أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل المظاهرات كافية لتحقيق التغيير؟














المزيد.....

هل المظاهرات كافية لتحقيق التغيير؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخل يوم الجمعة المصادف 2/10/2015 عشرات ألوف المتظاهرين أسبوعهم العاشر معلنين عن إرادتهم وإصرارهم على تحقيق الإصلاح والتغيير ومطالبة رئيس الحكومة العراقية بتنفيذ ما التزم به أمام الشعب قبل أكثر من 15 شهراً، ثم أكدها بعد صدور تأييد المرجعية الشيعية لمطالب المتظاهرين والتي طالبته مباشرة بمحاربة الفساد وإصلاح القضاء ومكافحة الإرهاب ومحاربة عصابات داعش بعزيمة أكبر وبناء المجتمع المدني، كما أيده الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي. وعلى نفس المنوال كانت مظاهرات يوم 9/10/2015 في عموم العراق. فهل تحقق ما يسعى إليه المتظاهرون؟ لم يحصل شيء جاد يذكر في هذا المجال سوى الكلام العام. فالفساد جار على قدم وساق والفاسدون يحتلون مواقعهم ويعملون بكل صلافة ضد المتظاهرين: يختطفون ويعتقلون ويعذبون ويهددون بالموت لكل من يتظاهر! والإرهابيون ما زالوا يسطون على دور الناس ويختطفونهم ويبتزونهم ويقتلونهم في الشوارع ويفجرون في مناطق مزدحمة ليرتفع عدد القتلى شهرياً. يعلن رئيس الوزراء عن وجود من له 800 فرد في الحماية، وهناك من يمتلك حمايات أكثر عدداً! فيا ترى من المسؤول عن إزالة ظاهرة الفساد هذه: رئيس الوزراء أم أنا أم المتظاهرون الذين يطالبون دون توقف قطع دابر الفساد والمفسدين وإبعاد من كان يقول "أخذناها بعد ما ننطيها" والقاضي الذي كان يحميه؟ اعتقد إن الرجل في خشية من أمره، وإلا لما أعلن عن استعداده للموت مقابل عدم الحيد عن الإصلاح والتغيير! ذكرني موقفه هذا بمناضل ريفي نقل مع مجموعة من الشيوعيين العراقيين في العهد الملكي إلى سجن بعقوبة. كنا عشرة أشخاص حكم علينا بأحكام مختلفة، وكان هذا المناضل على امتداد الطريق الرابط بين بغداد وسجن بعقوبة يهيب بنا أن لا نخشى الجلادين في السجن، وكان يسعى إلى تقوية عزائمنا ويطالبنا باصمود أمام الجلادين, وحالما دخلنا بوابة السجن وبدأ الضرب العشوائي من قبل عدد كبير من السجانة على رؤوسنا وأجسامنا والدماء تسيل منا حتى كان الوحيد الذي أنهار أمام البرابرة ووافق على إعطاء البراءة. لقد كان يعيش الصراع مع نفسه وكان يطفح نحو الخارج في محاولة منه لتحفيز نفسه على الصمود من خلال شدّ عزائمنا. والسؤال هل يتصرف رئيس الوزراء على هذا المنوال، إذ يعلن بإن المظاهرات لا تزعجه وتشد أزره وتمارس الضغط على الحكومة وعليه، ولكن العبادي لا يتجاوب مع المتظاهرين، والتسويف يجهز على القضية!!!

أمن المعقول أن يبقى قاضي قضاة العراق في مركزه رغم معرفته بدوره وعلاقته بصدام حسين وبول بريمر ونوري المالكي وخضوعه لهم جميعاً! يبدو إن ميزان القوى، كما يشعر رئيس الحكومة، ليس في صالحه، وعلينا العمل على تغيير ميزان القوى لصالح الإصلاح والتغيير. وهذا يتطلب من المتظاهرين وبكل وضوح العمل من أجل التوسع بنضالهم اليومي بأساليب نضالية جديدة أخرى لا تتوقف وتجمد عند المظاهرات في أيام الجمعة من كل أسبوع.

إن جميع المشاركين في المظاهرات ومنظميها، الذين اصطفتهم المظاهرات ذاتها ومن أبناء وبنات الحركة الشعبية العفوية ذات الوعي الإنساني العميق بأوضاع الشعب ومطالبه وذات الاستقلالية في العمل وفي طرح رؤية المتظاهرين وتطلعاتهم والمدافعين ببسالة عن حرية الرأي، تقع على عاتقهم تطوير أساليب النضال السلمية والديمقراطية التي يقرها الدستور العراقي، وأعني بذلك ممارسة الاعتصامات والإضرابات والتجمعات اليومية وتعطيل الدراسة في الجامعات والكليات والمدارس من جانب الأساتذة والطلبة، وأن لم تنفع كلها فلا بد من التفكير بالعصيان المدني للموظفين والمستخدمين والعاملين في مختلف المشاريع والصحف العراقية وكل الناس الآخرين لشل الحياة فعلياً وبما يجبر رئيس الحكومة، الذي أغلق أذنيه عن سماع أصوات المتظاهرين التي وصلت إلى عنان السماء وبلغت المئة ألف متظاهر تقريباً في يوم الجمعة المصادف 2/10/2015 ببغداد وحدها، ولم يعد يسمع إلا صوته كما يفعل كل الحكام السائرين على طريق الحكم الفردي!!

إن الإصلاح والتغيير الحقيقيين والتخلص من الطائفية المقيتة ومحاصصاتها، التي كان رئيس الوزراء أحد مؤسسيها والفاعلين القياديين فيها، شاء ذلك أم أبى، بسبب عضويته في حزب طائفي أذل الشعب العراقي وساعد قادته وحكامه على سرقة أموال الشعب واحتلال ثلث العراق ونزوح وتشريد سكانه وسبي واغتصاب أخواتنا من النساء الإيزيديات من قبل الأوباش الداعشيين وبيعهم في سوق النخاسة الإجرامي، هي التي ستلهم المقاتلين في جبهات القتال العزم والاستعداد للتضحية في سبيل عراق حر، مدني وديمقراطي، عراق خال من كل أشكال التمييز والفساد والإرهاب والاختطاف وغياب العدالة الاجتماعية.

على رئيس الحكومة أن يصغي بعناية لرأي الشعب وإلى مرجعيته الدينية الشخصية، وأن لا يخشى من أفراد قيادته الذين ربما جمعوا عليه ملفاً لدى المالكي، فالشعب يمكن أن يسامح من لا تأخذه العزة بالإثم ويعود إلى صف الشعب وينفذ إرادته ويستجيب لمصالحه ويكافح ضد أعداء الشعب والوطن!!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الدولي الجديد ضد داعش والجبهة الداخلية
- كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي
- الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان
- التمييز المتنوع وعواقبه على المجتمع: الطائفية نموذجاً
- أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق


المزيد.....




- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل المظاهرات كافية لتحقيق التغيير؟