أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - امير عبد عباس - الاستهواء














المزيد.....

الاستهواء


امير عبد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 20:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يؤكد علماء النفس على أن الأنسان ( كائن ) معقد جداً من ناحية تركيبته النفسية, حتى أن بعض العلماء يستصعب عليهم في
أحايين كثيرة بالتنبؤ لما يحدث له مستقبلا, فنفس الأنسان عبارة عن شبكة معقدة من العواطف والأنفعالات
والأعتقادات والميول والأتجاهات, بحيث نعجب عندما نرى أنسان عطوف والأخر حاقد ومسالم وأخر محارب وتابع(أمعة)
وآخر مستقل والخ .
كل هذه التناقضات تحتوي بين طياتها الكثير من الأسئلة والأستفهامات فنتسائل مثلا لماذا مثلا يكون مجتمع بأكمله تابع
لشخص ما يقولون مايقول ويفعلون مايفعل, من دون نقد أو تمحيص لكلامه وافعاله. الكثير من هذه الأسئلة سأحاول فك طلاسمها في مقالي هذا
لتعم الفائدة للجميع.
سأسلط الضوء هنا على خاصية من خصائص الشخصية تقض مضاجعنا جميعا وهي سبب بلائنا ومأساتنا جميعا .وهي تقبل
الفرد أفكاراً معينة من دون نقدها بل يعتبرها مقدسة وخالية من كل شائبة.
أطلق علماء النفس على هذه الخاصية (بالأستهواء) اي أن الفرد يستهوي مثلا الماركسية من دون تمحيص أو بحث عن ماهية
(الماركسية) ونجد آخر يستهوي( الدين اليهودي او الدين المسيحي او الأسلامي) من دون ان يتجشم عناء البحث والتنقيب ويرجع سبب
ذلك الى سببين رئيسين :
1_عندما يكون الفرد في حالة عقلية مشتتة.

2_عندما يسيطر على تفكيره عقائد وأفكار ثابتة.

ناتي الآن لنفكك ونحلل كل سبب على حده.
أن من أسباب النوع الاول عندما تكون للفرد اكثر قابلية ( للاستهواء ) هي بسبب ان معايير الحكم على الأشياء لديه تكون
ناقصة .فيتعذر عليه حينئذ مراجعة مايعرض عليه من أفكار وقضايا وأحكام ومن ثم نجده يقبلها على علاتها وهذا يفسر لنا
كيف ان الطفل يكون أكثر قابلية لللأستهواء من البالغ والرجل البدائي أكثر قابلية للأستهواء من الرجل الحضري. كذلك
نرى الفرد أكثر قابلية للأستهواء عندما يكون في حالة من القلق والأرتباك الذهني فيصبح فريسة لتقبل اي أفكار تصل
أليه وهنالك أمثلة عديدة على ذلك منها ماحدث هنا في العراق فكما هو معروف عاش العراقيون حقبة زمن صدام حسين ساد
فيها البطش والظلم والأستعلاء والقلق والفزع وعدم الثقة وفقدان الأمن الذاتي بسبب دكتاتوريته المقيتة التي أستخدمها مع
شعبه .
بعد ذلك توافدت على العراق بعد سقوطه مجموعة ( آيدلوجيات) و(أفكار) لم نكن نعهدها سابقا .فماذا كانت النتيجة ؟ نجد أغلب
العراقيين أقتبسوا هذه الأفكار والآيديلوجيات من دون نقد وتمحيص بحيث أمسى كل رمز في آيديلوجية معينة وثن يعبد من
غير الله .
ولن يغيب عن بالنا ماكان يذاع على آذاننا في وسائل الأعلام المختلفة والكتابة على جدران المدارس والبيوت الآيلة للسقوط
عبارات مثل (نريد حاكم جعفري) والدولة الأسلامية هي الحل وو الخ .فمن الملاحظ ان تلك الصيحات ساعدت على أشعال
روح التذمر بين أبناء شعبنا كما جعلهم أكثر قابلية لمبادئ الثورة وبنفس الوقت كانوا مشتتي الذهن بسبب الدكتاتورية
والجهل المتفشي آنذاك..والنتيجة مثل ماهو معروف كانت قاصمة لظهر الجميع فالحاكم الجعفري جالس في قصره قرير
العين والناس تحولوا الى اشلاء متناثرة هنا وهناك ,فتحول لسان حالهم من (جعفري )الى نريد حاكم( بوذي).
أما النوع الثاني من الأستهواء وهو الخاص بوجود عقائد وأفكار ثابتة تسيطر على تفكير الفرد فأوضحه بهذا المثال : لنفترض
ان طفلا نشأ وترعرع في مجتمع يعتنق جميع أفراده المذهب (البوذي) مثلا فما هي حصيلة شخصية هذا الطفل بكل تاكيد
سيعتنق هذا المذهب لامحالة وسيكون اول واخر المدافعين والمتعصبين له من دون سؤال او استفسار.وقس على ذلك المبدأ
(الديمقراطي) مثلا في أمريكا أو الدول الأوربية فقد أصبح هذا المبدأ عقيدة ثابتة عند هذه الشعوب تسيطر على تفكيرهم
وعقولهم وهذا هو السر في سهولة استهواء اي أمريكي أو أوربي عن طريق هذا المبدأ.
وتأملوا معي جميعا كيف سيكون حال طفل نشأ في محيط صوت الآذان والدعاء تصدح في الآذان صباحاً ومساءً دون ان يبح له
صوت او تكل له أذن وكتب أمثال تفسير الأحلام وألف حرز وحرز وصلاة وصوم وصوم وصلاة وزيارة الحسين
والنعمان من البديهيات الغير مشكوك فيها هل سيكون (ملحد ) مثلا ؟ نعم نستثني من هذه القاعدة بعض الشواذ اللذين تمردوا
على واقعهم والشواهد كثيرة.
ولذا نجد مجتمعنا متمسك جدا جدا بدينه ومذهبه وطائفته من دون نقد أو تمحيص والعجيب نجد الكثير من الخزعبلات
والخرافات واللامعقول في ديننا وقبيلتنا ورغم هذا كله والمجتمع متمسك ولايتغير قيد انملة ,فنجد كثرة الاباطيل والاعاجيب
مثلا في الكتب المعتبرة (للطائفتين) والمخزي انهم يقرون بذلك وحين تتحاور مع اي شخص يعتبر هذه الكتب مقدسة ولاغبار
عليها بل ويعتبرك ملحد جاحد بالله وبرسوله وعليه يستلزم ان تتبوء مقعدك في جهنم خالد فيها !
لربما يتسائل البعض ويقول ماهو الحل أذا.نعم تساؤل مشروع والحل يكون بالتمهيد لاي ايديلوجية او اي فكرة معينة نريد تطبيقها على اي مجتمع ما .ومن يريد االتأكد اكثر فليقرأ بتمعن مقالي (التمهيد للدولة المدنية ) ففيه يكمن الجواب .



#امير_عبد_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة (سيلفي) مع الزهاوي !
- السياسي العراقي يفند (ثورندايك)
- خرافاتنا الى اين؟
- المرض النفسي( 2_2)
- المرض النفسي (1_2)
- ايهما احق
- التمهيد للدولة المدنية
- تسييد العقل
- غرس النارنج


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - امير عبد عباس - الاستهواء