أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - غرابة الصراع في عصر الحوار














المزيد.....

غرابة الصراع في عصر الحوار


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غرابة الصراع في عصر الحوار
جوتيار تمر/ كوردستان
12/10/2015
حين تُتخذ القرارات تكون ردود الافعال بحجم القرار المتخذ هذا ما يجب ان يحصل في واقع اية امة او دولة او فئة او حتى اسرة، لذا القرار يكون اشبه بغطاء وخيمة تضم هذه الكيانات وتجعلها تعيش وقعها الايجابي والسلبي، فيتحمل الجميع مسؤولية اتخاذ القرار.. ولكن حين تكون مشتتاً من الداخل فان القرار يتخذ باسلوبية مغايرة وحتى النتائج تكون مغايرة وغير قابلة للحسم.
مايحدث الان في كوردستان اشبه بالانفلات تاريخية ومنعطف يتخذ وجهين في الموكب الحضاري الانساني الحالي، فمن ناحية يجب ان ينظر الى الامر الى كونه مدني ديمقراطي مهم لتطوير البنى التحتية في المجتمع الكوردي، فالخروج والمطالبة بالحقوق لايمكن عده امراً سلبياً حتى في ظروف كهذه التي دائما نحذر من مغبة الاستهانة بها، لكونها لاتمس الافراد والاحزاب فقط، انما تمس القضية الكوردية في احدى اهم محالفها ومراحلها التاريخية هذا من جانب، ومن جانب اخر كونها تمس احدى اقدس الموجودات في الواقع الكوردي الان وهو كل ما يتعلق بالبيشمركة ودافعهم المستميت عن ارض وشعب كوردستان.
اما النظر الى الامر على انه انفلاتة قد تعصف بكل الموجودات والمكتسبات لكونها اخذت تعمل على تهميش الاخر والاعتماد على القرارات الاحادية فهذا مما لاشك فيه ما يقلق في الامر، لكون تهميش الاخر والابتعاد عن الاسس الديمقراطية والحوارية والمدنية في التعامل مع اية احداث ومشاكل وازمات داخلية كانت ام خارجية يغير الكثير من المسالك والمؤشرات التي يمكن ان تظهر نتائجها من خلال ما هو آت ليس على المتسوى الداخلي فقط انما على المستوى الخارجي ايضاً.
فالعالم مازال ينظر الى التجربة الكوردستانية على انها نقطة تحول كبيرة في تاريخ الكورد لاسيما انهم تغلبوا على الصراع البدوي القائم على الانا ودفن الاخر، كما يحدث في الكثير من الدول المجاورة والتي وصل الصراع فيها الى مجازر دموية لاتنتمي الى العصر ولا الى اية مذاهب وايديولوجيات انسانية.. فالكورد استطاعوا بعقليتهم وايمانهم بالقضية ان يتعدوا تلك المرحلة بفترة وجيزة وقاموا بالتكاتف من اجل بناء مجتمع مدني ديمقراطي اقتصادي واضخ البنان, حتى في اشد الاوقات لاسيما تلك التي وصل الصراع فيها مع بغداد مثلا الى اوجه من خلال قطع الميزانية عن كوردستان واعتماد كوردستان على واراداتها الكمركية والنفطية والواردات الداخلية الاخرى.
اما ما يحدث الان من اتخاذ قرارات نرى بانها متسرعة من ناحية وضرورية من ناحية اخرى فان الامر برمته اصبح على المحك والتجربة نفسها اصبحت مهددة بالتراجع للوراء، نقول مهددة بالتراجع ولانقول بانها مهددة بالانقراض والفشل، لاننا مازلنا ننظر الى الامر على انه طبيعي يحصل في كل المجتمعات والدول حتى التي لها باع طويل في تقنيات الديمقراطية والمدنية، لذا التراجع قد يحصل لكون جميع الامكانيات ستصب في هذه المرحلة على ايجاد الحلول للازمة الداخلية سواء الاقتصادية ام الصراعات الحزبية الدائرة بين الاتجاهات العاملة والفعالة داخل المجتمع الكوردي.. وحين تصب الامكانيات في حل النزاعات الداخلية تتوقف عجلة التطور الخارجية ويبتعد القطار الكوردي عن الركب العالمي وبذلك تصبح الامور على المحك من هذه الناحية.
على هذا الاساس نرفع اصواتنا الى القيادات الكوردية لاسيما لكل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة التغيير وجمع الاحزاب الاخرى على البدء بمرحلة جديدة فنسميها انتقالية اخرى لكي يتجبنوا الوقوع في المطبات التي تحفر لهم سواء من اجندات نعرفها جميعاً ونعرف مدى حقدها وعملها الدائم لهدم تجربة كوردستان او من خلال بعض الفئات التي تقوم باعمال لامدنية غير مسؤولة وغير قانونية في مطالبتها بحقوقها المشروعة.. ونتجنب في الوقت نفسه توجيه الاتهامات الى البعض بالاخص اعلاميا ( اعلام الحزب الديمقراطي الكوردستاني واعلام حركة التغيير)، والبدء بتوجيه الاعلام نحو تفعيل مادة الحوار الديمقراطي المدني المبني على اسس انتمائية قومية لاتقبل النقاش وعلى اسس تخدم القضية والمرحلة التي نعيشها بكل تداعياتها الداخلية والخارجية، وعدم الانجراف الى هاوية التهميش اتخاذ قرارات قد نندم عليها جميعاً كقرار ابعاد ممثلي حركة التغيير عن الحكومة من قبل الحزب الديمقراطي وكذلك قرار حركة التغيير في تحفيز كوادرها بالهجوم على مقرات الحزب الديمقراطي.
مصير التجربة وقوام الشعب وقداسة البيشمركة تحتم عليكم اتخاذ قرارات تتناسب مع الواقع الكوردي والقضية الكوردية التي تبقى بنظرنا غير قابلة للمساومة ولا حتى التضحية بها من اجل اشخاص واحزاب وحركات ومصالح.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعورة الطريق
- انزلاقة اخرى ل -العبادي-.
- مطر / قصيدة
- هل هي ازمة اقتصادية ام ازمة حزبية
- دم الصبايا
- الى متى التهاون
- ترنيمات ليل
- ئالان
- اشكالية الفساد في كوردستان
- حين تموت الانسانية
- مركب
- عندما تمضي القافلة
- المعادلات غير الرسمية
- سبايا / قصص قصيرة
- رقصةالحلم/ قصيدة
- جدلية الكرسي ام واقعية الامر
- قراءة في ( مدينة الحزن - حلبجة-) للشاعر الكوردي شينوار ابراه ...
- موت اكبر من موت / قصة
- اشكالية البقاء
- البارزاني كان رجل قضية وليس رجل تحزب


المزيد.....




- جامعة هارفارد تقف في وجه ترامب، فإلى متى ستصمد؟
- وزير الصحة الأمريكي يحذر من ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بال ...
- لقاء مصري سعودي لتفادي أزمة حجاج جديدة
- إيران تحذر من انهيار المسار الدبلوماسي بسبب -تناقضات أميركية ...
- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - غرابة الصراع في عصر الحوار