أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي














المزيد.....

التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي


عمار طلال*
ثبت لدى العراقيين، أن سلطة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، أوهى من تنفيذ إصلاحاته على علاتها، فبقدر ما هي ليست بالمعنى الجذري للإصلاح، لكنها قشة تمنينا أن يتعلق بها غرقى تظاهرات ساحة التحرير.
إعلنت الإصلاحات، كنوع من ردة فعل عجلى لإحتواء تظاهرات ساحة التحرير، التي إنقلبت على إثرها، من التنديد بحكومة العبادي، الى مؤازرته، سعيا لترميم الإنهيارات الأخلاقية والمالية والإدارية، التي لم تبقِ في العراق شبرا إلا ونخرته.
لكنها جاءت حاملة عناصر تفنيدها، مكتوبة بطريقة تبطل مفعولها.. توازيا طرديا، صنعته أيد خبيرة بالإلتفافات على الشعوب، فهم.. معظمهم تلاميذ مكرمات صدام حسين التي تستلب الحصة التموينية كيلو تمن لتعطي نصف كيلو مكرمة من القائد، تتهرأ صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون وسماعات الراديو، في إطرائه!
ثلاث وجبات من إصلاحات تحاشت جوهر الموضوع، دائرة حول قضايا هامشية، لا تحل مشكلة واحدة من عشرات الآفات الناخرة في ضلع الشعب، وحتى تلك الهوامش لم تفِ لها، لأنها لم تضع آليات تنفيذ.
وبعد ان يأس العراقيون من جدية العبادي، عاد ليذر الرماد في العيون بتسمية ثلاثة مدراء عامين في وزارة الثقافة، أقيلوا بإجراء قرعة بين المدراء، وليس بموجب مسوغات عملية!
فهل وزارة الثقافة أهم من الكهرباء والصحة والتربية والجامعات والخدمات البلدية وتدافع المواطنين أمام نوافذ لا موظفين وراءها لترويج معاملات لن تنجز!
الإصلاحات جعلت علاقة الشعب بالعبادي مهزلة، حتى بات من المؤكد لدى الناس أنه سيفاجئ الجميع بطلب لجوء إنساني من إحدى الدول الأجنبية! وهذا يتردد في المجالس النخبوية المثقفة، وعلى ألسنة العامة.. في المقاهي والشوارع.. نكتة يرونها قريبة من الواقع.

أحزاب محتلة
الأحزاب بأشكالها كافة.. الدينية والمدنية، تحتل العراق كأي جيش أجنبي إستباح دولة؛ لذا تمنع تشكيل جيش قوي يتصدى لميليشياتها، وتفرض رجالها وزراء محاصصة يمولون الحزب، بجلد المراجعين والمستثمرين، لمشاريع تنشأ بميزانيات ترصد أموالها من الدولة، ولا يصل من ريعها الى الدولة شيء؛ إنما تذهب للحزب المتحاصص عليها.

وزارة الثقافة
وضع العبادي وزارة الثقافة تحت مجهر المحاصصة، بادئ ذي بدء، ربما لأنها لا تعني الكثير للأحزاب (الصاقرته) التي يخشى المساس بها؛ لأنها أقوى منه ومن حزبه.. الدعوة الإسلامية المتشظي يتآكل من الداخل، بحكم إرادات تتنازع رئاسة الوزراء، وأقوى من حكومته، المتمثلة بتشكيلة تضم وزراء يعدون أنفسهم ممثلين لأحزابهم وسفراء لفئاتهم، تحت قبة مجلس الوزراء، وليسوا بخدمة الوطن من خلال المهمة المنتدبين لها..
العبادي أوهى من إصلاحاته، لذا لجأ لثلاثة قرابين فدى أحزاب أقوى من الدولة، ولا أظن تلك القرابين ستنحر فعلا، إنما تعود من شباك الغرفة التي خرجت من بابها! ولن تنفذ من الإصلاحات، ولا فقرة واحدة، سوى إستعراضات طولية، تشغل الناس من دون أن يفهموا شيئا.
ولكي نفهم الخطوة الإستهلالية، نتساءل: - ماهي موجبات إقالة الشاعر د. نوفل أبو رغيف ومحمود أسود وعقيل... الذي لم أسمع عنه مديرا عاما في وزارة الثقافة قبل كتاب إقالته المنشور على صفحات الفيسبوك، وليس على وسائل الإعلام أو في جريدة الوقائع العراقية.
تداول الكتاب على صفحات الفيسبوك؛ أخرجه من الصيغة التقليدية المعمول بها عادة: "بموجب مقتضيات المصلحة العامة تقرر..." إنما بات تنكيلا ممن تقاطعت مصالحهم مع هؤلاء الثلاثة، خلال عملهم الوظيفي، وبالتالي من حقهم.. ثلاثتهم.. مقاضاة الدولة؛ لإعفائهم بطريقة فضائحية؛ كأنهم وحدهم المسؤولون عن فساد دولة تمور بالخراب! من أعلى المواقع الوظيفية الى لامع الأحذية عند بوابة أية دائرة حكومية؛ يقفص للموظفين! ومحاسبة من سرب نسخة الكتاب الى صفحات التواصل الإجتماعي.

صدمة الإصلاحات
لم نفق من صدمة توزيع نسب إقالة على الوزارات بطريقة مضحكة، نصت عليها الإصلاحات، في إجراء "يثرد بصف اللكن" و"يخوط قرب الإستكان" وإذا بنا نفاجأ بالبدء بوزارة الثقافة، التي لو بقي إصلاحها بعد الكهرباء والصحة لخف عدد الموتى،... أما ان يتأخر إفتتاح معرض إستعادي للراحل محمد غني حكمت؛ لأن بنته رفضت دفع رشوى او يتعطل صدور مجموعة قصصية، مات عبد الستار ناصر قبل طبعها، ونجله لم يشأ الدفع، فهذا برغم أهميته الجمالية، لا يتسبب بإزهاق أرواح مباشرة، جراء سوء إدارة صالة عمليات جراحية، او إنقطاع التيار عن طالب بكلوريا!
إذن ثمة أولويات.. ألم تسمعوا بالأولويات حسب مساسها بحياة الناس ثم مصالحهم يليها الرفاه.. وتلك هي المقاييس الميدانية لتحديد الأولويات.
لو قاد د. العبادي ثورة "إلغاء المحاصصة" وإعتمد الكفاءات الإنتخابية، لأكد انه بحجم كلمته، لكن أمام قوة الأحزاب التي لا تراعي البلد في إستحصال مصالحها، بعنف شديد، لم يبقَ سوى تقسيم العراق، وليذهب كل بحصته يفعل بها ما يشاء.. فليلطم من يشاؤون حتى تتهرأ جلودهم نهارا وليقتل المجرمون الهواء الطائر وليتمترس الشطار بدهاء الجبال.
أقولها بضمير مرتاح.. خدره اليأس من أن تستطيع أية حكومة، إقاف الأحزاب عند حدها، إلا بثورة أعتى مما حصل في 9 نيسان 2003، ولا مانع من الإستعانة بقوات أجنبية، لا نطالب بخروجها؛ كي لا تستجد وجبة أحزاب أخرى حينذاك!
بضمير يحاول إنتشال الجائعين والمرضى، من ألمهم، أقول: "فليقسم العراق.. بين الفئات الثلاث.. شيعة وكرد وسنة" على الأقل كي تضيق مشكلة كل جائع ومريض، مع سلطة منه وفيه.. "إذا رميت يصيبني سهمي".
لا جدوى.. لا جدوى سوى بفض الإشتباك.. التقسيم حلا، وأعصبوها بلحية عمار طلال.
*مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهنة المشارف
- إصلاحات فضائية تمهيدا لليأس.. العيد يتلاشى في ساحة التحرير
- قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب
- -الحمار مخرجا- دولة البنك الذي إستولى عليه اللصوص
- تهوية سياسية.. -هذا الشعب وحده طلع لا تركب الموجة-
- الذئاب التي تحرسنا أكلت كل شيء
- مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة
- شَرِبَ العربُ نفطَهم.. واضعين (الهوز) في الأفواه
- كهرباء مثقفة
- بعد العيد.. بناء أخلاقي وقتالي للجيش!
- عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط
- دم الضحايا فم عام من إنتصار الفتوى على الهزيمة
- السفسطة الديمقراطية عراق ما بعد داعش
- -قل موتوا بغيظكم- تحررت تكريت وأندحر الذين في قلوبهم مرض
- التشكيلة الوزارية إنموذجا.. -أمرني ربي بمداراة الناس-
- د. العبادي.. ينتصر للعراق بجنود لا ترى
- التاريخ محوري يعيد تكرار نفسه العبادي قبس من نور علي (ع)
- إصبع العبادي على جرح العراق -كل نفس بما كسبت رهين-
- يقينا.. الأعمار بيد الله -ذقت الطيبات كلها فلم اجد ألذ من ال ...
- -يوتوبيا- المحافظات و... حاججهم بالتي هي أحسن


المزيد.....




- المغرب - رسو سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة: بين غضب شع ...
- سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟
- سياسي فرنسي: رد روسيا على حظر RT وغيرها في الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول سابق في CIA يشير إلى -نوعية الصفقة- التي عقدت مع أسانج ...
- وقف توسع -بريكس-.. ماذا يعني؟
- الجيش الأردني: مقتل مهرب وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب مخ ...
- ألمانيا تعتزم تشديد الفحوص الأمنية للموظفين بالمواقع الحساسة ...
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا-
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستحدث وحدة جديدة للمهام الخاصة بع ...
- -الوطن التركي-: هدف واشنطن إضعاف وتفكيك تركيا وإبعادها عن ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي