أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مساد - قراءة أولية في نص د. رفاء صائب كنموذج للومضة المتدحرجة.














المزيد.....

قراءة أولية في نص د. رفاء صائب كنموذج للومضة المتدحرجة.


حيدر مساد

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 04:29
المحور: الادب والفن
    


قراءة أولية
في نص الدكتورة رفاء صائب بعنوان "مهاجرون" كنموذج للومضة المتدحرجة / بقلم حيدر مساد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص:
مهاجرون
لملموا أحزانَهم؛ تناثرت الأحلام.
أسرجوا الحلمَ الأخير؛ أفلتوا زمامه.
سقطوا في حضنِ الواقع؛ تكسّرتْ الآمال.
................
يشكل هذا النص ومضة متدحرجة ناجحة ومتقنة راعت فيه المبدعة ما حددناه من عناصر وأركان لهذا الفن الذي ابتكرناه وأطلقناه في مجموعة كتاب ومبدعو القصة القصيرة جدا .. ثلاث ومضات قصصية شكلت مجتمعة وبتسلسلها هذا قصة قصيرة جدا ، أمتعتنا كقصة قصيرة جدا وأدهشتنا كومضات قصصية منفصلة .
العنوان: جاء العنوان مباشرا ومُحَدِدا لفئة من الناس وهم المهاجرين الذين هجروا عن أوطانهم قصرا بفعل الحروب أو بفعل الطرد والمطاردة أو اختيارا بفعل ضيق العيش وانسداد الأفق أمامهم في أوطانهم، وهو ما قصدته الكاتبة وأرادت ايصاله في المتن، لكن المتن يحتمل أن يتم إسقاطه على فئات كثيرة وليس بالضرورة أن يكونوا مهاجرين.
ثلاث لبنات شكلت بناء هذه الومضة المتدحرجة، كل لبنة كانت ومضة قصصية تصلح لعرضها كنص منفصل مكتمل الأركان :
-الومضة الأولى: "لملموا أحزانهم؛ تناثرت أحلامهم" بداية تشير في شطرها الأول إلى أن الأحزان أحاطت بهذه الفئة المهاجرة وتناثرت بغير تنظيم ، فأرادوا تحجيم هذه الأحزان وتصغيرها بلملمتها، فلملمة الشيء تُضيق مساحته وتقللها، ليفاجئنا الشطر الثاني من الومضة بمفارقة قوية بأن سعيهم جاء بنتيجة عكسية ، فما أن لملموا أحزانهم حتى تناثرت أحلامهم وتشتت ولم يعد بالإمكان الوصل اليها و تحقيقها... التضاد اللغوي والمعنوي الذي استخدمته الكاتبة كان ناجحا جدا وأضفى جمالا على الومضة ؛ اللملمة يقابلها بالحانب المضاد التناثر ، والأحزان يقابلها الأحلام.
- الومضة الثانية: " أسرجوا الحلمَ الأخير؛ أفلتوا زمامه." ومضة تصل بالحدث حد التأزم وذروة الإثارة للمتلقي، في شطرها الأول تحكي لنا الكاتبة أن هؤلاء الذين ضاعت أحلامهم بقي لديهم حلم واحد أخير ، وقد أجادت الكاتبة التشبيه ، فقد شبهت هذا الحلم الأخير بالحصان الذي سيوصلهم لمبتغاهم وخلاصهم، وإسراج الحصان من وضع السرج عليه وتجهيزه للرحيل أو العودة ، والمتلقي هنا يتبادر إلى ذهنه السراج الذي ينير عندما يقرأ الشطر الأول وكلها تشير وتوحي بالأمل ، فهذا حلمهم الأخير أسرجوه وجهزوه ، حلم العودة الذي بقي لهم.. بعد أن أعطت الكاتبة المتلقي أملا فاجأته بالشطر الثاني "أفلتوا زمامه" عبارة بليغة وهي كناية عن عدم قدرتهم على التحكم بمسار هذا الحلم وفقدان السيطرة عليه إما لضعفهم وعدم قدرتهم أو بفعل خارج عن إرادتهم .. هذا الحصان(الحلم) الذي أسرجوه وركبوه ثم أفلتوا زمامه وفقدوا السيطرة عليه. . ومضة مكثفة، بليغة بتشبيهاتها وتضادها اللغوي والمعنوي.. والذي أحدث المفارقة المنشودة في القصة الومضة وترك حالة من الدهشة والذهول بانتظار نهاية القصة.ماذا حدث؟ بعد أن أوصلت الكاتبة قصتها لقمة التأزم والتوتر والترقب ، هذا ما تدهشنا فيه في الومضة الأخيرة ونهاية القصة.
- الومضة الثالثة(الخاتمة): " سقطوا في حضنِ الواقع؛ تكسّرتْ الآمال."
عندما فقدوا القدرة على التحكم والسيطرة على حصانهم الذي وضعوا كل الأمال عليه ليوصلهم لمبتغاهم؛ جمح الحصان ؛ أسقطهم عن ظهره وم يسقط سيكسر ، سقطوا من حلمهم الأخير كما يسقط الفارس عن الفرس ، سقطو على الأرض على الواقع الذي حاولوا تغييره بالرحيل عنه ، وكل سقوط ينتج عنه كسر، فماذا تكسر بهذا السقوط ؟ تدهشنا وتفاجئنا المبدعة بأن سقوطهم أدى لتكسر أمالهم ، لم يبقى لهم أي أمل بعد أن فقدوا حلمهم الأخير، ومن تكسرت أماله كلها فقد تحطم و تناثرت أجزاءه .
في هذه الومضة لم تبتعد الكاتبة عن بلاغتها كما الومضات السابقة فالسقوط في الشطر الأول كان سببا أدى إلى الكسر كنتيجة ، والواقع في الشطر الأول قابله الأمل في الشطر الثاني.
ومضة متدحرجة رائعة تشكلت من ثلاث ومضات قصصية مدهشة، بداية و وسط و نهاية ، حدث متصاعد حد التأزم ثم نهاية موفقة جدا ، بسرد سلس ومكثف وبليغ في من المفارقة والإيحاء ما يجعله نص يمكن التعلم منه فن كتابة الومضة المتدحرجة. تحية للكاتبة المبدعة د. رفاء صائب .
حيدر مساد
29-9-2015



#حيدر_مساد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة أخرى/ قصة قصيرة جدا
- ذبيحة/ قصة قصيرة جدا
- إنعتاق
- نهاية / قصة قصيرة جدا
- أحمر وأسود/قصة قصيرة جدا /قراءات
- حكيم/هَلَكَ القطيع (قصتان قصيرتان جدا)
- منفعة/ قصة قصيرة جدا
- مذكرات حجر/ قصة قصيرة جدا
- ومضات قصصية: نوايا/ تيه/ حقد/ حنين
- قراءة لقصة الطيب قرشى علي بعنوان -وليمة-
- تِيهٌ / ومضة متدحرجة
- دورة/ قصة قصيرة جدا
- الومضة المتدحرجة
- نجاة/ قصة قصيرة جدا
- فجيعة/ قصة قصيرة جدا
- تمادي، افتقاد/ قصتان قصيرتان جدا
- انسجام / قصة قصيرة جدا
- نمو/ قصة قصيرة جدا
- الشجعان / قصة قصيرة جدا
- حَمَام / قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مساد - قراءة أولية في نص د. رفاء صائب كنموذج للومضة المتدحرجة.