أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان














المزيد.....


الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأبرياء من عامة الشعب هم دائماً ضحايا الإرهاب السياسي الذي ينظمه قادة سياسيون يتظاهرون بمحاربتهم للإرهاب. فهذه بضاعة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رُدَّت إليه، وفي عقر عاصمته، أنقرة. إذ وقعت في صباح السبت، 10/10/2015، جريمة إرهابية مروعة قام بها انتحاريان في تجمع سلمي وسط العاصمة التركية، قتل فيها 95، وأصيب 246، وُصِفت جراح 48 منهم بالخطيرة حسب بيان الحكومة التركية. ومما يجدر ذكره أن دعت إلى هذه التظاهرة عدة جهات منها (حزب الشعوب الديمقراطي) وهو أكبر الأحزاب الكردية في تركيا للمشاركة في المسيرة تحت شعار"من أجل السلام والديمقراطية"، ومسيرة أخرى دعا لها الحزب نفسه في مدينة ديار بكر التى تقطنها أغلبية من الأكراد قبيل الانتخابات العامة الأخيرة قد استهدفت بتفجير مشابه.(1)

ولما لم يستطع رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو، تبرئة داعش من الجريمة، فشارك معها في إلقاء التهمة على حزب العمال الكردستاني PKK، وهو أمر مضحك، إذ كيف لهذا الحزب القومي الكردي اليساري أن يقوم بقتل مشاركين في تظاهرة شعارها (السلام الديمقراطية) من أجل مصلحته؟ كذلك من النادر أن يقون مناضلون علمانيون بعمليات انتحارية التي هي خاصية ملازمة للتنظيمات الإسلامية التكفيرية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهما من لقيطات القاعدة.

في الحقيقة، لا أحد يشك بدور أردوغان في دعم داعش الإرهابية، فبشهادة الاعلام الغربي هناك مكاتب شبه علنية لداعش في مدن تركيا التي صارت حاضنة للتنظيمات الإرهابية، والجسر الذي يعبر منه الإرهاب الداعشي إلى سوريا والعراق لقتل أبناء الشعبين(2). و كما تستر حزبه الإسلامي وراء اسم علماني (العدالة والتنمية)، كذلك ادعى أردوغان أنه يحارب الإرهب الداعشي، ولكنه في نفس الوقت يعادي كل جهة تحارب داعش بجدية، لذلك ألغى اتفاقية السلام المعقودة بين حكومته وحزب العمال الكردستاني(PKK)، بعد أن انعم الشعب التركي بسلام لعامين، ألغى الاتفاقية بعد أن الحق الأكراد في مدينة كوباني (عين العرب) السورية، هزيمة ماحقة بقوات داعش، الأمر الذي أزعج أردوغان، فسهل قيام انتحاري داعشي بتفجير نفسه في تموز الماضي، داخل المركز الثقافي في مدينة سروج التركية التي تبعد عِشرة كيلومترات عن مدينة كوباني، وكان يتجمع فيه ما يقرب من ثلاثمائة شخص ممن يعملون على ايصال المساعدات الى مدينة كوباني، وقتل ما لا يقل عن 32 شخصا، وأصيب نحو مائة آخرون، كلهم من الأكراد والأتراك اليساريين الذين جاؤوا للمساهمة في إعادة بناء المدينة بعد تحريرها من داعش.(3)
نفس الجريمة تكررت يوم السبت 10/10، في أنقرة ضد تظاهرة نظمتها قوى يسارية من أجل السلام والديمقراطية.

أردوغان أصابه الغرور، وكبقية حلفائه (أمريكا، والسعودية وقطر) وقف ضد القصف الروسي لداعش، فأقام الدنيا وأقعدها عندما دخلت طائرة روسية بالخطأ الأجواء التركية لثوان قليلة، فلم تكتف بالاحتجاج الدبلوماسي، بل شاركت معها كل حلف النيتو (NATO) في هذا الاحتجاج وعقد اجتماعات، بينما تركيا تخترق الأجواء والأراضي العراقية بطائراتها الحربية، و قواتها البرية بعمق 20 كيلو متراً شمال العراق وبشكل متكرر ولعشرات السنين، لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني، وحتى بدون أي اعتذار للحكومة العراقية.

إن تاريخ حكومة أردوغان الملوث بالدماء ودعم الإرهاب، يجعل الناس تعتقد أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت بمسيرة السلام والديمقراطية في أنقرة هي من صنع داعش، وبتواطؤ الحكومة التركية، وذلك لمنع تكرار مثل هذه المسيرات التي تنظمها أحزاب المعارضة في المستقبل. والتاريخ يؤكد أن من بلعب بالنار لا بد وأن يصله الحريق.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- تفجيرا أنقرة: ارتفاع عدد القتلى إلى 95 وأوباما يؤكد "التضامن مع الشعب التركي في مواجهة الإرهاب"
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2015/10/151010_turkey_explosion_ankara
2- حزب كردي: داعش أداة تدمير تركية
http://www.akhbaar.org/home/2015/7/195225.html
3- عبدالخالق حسين: هل تركيا على خطى سوريا؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=781



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضربات الروسية لداعش تثير هستيريا الغرب
- الإرهاب هو الجزء الرئيسي من حروب الجيل الرابع
- في وداع الدكتور محمد المشاط
- السعودية ترفض اللاجئين لكنها تبني لهم 200 مسجد في ألمانيا
- حول القرار البرلماني بحجب المواقع الإباحية
- فوز كوربين زلزال سياسي في بريطانيا
- معضلة الفساد في العراق
- من المسؤول عن مأساة السوريين الفارين إلى الغرب؟
- البديل عن حكومة الطوارئ
- مناقشة هادئة مع دعاة حكومة الطوارئ
- حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة
- حوار مع القراء حول سقوط الموصل
- هل حقاً المالكي هو السبب في سقوط الموصل؟
- معوقات الإصلاح السياسي والإداري
- مرحى لقرارات العبادي الإصلاحية
- أزمة كهرباء، أم أزمة أخلاق؟
- لعبة حكومة الإقليم مع العراق و تركيا
- هل تركيا على خطى سوريا؟
- تصريحات المالكي وغضب السعودية ومرتزقتها؟
- حول الاتفاق النووي الإيراني


المزيد.....




- الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى ...
- إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من ...
- العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم ...
- ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
- لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م ...
- المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
- رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا ...
- مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا ...
- التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
- أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان