محمد محسن عامر
الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 17:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقاء أوباما و بوتين المنتظر سيكون لقاءا تحت القصف . كلا الطرفين يفاوض تحت الضغط... منذ الإستعداد للقاء تبادل الطرفان التصريحات و التصريحات المضادة ؛ففيم يقول البيت الابيض أن اللقاء كان بطلب من بوتين و الملف الأهم هو الملف الأوكراني ؛يقول الكريملين العكس و يتحدث عن أولوية الملف السوري ما يدل أن اللقاء سيكون لقاء مساومات بامتياز . بوتين استبق التصريحات مع وصوله لنيويورك و بدأ يتحدث عن ضرورة دعم نظام الأسد باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة على الأرض امام التمدد الداعشي. بوتين يستفد من فشل امريكا في تسليح ما سمي بالمعارضة المعتدلة من جهة و تصدع جبهة الرفض لبقاء الأسد بانضمام ألمانيا و تركيا و هشاشة الموقف الفرنسي .
في حين يجد بوتين نفسه في موقع ضعف بعد أن انخرط فعليا في المعركة على الأرض وحيدا بدون تنسيق حقيقي مع الأمريكيين و هذا سيضعه في زاوية خطيرة ما لم يحصل على اتفاق امريكي مشترك يخرجه من عزلته و يجعله يتجنب مخاطر تكتل كل القوى ضده و خلق مستنقع شبيه بما حدث في أفغانستان .
بعد ان ظهر بالكاشف لا جدية ما سمي التحالف الدولي ضد داعش الذي فشلت طلعاته التي تعد بالآلاف الآن في استرجاع ولو عشرة بالمائة من مناطق سيطرة داعش. يتقدم الروس منفردين في معركة غير محسوبة النتائج إذا غاب الدعم و التنسيق الأمريكي أي الموافقة عن الإنخراط الفعلي في المعركة .
السؤال السياسي الخفي الأهم بالنسبة للكل الفاعلين الغربيين؛ ماذا بعد داعش ؛ أي أين سيتم توجيه آلاف المتوحشيين العرب و الآسياويين الذين يملؤون سوريا ؟ أين سيتوجه السعوديون و التونسيون و المصريون و الأفغان و الروس و الأوروبيون بعد كسر التنظيم في سوريا ؟ أي كيف سيتم توجيه هذا الكم الضخم من التطرف الديني العنيف ان تم إخراجه من سوريا ؟
هذا يتوقف على ما سيقدمه الفاعلون الحقيقيون دوليا لأنفسهم من تنازلات من أجل أن يخرج الجميع كاسبا حتى لا تكون مغامرة الأمريكيين و الروس و الإرانيين و مئات الآلاف من القتلى بلا مكاسب لللاعبين الكبار.
ما يسع العرب في هذا الجنون الذي يجتاح المشرق العربي إلا البكاء على من قضى في عقد الخيبات العربية هذا.
#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟