|
وضاح..كفاك جيلان محمولان على سفر!
كفاح حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:09
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد أخي وضاح. لقد إختطف وضاح من بيننا و هو في غمرة نشاطه الدؤوب و عمله المتفاني الذي ماإنقطع عنه يوما، منذ وصوله إلى بغداد في ربيع 2003. إن قتلة وضاح أقدموا على فعلتهم الشنيعة، بدافع من حقدهم الأعمى ضد كل مواطن عراقي يعمل بجد و نزاهة من أجل بناء عراق جديد، خال من الإستبداد و الإرهاب، عراق جديد يتآخى فيه أبنائه من مختلف المضارب و المشارب و القوميات و الأديان، عراق يمنح الأمان و الثقة لمواطنيه. و لكن بجريمتهم هذه، أثبتوا مدى جبنهم و هزالتهم. فهم عاجزون عن أن يلجؤا إلى طريق الحوار و التفاهم في التعامل مع من يعارضونهم في الرأي. إن العنف و القتل هما من الهمجية و التخلف المتبقية في مجتمعنا من قبل الأنظمة الإستبدادية المتعاقبة في المنطقة. لقد أراد وضاح في بغداد أن يلجأ إلى لغة الحوار و الديمقراطية من أجل توحيد العراقيين و إنهاء الإحتلال الأجنبي للبلاد. و إنهاء عقود من الحكم الفردي الإرهابي، ببديل ديمقراطي عادل. لم يستطيعوا أن يواجهوه بنفس الإسلوب، فلجأوا إلى الغدر و القتل للتخلص من وضاح. لقد شرفني و شرف عائلة وضاح مشاعر الحزن و الغضب التي أبداها الكثيرين، وهم يستمعون إلى خبر إستشهاده. ولكن أغضبتني الشماتة و السعادة التي أطل بها علينا موقع باقر إبراهيم على شبكة الإنترنت في يوم إستشهاد وضاح. حيث كتب أحد لقطائه مبتهجا بمقتل " عميل أمريكي"! و راح اللقيط نفسه ينسج قصصا وهمية لتشويه صورة وضاح، الذي تركنا و هو لا يملك سوى ما ورثه عن والدنا المرحوم من أموال و صفات حميدة. لم أكن أنتظر من باقر ذلك، سيما و إنه يعرف الشهيد جيدا. ألم يطلب باقر عبر أحد معاونيه من وضاح عام 1984 ترك قوات الأنصار و الإلتحاق بمنظمات الداخل السرية؟. و ما أن سمع وضاح بالطلب حتى هب مسرعا لتلبيته. و لم يكن هذا الطلب سوى مخادعة من جماعة باقر لسحب وضاح و غيره من بين صفوف الأنصار و جرهم نحو أفكارهم اليائسة و الخائبة. و بعد فقداننا لوضاح حدث الكثير و الكثير من أحداث متسارعة وسط أصحاب وضاح. و عدد غير قليل منهم ينطبق عليهم قول الفارس الحمداني.. وفيت وفي بعض الوفاء مذلة لفاتنة في الحي شيمتها الغدر
و لكن عائلة وضاح و أنا نقف بإعتزاز وتقدير بالغيين إلى المساعدة و العون الكبيرين الذين قدمهما صديق العائلة العزيز فخري كريم ـ أبو نبيل ـ. حيث عمل بصمت و بدون صخب من أجل مساعدة العائلة بكل مايستطيع من أجل تخفيف وطأة فقدان وضاح. لقد عمل أبو نبيل بصمت و قدم الكثير. بينما تحدث الآخرين بصخب ولم يقدموا شيئا سوى الوعود. إنني كأخ و كرفيق لوضاح أجد إن ثقلا كبيرا يقع على عاتقي في الوفاء لوضاح و للقضية النبيلة التي إستشهد من أجلها، تاركا خلفه إبنا يتيما يلوج حنينا لوالده، و زوجة مفجوعة، و أما ترزح بثقل المصيبة، و إخوانا جرحتهم المفاجأة و الذهول.
لقد وقف وضاح ضد الحرب و التدخل الأجنبي كوسيلة للتخلص من النظام الدكتاتوري الدموي، لما في ذلك من مخاطر على إستقلال ووحدة البلاد. و تؤكد الأحداث الجارية اليوم في البلاد صحة ذلك. فبتأثير من الإحتلال الأجنبي و تحطيم ماكنة الدولة العراقية، يعيش البلد اليوم في فوضى رهيبة، تنشر الذعر و اليأس بين مواطنيه. وبعد سقوط بغداد، والإنهيار السريع للنظام، لجأ وضاح و رفاقه إلى العمل من أجل رص صفوف اليسار العلماني العراقي، ليكون له دورا في سير الأحداث، و للوقوف في وجه التيارات الطائفية و القومانية. و لكن الأحداث سارت في البلاد نحو تأطير دور القوى العلمانية و تهميشها. مقابل تعاظم دور التيارات الطائفية و القومانية التي تظمر العداء لوحدة البلاد و تلاحم أبناء شعبه.
لقد ترك وضاح كربلاء و هو لم يبلغ الثامنة عشر بعد، هربا من ملاحقة أزلام السلطة البعثية. و منذ ذلك اليوم و حتى إستشهاده لم يهدأ له بال ولم يسكن للراحة..فلقد كان دؤوبا على العمل و تسلم المهام، في وقت كان الكثير يتهرب منها أو يتقاعس عنها. كأن رصاص الغدر الذي مزق جسده أنقذه من دوامة العمل الشاق و المنهك، و يخاطبه بقول أبو فرات.. أرح ركابك من هم ومن كدر كفاك جيلان محمول على سفر
ستبقى يا وضاح راقدا في قلوب أهلك و أحبتك و أصدقائك
#كفاح_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غادرتنا..لتسكن قلوبنا
المزيد.....
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|