بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 00:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرت سنوات عديدة منذ تاريخ العبور، عبور القوات المصرية قناة السويس وتحطيم خط برليف من عام 1973 بالتزامن مع هجوم سوري في الجولان المحتل.الحرب التي أطلقها العرب على جبهتين كانت تكتيكيا علةى مفترق الطرق عندما آمن أنور السادات الرئيس المصري بإستراتيجية التحريك للإتجاه نحو المفاوضات مع إسرائيل فيما وصلت سوريا بمساندة عراق حسين البكر وصدام حسين تقدم بطىء ... التفاصيل التاريخية لا تهم بقدر ما يهم أننا في لاحظة نقدية، فالحرب لم ترجع أراضي فقدها العرب منذ 1967 بل زادت من تكريس السطوة الإسرائيلية فلم تصبح المواجهة متكافئة وندية مع تغير المفاهيم بل وتدحرجها من الصراع إلى المقاومة ...
اليوم نحن نلقي بالضوء على تلك الفترة المفصلية، تقريبا المسار الذي ذهب فيه السادات بعد الحرب وفض الإشتباك وإن لعن وقتها من القوى الثورية والقومية أصبح مسار مأمول وخارطة طريق أولى طبقها السادات تلميذ كيسنجر النجيب.تمكنت إسرائيل بمساندة غربية واضحة من كسر شوكة منظمة التحرير في الثمانينات وخاصة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خلال وتيرة الإغتيالات الجنونية وعزلت المقاومة الفلسطينية في جيوب ضعيفة لاحقتها من الأردن إلى لبنان إلى تونس، مرحلة التطبيع كانت الأقسى ومع العولمة لعبت السفارات دور مهم في تفكيك البني الإجتماعية وخلقت واقع نفسي جديد من خلال المال والإعلام .فعليا فككت قوى ضغط تعمل عبر السفارات وبإمداد مالي وتنسيق من داخل عربي إنتهازي بخلق طبقة جديدة تحت مسمى مجتمع مدني وحقوقيون ديمقراطيون هذه الطبقة التي فتحت لها العلاقات والصحافة عزلت الروئ الرديكالية الثورية اليسارية والقومية وجعلت منها موروث ماضوي سلبي لا واقعي، طبعا هذا الأمر أوقع الذهن العربي في مزيد التعميم وربط مأساة الدول بطبقتها الثورية والقومية فأصبحت كلمات التحليل والثورة والعدو أمور تثير حساسية ذهنية ...هذا التوجه ألغى بل عطل آليات الصراع والتناقض الحقيقي وطرح المشكل ضمن إطاره التاريخي ومساره السياسي وإرتباطه بسيادة وإستقلال الدول، تشضي الواقع العربي اليوم في بعده الإثني يعود بنا لقلب الرحى أين الفراغ والضياع دون سياسة او رؤية دون توازن أو إدارة قدرات دون وعي بالحاضر وتدبير للمستقبل...
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟