرباني الأخير
وشهودي ذلك الوشم على وجهي
دروب للمصائب والعجائب
يبتنيني الدهر للمجهول دوماً
وسريري ظهر قنفذ وغطائي
ثمة وجه الله لا املك سواه
اعتراني الطلق حتى هامتي
فولدت الطلسم العربي في زمن الرزايا
ليس لي جذع فأهززُ أو دعاء
مستجاب ..!
شبح الخوف رفيقي، والخنازير التي أفتت وجوبا
أكل أكباد البراءة
أسمع ... الآن خطاها
لم تزل خلفي ...تكبّر...!"
(2)
قال : سجّل ماء هذا البحر
قد كان كريما ...هدأ روعي
وأعطاني هدايا ... هذه الملهاة في جيدي
وملح ملء جوفي ، وحصى حلو المذاق ،
وقميصي الأحمر القاني ...حجاب الموجة الخجلِ
وورائي كان حوتا ، وعروس البحر
تسقيني بكأس الملح جرعات الحياة
كنت استلقي ببطن الصخرة الصماء
في وطني الجديد
ويعظّ الموت أسناني الرقيقة
ليت هذا الموت يدري ...
أن عمري ألفُ حرمان
وما زلت بلا اسم ولا حتى هوية
كنت أشتمكم جميعا
كلما ألقى عليَّ الموت شرنقة الغياب
وغلّقت رئتي الفجيعة .
قال سجل : أمتي بنت الخرافة،
رأسها سطو، ووئد ،وفجيعه
وروايات بلا إسنادٍ ، صاغتها إماء للخليفة
وسقيفة آه من تلك السقيفة
شغلتنا كل هذا الوقت في شأن الإمارة
والوزارة ، والرياسة، والسقاية، والحجابة،
والحجيج، ففرشنا الموت للأجيال مائدة
وأكلنا في صحون الروم والفرس " مضيرة"
وتغطينا بقمصان بني صهيون جمعاً
وفرادى ...
وتشاطرنا متى أو أين ينبطح الخليفة
متى ينقم على القطعان ينحرها جوازا
فيرينا النجم في وقت الظهيرة
قال سجل: أجمل شكل الموت " تقطيع الرؤوس"
وصغار البحر يطفون على موج الفتاوى
يشربون الشرع من كأس خليع
ويوارون بلا عنوان في أرض الخراب
هكذا أمر المجبب والمضبب والسفيه

#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات