|
ملوك بلا تيجان
رياض ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 13:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( من اين لك هذا ؟ ) قبل ايام قليلة اتصل بي احد اﻻ-;-خوة المجاهدين من قادة احد فصائل الحشد الشعبي المشاركين في معارك تحرير بيجي طالبا مني التدخل في انجاز معاملات عدد من شهداءنا اﻻ-;-بطال المتلكئة في احدى الدوائر المختصة وحين بينت استغرابي لتاخر انجاز مثل هكذا معاملات مهمة المفروض ان كل تعليمات المسؤولين واولهم "رئيس الوزراء " تأمر بانجازها باقل وقت ممكن .. اخبرني اﻻ-;-خ المتصل بان الموظف المكلف باكمال هذه المعاملات يتحجج بعدم اكتمال المستمسكات وكلما اكمل عيال الشهيد ما يطلبه منهم الموظف طلب امرا اخر اﻻ-;-مر الذي جعل عائلة الشهيد تلجأ الى "المعقب " والذي طلب منهم مبلغا ماليا لايملكونه لانجاز معاملات حقوق ولدهم الشهيد "رحمه الله " . في الحقيقة وانا الموظف الحكومي منذ عشرات السنين لم استغرب ماقاله اﻻ-;-خ المتصل ولا مافعله الموظف المرتشي لانني ارى واسمع في كل يوم ماهو اشد غرابة واكثر فسادا واكبر دناءة وقد تولدت لدي قناعة تامة ان موظفي الدولة العراقية بدءا من عامل الخدمة "الفراش" وصعودا الى اعلى درجة وظيفية لها علاقة بخدمة المواطن وحقوقه هم موظفون فاسدون و( حرامية ) وانهم يشكلون مافيات وعصابات تستهدف سرقة اموال الدولة ومواطنيها بشتى الحيل القانونية والتعليمات اﻻ-;-دارية التي يتواطيء بعضهم مع بعض في ديباجتها لغرض اتخاذها وسيلة "قانونية " لتحقيق غاياتهم المفسدة والدنيئة وسرقة ما بجيوب المواطنين بل والمساومة احيانا حتى على الشرف واﻻ-;-عراض ! اما المؤسسات الرقابية التي تتولى التدقيق في امور النزاهة فانها اما شريكة "بالمناصفة " في فساد مؤسسات الدولة او يمنعها الخوف والهلع من تلك العصابات من تنفيذ واجباتها او انها تبحث عن "مشتكي " لن يأتي ابدا لانه يعلم ان شكواه ستجلب له مشاكل وربما "كوامه عشائرية " لن يجد منها مهربا اﻻ-;- بدفع الملايين و"شلعان قلب " لن ينتهي اﻻ-;- بانتصار الموظف الفاسد وهزيمة الضحية كما هي العادة ، دوائر الدولة ببساطة صارت ممالك وامارات تحكمها مافيات الموظفين الفاسدين وهي لا رابط لها مع قوانين وقرارات الدولة اﻻ-;- بقدر تحقيقها المنافع الشخصية وسواءا كانت تلك المؤسسات الحكومية انتاجية او ادارية او خدمية فأن تلك العصابات استطاعت ان تطوع قوانينها وتعليماتعا بالشكل الذي يحقق لها اكبر قدر من السرقة والحرمنة والفساد واﻻ-;-بتزاز وتحت مرأى ومسمع من الجهات الرقابية التي هي اما متورطة ايضا بالجريمة او ساكتة او تغض النظر بسبب الفساد ايضا ادلة فساد الموظفين "مهما بلغت درجاتهم الوظيفية " يمكن اكتشافها بسهولة جدا ، فلا يعقل ان يمتلك موظف راتبه لايزيد عن 400 او 500 دولار مثلا سيارة فارهة يبلغ سعرها 30 او 40 الف دولار من راتبه الشخصي، ولا يمكن التصديق ان موظفا يتقاضى راتبا بسيطا من الدولة يستطيع ان يبني دارا بمئات اﻻ-;-ف الدولارات اﻻ-;- وفي ماله ان لم يكن كله سحتا من اموال الحرام التي اغتصبها اما من الدولة او جيوب المواطنين ! اصبح استمراء الفساد وقبوله "ثقافة عراقية " لا تبعث على اﻻ-;-ستحياء والخجل بل صار الاستحواذ على اﻻ-;-موال الحرام بأسم الوظيفة الحكومية مبعث "حسد وتمني " الموظفين اﻻ-;-خرين الباحثين عن بناء تكوين انفسهم بسرعة !! فصار بيع المناصب والتنقلات الى عناوين وظيفية معينة وبمبالغ لا يمكن تصديقها وسيلة اخرى من وسائل الفساد المكشوف والمعلن حتى امام مسؤولي الدولة الكبار ومؤسساتها الرقابية وهو دافع قد يدفع بالفساد والفاسدين الى مديات اخطر ربما تمس اﻻ-;-من والوطن وهو ما حصل فعلا وكشفت تفاصيله عدة مرات دون ان تتخذ الدولة اجراءات رادعة لمنعه .. مؤسسات الدولة باختصار اصبحت مؤسسات خاصة يملك اسهمها موظفوها الفاسدون وتتحكم باداراتها مافيات تدير شبكات عنكبوتية من الفاسدين تواطئوا على هدف واحد هو الثراء والغنى وتحقيق المصالح الخاصة على حساب الدولة اولا والمواطن ثانيا ومن خلال استغلال القانون والحصانة الوظيفية وحاجات الناس المحرومة .. فعلوا قانون "اين لك هذا ؟" على جميع موظفي الدولة وليس على المسؤولين فقط لتكتشفوا ان موظفينا الفاسدون هم "ملوك بلا تيجان " على ممالك خصصتها الدولة لخدمة المواطن لا العكس . رياض ابو رغيف
#رياض_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين يرسم السجين حلمه
-
بأسم الدين .. من سرق من ؟
-
رجل حررني من عبوديتي
-
بين صلح الحسن واجتثاث البعث
-
الخير أت ... من دبش
-
ارهاب يقبل به العلمانيون !
-
انا والملحد والبعثي والحسين ع
-
حينما قررت ان لا اضرب زوجتي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|