|
مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 01:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب مروان صباح / وصلت مواصيل المسلمين ، وعلى وجه الخصوص ، العرب منهم ، أن يبادر مستشرقون الغرب مع بعض أشباه النخب العربية في اعادة تفسير القرآن ، وقد يكون التخبط القائم بين المتشددين والمتراخين أحد أهم الأسباب هذا التدخل ، والذي يقول بمعناه الخفي ، أن وبالرغم ، من عظمة القرآن ، إلا أن ، هذه العقول التى اختصها الله بكتابه ، ليست مؤهلة ، تفسير معانيه ودلالاته ، كأن العيب ، يتعدى القصور العقلي ، بل ، يصل إلى حد التشكيك بقدرتهم اللغوية .
في غمرة الضجيج والعجيج ، قولاً وقتلاً ، هناك واقعة جدير ذكرها ، حقاً ، وربما كان من الخير استهلالها ليس من بداياتها ، لكي لا نغوص في حيثياتها المتشعبة ، وفي نهاية الأمر ، كيف لنا أن ننسى أن الاستعمار ، ليس سواه ، قام مع بعض المغرر بهم من أبناء جلدتنا بتفكيك الكتاتيب في الوطن العربي ، الذي ساوى ، بين أبناء اللغة العربية وبين الغرباء ، فأصبحت اللغة ، غريبة حقاً عن أبناءها ، وهذا ما يفسر ، على الأقل تقدير ، التهافت لما يُعرض من مفاهيم واردة من الخارج ، حيث ، يتبناها العربي على الفور كما هي ، دون أي اعتراض أو مناقشة ، لأن ، قدرته على التمييز ، مفقودة ، بالطبع ، مادام الجهل يبدأ بتاريخه ، أي نفسه ، وينتهي بلغته ، أي بفساد اللسان ، فهناك ، طمس واضح وصريح من فئة معربدة على الشأن العام ، طبعاً ، لأي كائن لديه باع مع لغة الضاد أو امتياز بالجذور ، والجدير أيضاً التذكير به ، عندما وضع الاستعمار المناهج التعليمية في قفص الاتهام بعد حرب العالمية الأولى ، في حقيقة الأمر ، لم يجد مواد علمية عليها القيمة ، لكنه ، كان يقصد تغيب الجزء الأكبر من القرآن ، يعني ، على سبيل المثال ، وضع محددات متى يبدأ الطالب بدراسة القرآن ، واشترط أيضاً الكمية ، كما أنه ، حدد بصراحة المواضيع التى يتاح للمجال التعليمي تداولها بين الطلاب ، وهذا ، يعاد اليوم تفعيله وفلترته من جديد عبر مؤسسات المجتمع المدني التى ترعاها الخارجية الأمريكية والإتحاد الأوروبي عبر أشخاص بالكاد يفرقون بين الحال والتمييز ، لكن ، استطاع الاستعمار تمكينهم من رسم للأمة مستقبلها التعليمي والذي يشترط عليهم تنفيذ الخطط دون أي اعتراض او استفسار .
يجوز احياناً للتقديرات أن تتباين ، حول ما يجري من حملات تشهيرية للمناهج وتفسير الآيات القرآنية ، لكن ، ما لا يجوز أو لا يبيحه المنطق البسيط ، أن ينسف المستشرق القواعد التعليمية برمتها ويضع أسس جديدة دون أن يتفحص العربي لمعطياتها ، بأناة وتدقيق ، وهنا يلاحظ ، بأن الاهتمام ينصب على ثلاثة قضايا ، أولاً ، تمييع اللغة وضرب أُسسها ، لأنها تعتبر الرابط الإنساني بين الجغرافيات المتباعدة ، القوة الفعلية للأمة ، وثانياً ، خلق مناخات آخرى مضادة للمنظومة الأخلاقية ، التقليدية ، بالطبع ، غريبة عن شعوب لها حضارة مديدة وعميقة ، ثالثاً ، استبدال منطق التواد والتراحم والتعاطف ، بمنطق جحا ، اللهم نفسي وأما الآخرين في ستين داهية ، وقد يلاحظ أيضاً ، وعبر سلسلة مطالبات وتغيرات ، أن المناهج ، حسب المعادلة القادمة من الخارج ، فيها ، خيار وفقوس ، تأتي المطالبة على الدوام بتغير مواد دون أخرى ، حيث دائماً يُستثنى تحديث مواد العلوم ، بل ، كل ما يجرى يقتصر ، بين تقليص لمادة القرآن والحديث النبوي وتنغيج اللغة وشطب الوقائع التاريخية التى تشير إلى أهمية تعاضد وقوة الأمة .
خذ عندك ، كثافة الأبنية التعليمية وانتشار المدرسين ، طول بعرض الجغرافيا ، ومطابع تطبع سنوياً ملايين الكتب المدرسية ، مع كل هذا ، هناك محافظات بأكملها عجزت عن إيصال طالب واحد إلى الجامعات ، بالطبع نحن هنا ، لا نستثني المحافظات الآخرى التى شهدت نجاح لبعض طلابها ، فهذا ، لا يعني بأن واقع الحال فيها ليس مترنحاً وحجم رداءة خريجيها يكشف عن مدى الجهل في البنيوية اللغوية ، ولِما لا ، طالما ، المدرسين أنفسهم بحاجة إلى تأهيل أو بالأحرى ، اعادة إنتاج ، المسألة لم تكن على الإطلاق مجرد توزيع حقائب أو حتى حواسيب ، بل ، ما يحتاجه الطالب ، منهاج ومعلم ، متمكن من المادة ولديه أساليب تعليمية ، وليس هذا فحسب ، بل أيضاً ، لا بد للمعلم أن يكون الحلقة الوصل بين الماضي والحاضر ، فإذا ، كان يجهل التاريخ ، بالتأكيد ، يجهل الحاضر ، والمحصلة أنه يجهل نفسه ، فكيف له ، أن يؤتمن على المستقبل ، وخلاصة ، أن الهيئة التعليمية ، في كلا الجانبين ، الدين والعلوم ، مضروبة ، بالتأكيد هي فاقدة ، الهيبة والاحترام ، استطاعوا إفراغهما كلياً من المحتوى ، بعد ما اصبحتا مؤسستان معاكستان لهوية الأمة وأحلامها ، الذي فعلاً ، هيئها للسقوط من أعين الناس .
نعم ، طالما ، ترتفع وتُكرم أسماء في الغرب ، بحجم ابن رشد ويلقب بالشارح الكبير ، ويطلق أيضاً ، على أحد فوهات القمر لوكالة الفضائية الأمريكية ، ناسا ، اسم عباس بن فرناس ، وتوضع رسالة ابن الخطاب ، التى تتعلق بالشأن القضائي ، هي اشبه بالدستور المحكم للقضاء ، على مدخل القضاء الفرنسي ، ويصنف حسب القائمة الغربية ، بأنه الشخصية 52 التى أثرت بالبشرية جمعاء ويُكتب اسم ابن سينا على مشافي الألمانية ، اعتزازاً بعلومه ، في المقابل ، يسعى علماء أمريكيون إلى كشف الحادث الكبير الذي حصل لقوم لوط ، عبر إثباته جيولوجيا ، ويحتفظ متحف لندن بأقدم نسخة للقرآن ، حينها فقط ، دون أي التباس ، يفهم العربي ، أنه من الطبيعي أن يتدخل الغرب في تفسير الآيات القرآنية وإعادة كتابة للعرب والمسلمين مناهجهم ، حتى تاريخهم ، بل لهم الحق ، بأن يستعينوا بقول الله ، فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، لأن ، ليس معقولاً أو مقبولاً ، أن يُترك الجانب العلمي في القرآن ، كقوله تعالى ، يوم ترجف الراجفة يتبعها الرادفة ، أي أنها قد تكون قذيفة ستضرب الأرض من الجانب معين الذي سيعكس اتجاها ، وبالتالي ، تشرق الشمس من المغرب ، هل لأتباع ههههذا الكتاب أن يكونوا على المستوى العلمي في اكتشاف واثبات الحقيقة العلمية للآيات . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
-
حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
-
هستيرية الأفراح والنجاح
-
الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..
-
العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
-
هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..
-
كيف نعيد الثقة بأنفسنا
-
ننتهي من ضجيج حتى نجد أنفسنا بين ضجيج أشد وأنكى
-
حماس بين البدائل وحتمية الفشل
-
نور الشريف والمشهد الأخير
-
المرحلة الثالثة من المشروع الإسرائيلي في الضفة
-
تحدي أهوج لشهر رمضان
-
من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مست
...
-
قطعان ينتظرون الذبح
-
من ابتكارات الحداثة غسل الماء قبل الشرب
-
إبادات قانونية وأخرى اجرامية
-
القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
-
غونتر غراس
-
لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
-
الكتاب والحذاء
المزيد.....
-
غضب وسخرية في الصين من تصريحات نائب ترامب عن -الفلاحين-
-
هل يمكن أن تتوصل أمريكا -الجريئة- و إيران -الضعيفة- إلى اتفا
...
-
ماكرون يوجه رسالة إلى السيسي والمصريين في ختام زيارته لمصر
-
-قال سامحيني يا أمي لأنه مات وتركني-، أم مسعف غزة الذي وثق م
...
-
ماذا قالت أمريكا عن -طبيعة- المحادثات النووية مع إيران؟
-
عاجل | شرطة ولاية فرجينيا الأميركية: مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آ
...
-
عاجل | متحدث باسم الخارجية الأميركية للجزيرة: عدلنا تأشيرات
...
-
ثلاثة أمور أخطأ فيها أينشتاين -نوعاً ما-
-
لافروف: ألمانيا ستلجأ إلى الديون لتنفيذ خطة الاتحاد الأوروبي
...
-
مسؤول في -حزب الله- يعلن استعدادهم لمناقشة مستقبل سلاحهم في
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|