أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - قراءة رشماوي للخنفشاري














المزيد.....


قراءة رشماوي للخنفشاري


نافذ الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 14:59
المحور: الادب والفن
    


رواية الخنفشاري للأستاذ نافذ الرّفاعي
معنى كلمة الخنفشاري:بالرّجوع إلى اللغة نجد أن كلمة الخِنفشاري (بكسر الخا) لا معنى لها تستعمل للدلالة على ما لا حقيقة له ، أمّا من حيث المعنى المتعارف عليه في الحياة العامة فيطلق هذا اللفظ على شخصيّة تدّعي معرفة كل شيء .
والشّخصية التي يطرحها الكاتب الأستاذ نافذ الرّفاعي قريبة إلى حدٍّ كبير من المعنى فهو رجلٌ بسيط ٌ يحبّ البساطة في الأمور ، يعيش ويتصرّف على طبيعته ، يفلسف الأشياء كما يريدها هو يكره القبيلة ويتمسّك بالفرد ، ويصدر أحكامًا على الغير بفهمه الخاص ،وهو على لسان الفتاة الغامرة نصف رجل دين ونصف فاجر يهمل ملابسه يخلط الألوان بلا تردّد ينافي الذّوق العام والموضة ، فيرتدي بنطالًا أصفر وقميصًا أزرق ومعطفًا أخضر ، وحذاءً أحمر وجرابات بيضاء ويحمل حقيبة مخطّطة ، ولا يعني له العالم سوى المتناقضات من كيمياء صوفيّة ونسائيّة وخمر خلطة من الإثم والصّلاح ،كان يقدّر ثورة الصّعاليك، ويعتبرها انقلابًا اجتماعيًّا ، والحرب القاسية والفقر رفعتا المستوى الأخلاقي عند الشّاعر عروة بن الورد،ـ كانت الصعاليك هاجسه أو الثّوار كما يسمّيهم، ويقول: على هذه الأرض ارتكبت جرائم باسم الثّوار فعلها مرتزقة ولصوص وزعران وبلطجية والثّوار منهم براء
كان يردّد : الماضي تفسيرٌ لنا ، والمستقبل وهمٌ نبحث عنه ، وأين نحن من الحاضر؟ ويقول على لسان الفيلسوف: إنّ الثّورة يصنعها العبقري ، ووقودها المغامر ، ويقطف ثمارها الجبناء
كان الخنفشاري هو الشّخصية الرّئيسة في الرّواية تفرعّت عنها شخصيات أخرى فالكاتب الرّاوي وهو المؤلّف طبعًا يجمع فصول الرّواية من أفواه الشّخصيات والفتاة الإرستقراطية فتاة الخِنفشاري معجبة به تروي عنه الحكايات والقصص والأفكار، ونبيل كما يقول الكاتب أو الرّاوي فهو ذروة الانهيار وحطام رجل نحاول لملمته ، فقد سحقته امرأة عاتية لا ترحم ويحاول الانتحار ،وهو قد عاش المتناقضات ما بين الرّيف والمدينة، والفيلسوف الّذي اضطرّ إلى السفر إلى بريطانيا وإلى لندن مدينة الضّباب ، ولكنه يكرهها يكره الماضي الاستعماري لبريطانيا مع الرأي المخالف لزوجته ،وكان الفيلسوف يمتدح الدفء في الوطن، وأتعبه الاغتراب ،وأبو خديجة رجل يمتاز بنظرة عميقة وله هيبة خاصّة ، ويرهبه كل مَن في السوق ويعتبر الخنفشاري قدوته ، يعمل في الأثاث المستعمل( الرّابش) وله عالمه الخاص ، يعمل في قاع المدينة ، هو من زمنٍ آخر كما يقول الرّاوي في مكانٍ يؤمّه الجميع ، من جميع طبقات الفقراء ، وهويعمل كطبيب ويعمل في عقد الزّيجات .، وهناك أيضًا شخصيات ثانوية عرضها الكاتب لاستكمال الرواية،
استطاع الأستاذ نافذ الخوض في نفسيات شخصيات الرّواية وتحليلها، وخلال ذلك تحدّث عن المعاناة في الحواجز وتحدثّ عن الانتفاضة وعن الاعتقالات وحياة السجون وصوّر التناقض ما بين الحضارة والبداوة وجاء ذلك كلّه في أسلوب جديد بالقصص الرّوائي ، أمّا النهاية فيظهر الكاتب الوجه الوطني للخِنفشاري وجاء ختام الرّواية على لسان الفتاة التي أحبّت الخنفشاري لتقول له أنا سأريك أنّي بطلة الخنشاري ، سأطبق عليك أسراري ، كي لا تعرف صنع نهاية روايتك ، وتبقى معلّقة ،وتحاول خداع قرّائك أنّ نهايتها مفتوحة أنت تلعب بالنّار معي وإذا لم تعتذر عن تسميته الخنفشاري سأكون قاسية ومؤذية
لم تخلّ الرّواية من الوصف الجميل كيف لي أن أكتب عن النساء الجميلات ، أم تريدنني أن أعبرَ مارًّا بلا تأمّل لاستفزاز هذا الجمال السّاحق المسكون في عمق غموض عيونِك ، وانجذابي لابتسامتِك على الشّفاه الحائرة ؟ أنا مستعدٌ للتوقّف أمام هذا السّحر ، بلا حراك ، سوى التقاط أنفاسي وحروفي إن تمكّنتُ لأ أدري)
عيناها ترسلان نظراتٍ صاخبة ،وما زال يفقد قدرته عند امتداد تلك السّهام من بين رموشها نحو لبِّ قلبه وسمرتِها الخفيفة ، تغريه إلى حدّ الإغواء ، ويستسلم لها وصولًا إلى الإذعان .
(هذه القرية الزّراعيّة التي تجلس على الطّريق العام ما بين مدينتين، ملتحفةٌ نصف الجبل على صدرها الأبيض المزركش ببيوتٍ بيضاء حجريّة من الحجر الأبيض النّاصع)ترتدي هذه القرية إكليلًا من اللوز ، على رأسها المسنود على رأس جبلٍ شاهق ، وتمدّ رجليها داخل ردائها الأخضر ، ثوبًا زيتونيًّا جميلًا ،يمتدُّ بعيدًا في السّهل، ويسير عمق المدى الرّحب ، وتتجمّل في فصل الرّبيع بأزهار اللوز البيضاء والزّهريّة الألوان على قمّة الجبل ، ويتماوج مع امتداد ثوبها كعروسٍ ذاتِ رداءٍ أخضر، وتنثرُ أزهارَ الزّيتون كغبار بهار الكركم الأصفر.



#نافذ_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقة في الشفة السفلى
- قبل أن أصيح بعالي الصوت
- الخنفشاري اندغام المكان والزمان في هوية واحدة
- عابر الوهم يهدم الحدائق المعلقة
- الى امرأة عبرت المحيط الاطلسي
- ما زلت وشما
- بلا موعد قادمة اليك
- احترت لمن أودِع رسالتي
- جدتي والعام المنصرم
- فيض شوق
- مات أيوب في القدس وكسر الانتظار
- على بلاهة الانتظار للقدس
- شغب
- كسرت اليوم انسيابي
- نبيذ عينيها
- معلق على جدار
- الحسناء والمجازفة
- تداعيات حرب غزة 2014 على حركة حماس والسلطة الفلسطينية و الاق ...
- غزة غناء للبلابل وشدو للعنادل ميلاد جديد
- أغنية غريبة: غزة فوق الغمام


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - قراءة رشماوي للخنفشاري