أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آلن جينسبيرغ - في غرفة الأمتعة في جريهاوند / ترجمة ابراهيم الماس














المزيد.....

في غرفة الأمتعة في جريهاوند / ترجمة ابراهيم الماس


آلن جينسبيرغ

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


في غرفةِ الأمتعة في جريهاوند
آلن جينسبيرغ
ت : ابراهيم الماس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.

في أعماقِ محطّةِ جريهاوند ،
جالسٌ فوق شاحنةِ الأمتعة
أنظرُ إلى السّماء بِبلاهة ، مُنتظراً قِطار
لوسانجلوس لكي أغادر ،
قَلِقاً بشأن الأبديّة فوق سقفِ إدارةِ البريد
في الوقتِ الليّلي الأحمر في قلبِ السّماءِ الأعلى
مُحدّقاً من خلال نضاراتي أدركتُ مرتعداً إنَّ
هذه الأفكار لم تكن الأبديّة ولا فُقْرَ حياتنا ،
لم تكن أمتعة الكتّابِ النزقين
ولا الملايينَ من الأقارب يتقابلون باكينَ حولَ
الباصاتِ ملوّحينَ بالوداع
ولا الملايين من الفقراءِ مندفعينَ من مدينةٍ إلى
أخرى من أجل أنْ يروا أحبائهم
ولا الهنديّ الميّت بكلامهِ المُرتعب
أمام الشرطيّ الهائل بالقربِ من ماكِنةِ الفحم
ولا هذه السيّدة العجوز المُرتجِفة بعكّازها
وهي تقطعُ آخرَ رحلةٍٍ في حياتِها
ولا هذا البّوابُ المُتهكّم ذو القلنسوة الحمراء
وهو يجمع الكوارترز ويبتسم فوق الأمتعة المتهشّمة
ولا أنا المُحدّق في حلمٍ مرعب
ولا الزّنجي ذو الشارب الّذي يديرُ المَكتب
المدعو سبيد
والّذي يتلاعب بيدهِ الرّائعة الطّويلة
بمصير الآلافِ من الرِزم السّريعة
ولا الجنّيّ سام في الطابق التحتانيّ يعرجُ
من صندوقٍ رصاصيّ إلى آخر
ولا ( جو ) عند العدّاد رغم انهياره العصبيّ
لا يزال يبتسم بشجاعة أمام الزبائن
ولا المخزن الداخليّ لبطن الحوت الرّماديّة
المائلة للخضرة حيث نخبّي امتعتنا
في النّقالاتِ القذرة
مئاتُ الحقائبِ مليئةٌ بالمأساة تتارجحُ جيئةً
وذهاباً مُنتظرةً أنْ تفتح ، ولا الحقائب الّتي ضاعت ،
ولا المقابض المُخرّبة ، لا اللّوحات المُتلاشية ،
لا الأسلاكُ الصدِئة والحِبال المُحطّمة ،
صناديقٌ كامِلة تتحطّم على الأرضيّة المنسقة ،
ولا حقائب البحرِ الفارِغة ،
في داخلِ الليّل في المستودع الأخير .
.
حتّى الآن يُذكّرني ( سبيد ) بالملاك ،
الّذي يفرّغ الباصَ من الحملولة ، مرتدياً بدلةَ العمّال
الزرقاء بوجه الموظّف المسودّ من عمل الملاك ـ
قبعةٌ رجاليّة . يدفع ببطنه حصاناً هائلا من القصدير
إلى كدسٍ عالٍ من الامتعة السّوداء ،
ينظر أعلى عندما يعبر ضوءَ اللّمبةِ الأصفر
في المخزن ،
ويرفع عاليا بذراعهِ صولجانَ الرّاعي الحديدي .

تِلك كانت النّقالات الّتي ادركتها ، وعلى قمّتها ،
كدأبي في وقت الغداء ، أُجْلِسُ الآنَ نفسي
لكي أُريح قدمي ،
تِلك كانت النّقالات ، رفوفٌ خشبيّةٌ عظيمة
ودعاماتٌ وقوائمٌ وعوارضٌ تتجمّع الرّف على الرّفِّ
مخلوطةً بالامتعة - -
المعدنُ اليابانيّ الأبيض بعد الحرب
صندوق مبهرج مُزهر برأسٍ لحصن ( براغ )،
رزمةُ اوراقٍ خضراء مكسيكيّة في حبلٍ وردي اللون مُزخرفة بأسماء نوجيلس ،
مئاتُ الإشعاعاتِ دفعة واحدة إلى اوريكا ،
صناديقُ هاواي للملابس الداخليّة ، لفّاتٌ من المُلصقات تناثرت على شبهِ الجزيرة ، بندقٌ إلى سكرمينتو ،
عين بشريّة واحدة إلى نابا ،
صندوقٌ دمٍ بشريّ من الالمنيوم إلى ستوكتون
ورزمةٌ حمراء صغيرة من الأسنان إلى كليستوجا ،
كانت النّقالات وعلى هذه النّقالاتِ
قبلَ انْ أُنهي عملي رأيتُ في ضوءِ الكهرباء
عُري الليّلِ
خُلِقت النّقالات من أجل أنْ نعلّقَ عليها عواطفِنا ،
لكي تُبقينا معاً ، تغييرٌ مؤقت في الفراغ ،
طريقةُ اللهِ في بناءِ الوقتِ الكسيح وحسْب
أنْ نمسح الحقائبَ وترسلها على الطرقات ،
أنْ نحمل امتعتِنا من مكانِ إلى اخر باحثينَ عن باص يقلّنا ويرجعنا إلى البيت الأبديّة حيث تُرِك القلب
وبدأت دموع الوداع !
.

سربٌ من الأمتعةِ يصطفّ بقربِ العدّاد كما لو
مابعد باص قاريٍّ ينسحب .
السّاعةُ تسجّل 12 : 15 قبل الظهر ، التاسع من آيار ، 1956 ، اليدُ الثانيّة تتحرّك إلى الأمام ، الضوءُ الأحمر .
الاستعدادُ لتحميل الباص الأخير . : ـ وداعاً . شجرة الجوز خليج ريتشموند فاليجو المُحيط الهادئ بورتلند الطريق السريع .
الأسطولُ ذو الاقدامِ الزئبقيّة ، آلهُ الزوال .
رزمةٌ اخيرة تجلس وحيدةً في منتصفِ الليّلِ
تلتصق خارج ساحل النّقالات العالي مثل ضوءِ اللاصفِ المُغبِر .
الأجرة الّتي يدفعونها لنا قليلة جداً وبالكاد تبقينا على قيدِ الحياة .
المأساةُ المتضائلة بالأرقام .
هذا من أجل الرّعاة الفقراء . أنا شيوعيّ .
وداعاً يا جريهاوند الّتي عانيتُ كثيراً ،
لقد جرّحتِ ركبتي وخمّشتِ يدي وبنيتِ عضلةَ
صدري كبيرةً كمَهبل .



#آلن_جينسبيرغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- Admhec “القبول بالجامعات” معدلات القبول الموحد في الجامعات ا ...
- انطلاق الدورة الـ77 لمهرجان -لوكارنو- السينمائي الدولي في سو ...
- البحر الأحمر السينمائي يعلن عن فتح الانتساب لدورته الرابعة 2 ...
- -أوروبا-: رؤية سينمائية تنتقد وحدة أوروبية مفترضة
- نجم شهير يتعرض لموجة غضب كبيرة بسبب انسحابه فجأة من فيلم عن ...
- تونس: الحكم بالسجن أربع سنوات على مغني الراب -كادوريم- وحرما ...
- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آلن جينسبيرغ - في غرفة الأمتعة في جريهاوند / ترجمة ابراهيم الماس