-الأمن الفكرى-

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"الأمن الفكرى"
داود روفائيل خشبة

تبشرنا وزارة التعليم المصرية بخطة لـ "الأمن الفكرى" لحماية عقولنا وعقول ابنائنا من الغزو الثقافى والانحراف الفكرى والتظرف الدينى. لقد بلغ مسئولونا من الجهالة وبلادة الحس أنهم لم يدركوا أن تعبير "الأمن الفكرى" فى حد ذاته يفضح الغقلية الفاشية القمغية التى أملته. إنهم لا يتركون سبيلا للتضييق على الغقل وخنقه إلا سلكوه.
العقل يا سادة لا تكون حمايته بالانغلاق وفرض القيود بل بالانفتاح وإطلاق حرية التفكير والتعبير وتأمين الحق فى الحصول على المعلومات والحق فى السؤال والتساؤل. إذا كانت غايتنا تحصين العقل بالقيود والأسوار فلن نجد نموذجا نحتذيه أفضل من نموذج "داعش". عقل الداعشى محصّن تماما ضد كل غزو وكل اختراق. ولماذا نمضى بعيدا؟ فهؤلاء شيوخنا الأفاضل، تحاول أن تناقش أحدهم فتجده جاهزا بسيل من كلام حفظه وصاته، لم يسمح يوما لشعاع من فكر أن يخترقه.
حتى الحماية من التطرف الدينى التى أدخلوها فى نركيبتهم لترويج سلعتهم لا تتحقق بالانغلاق وفرض القيود، بل على العكس بفتح الأبواب والنوافذ لتمحيص كل المسَلّمات وإخضاع كل المغتقدات للمساءلة. بدلا من مصادرة كتب "الإخوان"، ومضمونها موجود فى الكتب المعتمدة، بدلا من ذلك انشروا كتب سيّد قطب وانشروا كتب ابن تيمية وانشروا بجانبها كتب طه حسين وعلى عبد الرازق ولويس عوض وإسماعيل مظهر — هل تذكرون إسماعيل مظهر الذى ترجم "أصل الأنواع" لـ "داروين" فى بدايات القرن الذى مضى؟ لكم تخلـّفنا!!
هامش: حتى لا يساء فهم شىء من كلامى أؤكد أن ما قلته عن شيوخنا الأفاضل ينطبق على كهنتنا المبجّلين.
القاهرة، 3 أكتوبر 2015
http://khashava.blogspot.com

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات