تقرير ميليس هل وضع النقاط على الحروف...!!؟

ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وأخيرا أصدر ميليس رئيس اللجنة الدولية للتحقيق بجريمة أغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري تقريره الاولي حول هذا الحادث , وقد قبول هذا التقرير بردود أفعال متفاوت تتراوح بين الترحيب الحذر والانتقاد الشديد لما تناوله هذا التقرير من قضايا أتسم أغلبها بالاشارة الى ملابسات الحادث والقوى التي شاركت فية وطبيعة الجريمة وكيفية تنفيذها والادوات المستخدمة فيها ,يضاف الى ذلك التفاصيل والاسماء والاماكن والمكالمات الهاتفية والذي ضم صفحاته التي تجاوزت الخمسين وجرى أعداده بعد أربعة أشهر من جولات التحقيق بين دمشق وبيروت .
ونظرة أولية على التقرير نرى أن المحقق الدولي ميليس قد دون فيه أن جريمة أغتيال الحريري هي جريمة سياسية بالدرجة الاولى تم الاعداد لها قبل عدة أشهر مع سبق الاصرار والترصد وأشترك فيها كبار رجالات المخابرات السورية [رستم أبوغزاله , وأصف شوكت , وماهر الاسد , حسن خليل] واللبنانية [ مصطفى حمدان , جميل السيد , ريمون عازار, علي الحاج ] , وكانت القيادات السياسية في قصري الجمهورية اللبنانية والسورية مطلعة على هذا الامر وعلى علم به وحاول تبيان ذلك من خلال أتصالات المتهمين قبل وبعد وقوع الجريمة .
وحمل الجيش السوري في لبنان مسؤولية التحضير للادوات الجريمة من خلال سيارة المسيوبوشي البيضاء التي قادها عقيد من اللواء العاشر بالجيش السوري من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية ووضعها في احد قواعد الجيش السوري المرابط في لبنان , قاعدة (حمانا) في منطقة المتن الاعلى اللبنانية , وتم التأكيد في التقرير على أن مواد الديناميت ( التيأنتي) من المواد الجيكية الصنع المستخدمة في الجيشين اللبناني والسوري , وهي ذاتها المستخدمة في العمليات الارهابية في العراق , وأن اللواء أصف شوكت هو الذي أعد شريط الفيدو للارهابي أحمد أبو عدسه قبل وقوع الحدث بأسبوعين والذي يعترف فيه بأرتكاب الجريمة .
وتم أعداد أحد العراقين أيضا من قبل المخابرات السورية حسب التقرير للقيام بهذه العملية الانتحارية بعد أفهامه أن المستهدف السيد أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق الذي كان هناك قبل يومين من عملية أغتيال الحريري .
وأتهم الجبهة الشعبية القيادة العامة ( أحمد جبريل ) في تفخيخ السيارة في أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان , وقيام جماعة الاحباش ( أحمد عبد العال , محمود عبد العال ) بتقديم معلومات لوجستية لدعم عملية الاغتيال.
وحاول التقرير الربط بين المسؤولية السياسية الادبية للحكومة السورية أزاء عملية التحقيق من خلال أتهام الحكومة بعدم التعاون الكامل والجاد وتضليل التحقيق من جانب وزيرالخارجية فاروق الشرع ومساعده وليد المعلم , عبر تزويد التحقيق بمعلومات مضللة ,وفوت الفرصة في الوقت ذاته على الحكومة السورية من تحويل القضية الى قضية جنائية لترتبط بأسم وزير الداخلية السوري المنتحر غازي كنعان من خلال عدم ذكر الاخير في التقرير المقدم للامين العام للامم المتحدة ولبنان والخمسة عشر دولة الاعضاء الحالين لمجلس الامن .
ورغم أتهام الاطراف المتهمة في التقرير المحقق الدولى ميليس بعدم النزاهة والابتعاد عن المهنية وتسيس القضية لخدمة القوى المعادية لسوريا , طالبة بعض الاوساط السياسية سوريا دراسة التقرير بصورة متأنية وأعتبرت ردود أفعال الحكومة السورية وخطابهاهذا يمكن أستخدامه الاستهاك المحلي ولكنه ليس ذو نفع في التأثير على صعيد الراي العام الدولي.
وطالب النائب سعد الحريري , نجل الشهيد رفيق الحريري بتشكيل محكمة دولية للمحاكمة المجرمين المتهمين بأغتيال الحريري .
لقد وضع تقرير ميليس النقاط على بعض الحروف وترك الباب مفتوح لفك طلاسم الجريمة عبر تمديد فترة التحقيق حتى 15 من سبتمبر 2005 , ودعوة الحكومة السورية الى المزيد من التعاون .

#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات