علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 04:31
المحور:
الادب والفن
رِثَاءُ حَضَارَة
علم الدين بدرية
أَعْلَنَ زَمَنُ التِّيِهِ
بِدْء الْمُسَاوَمَةِ
اِرْتَقَى تُجَّارُ الرَّقِيْقِ
فِي مَسَارِ الأَمَارَةِ
غَرُبَتْ شَمْسُ الْحُريَّةِ
وَحَانَ الْهَزِيْعُ الأَخِيْرِ
هَيْهَاتَ .. هَيْهَاتَ
أَنْ يَمُوتَ بِسَلامٍ
مَنْ يَبْنِي عَرْشَهُ
مِنْ رِيْشِ الْبُومِ
وَنَعِيْقِ الْغُرْبَانْ
لَمْ أَكْتُبْ رِثَاءً
لَمْ أُلْقِ خِطَابًا
حِيْنَمَا شُيِّعَتْ الإنْسَانِيَّةُ
فِي جِنَازَةٍ جَمَاعِيَّةٍ
لَمْ أَنْتَظِرْ أَحَدًا لِيُعْلِنَ الْحِدَادَ
نُقِشَ عَلىَ النَّعْشِ :
هُنَا تَقْبَعُ رُفَاتٌ( نِخَالِةٌ وَحَجَارَةٌ )
لَمْ أَلْحَظْ أَبَدًا تَارِيْخًا تَغَيَّر
لَمْ يُرَاوِدْنِي عِشْقِي الْقَدِيْمُ لِلْحَضَارَةِ
فَقَدْ أَضْحَى الشَّتَاتُ ..
الْقَصِيْدَةَ وَالْمَأْوَى
وَالْلَّيْلُ جُرْحًا يَعْزِفُ الصَّدَى
وَالْعُرُوبَةُ لُغَةً مُتْعَبَةً
وَالْوَطَنُ نَشِيْدَ أَدْيَانٍ مُشّرَّدَةٍ
لِلْقَبَلِيَّةِ طُقُوسٌ مُحَرَّمَةٌ
وَلِلْمَهْزَلَةِ مِرْآةٌ تَعْكِسُ
اِنْهِيَارَ أُمَّةٍ مُتَصَحِّرَةٍ
وَثَنِيَّةٌ أَحْلاَمُنَا ..
أَعَادَتْ مَجْدَ الْعُبُودِيَّةِ
رَسَمَتْ عَلىَ الرِّمَالِ
أَشْبَاحًا تَنْهَضُ مِنْ وَاحَاتٍ ضَحِلَةٍ
جُرْذَانَ نِخَاسَةٍ وَنَجَاسَةٍ
لا تَزْرَعُ وَرْدَةً
لا تُسْقِي غَرْسَةً
تَحْمِلُ بَارُودًا وَتَخَلُّفًا
مَعَابِدُها قَتْلٌ واِغْتِصَابْ
عَقِيْدَتُهَا جُنُونٌ واِغْتِرَابْ
صَلاتُهَا سِفَاحٌ وَخَرَابْ
شَرِيْعَتُهَا جِهَادُ نُكَاحْ
لَهَا كُلُّ شَيءٍ مُبَاحْ
لَكِّنَ خَمَائِلي لَمْ تَعُدْ أَعْشَاشًا لِلْيَمَامِ
وَنَوَارِسِي هَاجَرَتْ نَحْوَ الْغَمَامْ
وَدَمِي الْمَهْرُوقُ عَلىَ الأَعْتَابِ
لَهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ والْعَنْبَرْ
يَوْمًا مَا هَذِهِ الأَرْضُ سَتَتَغَيَّرْ
وَيَنْبُتُ لِلْغَدِ جِيْلٌ أَفْضَلْ
لَنْ أَكْتُبْ رِثَاءً
الإنْسَانِيّةُ رِدَاءٌ
قَدْ تَحَجَّرْ
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟