اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 23:26
المحور:
الادب والفن
كنا صبية بأمس نركض في حقول القمح مع حلول الربيع
كنا نمرح مع الشمس وأشجار ونحن نبتسم للاغصان التي تداعبها الرياح
كنا نستغرب للذي يتوارى تحت التراب وحيدا وهو هجيع
كنا نشاكس السكون في قيلولة الزمن ليكشف لنا عن مصدر الضخب والصراخ
هوذا الوقت يركض بسرعة تفوق الروية في حكم العجوز
هوذا الزمن يسرق عمري الذي كان يقدس اللحظة في مرح الكينونة
هوذاالصرير الضرير للاقلام العلة التي تطاوع أوغاد في تدوين أقدار والرموز
هوذا أناي الذي بقي وحيدا وقد هجرته ذكريات المرح أسفل الزيزفونة
والان ....الان لا أتذكر.....کأن ذاكرتي تحلق بعيدا عن التراب والجذور
کأن اصدقائي أضحوا أشباح خلف نافذة الماضي البعيد
يستيقظ الحنين في عيون العزلة التي يغازلها العبث في سجن يدعى الوطن
زمن المأساة الذي يلاحقني في دروب ألم والضياع المفضي الى الموت المرتقب
هنا تفنى الكينونة في شرنقة العبث الذي يترنح كعسكري لقيط قضى طفولته في ملجأ الطاغية
هنا الموت يعتذرعن التأخير لاكنه حتمي المجىء....كنا منذ لحظة الولادة نموت
اتذكرالضفاضع النائمة في مستنقع المدينة (لاك)الذي تحج اليه الجموع كل مساء
اتذكرالتراب المصادر من تحت أقدام الفلاحيين أعلى الهضبة
اتذكرالصبار(الصابرة) النابتة على افئدة الشهداء
ابطال عرس الدم الحافل بذكريات البطولة والمجد
اتذكر المزبلة....سوق الخضر(الجوطية).....مدرسة كانها احدى معاقل التعذيب
اتذكر ومالي لا اتذكر.........اتذكر
كون دموع الشيطان تحاذي براءة اطفال في الطهرالذي يقود الى درب الثورة والنبوة
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟