نجوى منير
الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 16:54
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مما لا شك فى أن ملامح الحياة البشرية قد تغيرت تغيرات جوهرية ملموسة مع تطوّر وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة , لقد أصبحت الرسائل الإلكترونيّة تحل محلّ الرسائل الخطيّة ولم يعد السفر شرطاً لرؤية الأصدقاء أو سماع أصواتهم أو للبيع والشراء أو الدراسة.
لقد تجاوزت البشريّة من خلال هذه المواقع حدود الزمان والمكان والجغرافيا،ولأنَّ حدود الجغرافيا لم تعد تلعب دوراً في تشكيل
المجتمعات الافتراضيّة، فهي مجتمعات ( لا تنام) فالصباح فى مصر قد يكون فجر في الجزائر وظهيرة في السعودية وقد يكون ليل مصر فجر في أمريكا وهكذا. يستطيع المرء أن يجد من يتواصل معه في المجتمعات الافتراضيّة على مدار الساعة.
لقد نتج عن تطوّر المجتمعات الافتراضيّة حالات متفاوتة من الانقطاع عن العالم الواقعي وانهيار العلاقات الاجتماعيّة. لم يعد الناس يتزاورون كما كانوا يفعلون من قبل فقد أغنتهم الرسائل النصيّة القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني والبطاقات الإلكترونية وما يكتبون ويتبادلون على الفيسبوك والبلاك بيري عن التزاور والمعايدة.
لقد أصبحت الأسرة تعيش في بيت واحد بينما ينهمك كلّ فرد من أفرادها في عالمه الافتراضي الخاص به , إنها بالفعل حقيقة مقلقة تحتاج مزيدا من الانتباه والاهتمام.
ولكن السؤال هنا , ماهى غايات المجتمعات الافتراضية التى لا تنام؟
أرى أن هناك مجموعة دوافع حقيقيّة لاستخدام تلك المواقع في مختلف الثقافات والمراحل السنيّة والطبقات الاجتماعيّة
من أهم هذه الدوافع هو الهروب من الواقع , فهناك فى المجتمع الذى لا ينام قلوب جريحة، وعاطلون عن العمل، ومصابون بالاكتئاب، ومنبوذون من جماعاتهم الواقعيّة يبحثون عن ملاذ من مشكلاتهم وضغوطات حياتهم. وفيه من يطلب من أصدقائه أو أصدقائها الدعاء أو النصح، ومن يتبتل لله طمعا في مدده وعونه، ومن يبكي على أطلاله ويندب انكساراته وخذلان الآخرين أو خداعهم.هناك فى المجتمع الذى لا ينام الهاربين من الواقع، غير أن هذا المجتمع الافتراضي المزدحم بسكّانه أصبح وجهة مميزة لمن ضاق عليهم عالمهم الواقعي.
#نجوى_منير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟