أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامان كريم - الحلف الأمريكي لمحاربة داعش بدأ يتفسخ رويدا رويدا















المزيد.....

الحلف الأمريكي لمحاربة داعش بدأ يتفسخ رويدا رويدا


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 00:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سؤال: الرئيس التركي أردوغان في تصريح خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس 24 / 9 / 2015، قال أن الرئيس الأسد يمكن أن يشكل جزءا من مرحلة انتقالية في إطار حل لهذه الأزمة.. تصريح أردوغان جاء بعد التغيير الذي طرء في موقف حكومات أمريكا وبريطانيا حيال موضوع سوريا حول بقاء الأسد في الحكم من عدمه.. وكذلك المستشارة الألمانية ميركل دعت الى أشراك بشار الأسد في الحوار لحل الموضوع السوري.. برايك ما يحمل هذا التغيير في مواقف أمريكا ودول الغرب وحلفائهم في منطقة الشرق الأوسط حول موضوع سوريا؟

سامان كريم: حين ظهر مرض هشاشة العظم او تخلخل العظام او وهنه, في الحلف الرئيسي او التحالف الدولي بقيادة امريكا, حينذاك ظهر حريفه, وهو حلف غير معلن لكن واضح ومعلوم, حلف قوي ومؤثر بأمكانه تغيير موازين القوى. مرض هشاشة العظام مرض مزمن متعلق بمسائل كثير وكبيرة, مثل مرض الحلف الامريكي حيث هشاشته ووهنه اصبح معروفا للجميع, وهو متعلق بقضايا مختلفة لكن اهمها وجوهرها الوهن الاقتصادي وتراجع الاتجاه العام لنمو اقتصادي امريكي وغربي بصورة عامة، خلال اكثر من عشرة سنوات ماضية وخصوصا خلال السبع سنوات الماضية بصورة دراماتيكة, ناهيك عن عدم وجود امل او افق واضح لمستقبل التوجه الامريكي لقيادة رأسمال واستثماره, خصوصا ان التوجه السابق الذي قادته منذ بداية السبعينيات "نيوليبرالية" شاخ وفشل وراح ضحيته عشرات الملايين من البشر، بدءأ من امريكا اللاتينية ومرورا باوروبا الشرقية ونهايته في العراق وسورية وليبيا.. المرض هو في جسد وفي الهيكل العظمي لحلف "امريكا"..

العناد الامريكي إستنادا على البنية العسكرية الهائلة والمتطورة التي بحوزتها, تمكن من سحب الاخرين ورائه في صولاتها الاخيرة في سورية او في اوكرانيا او في اقصى شرق اسيا.. لكن هو عناد مدجج بالسلاح وليس بقوة الاقتصاد.. هذا العناد تلاشى او في طريقه الى التلاشي. في التحليل الاخير الاقتصاد يدفع بعجلة التاريخ وحركته.

التغيرات التي حصلت وتحصل بصورة مستمرة وفي مناطق مختلفة ومواقع وقضايا مختلفة, هي نتيجة حتمية لحركة الرأسمال العالمي وسلطته. سلطة الرأسمال يعني قوته الاقتصادية تترجم الى قوة سياسية وعسكرية. الهكيل العظمي لهذا الحلف يتفسخ رويدا رويدا, حيث نرى الان في اوروبا الاتحادية, نرى انقسام واضح بين اوروبا القديمة "المانيا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وايطاليا". واوروبا الجديدة "بولندا, الجيك, هنغاريا وسلوفاكيا". حول قضية اللاجئين بالتحديد وحتى حول قضية اوكرانيا والدور الروسي... اوروبا الجديدة هي اكثر تبعية لسياسات امريكا. ونرى إبتعاد اوروبا القديمة من امريكا اقتصاديا في البداية وبعده سياسيا.

اخيرا وليس اخراً, ان الاتجاه العام لحركة هذا الاسلوب في أدارة الرأسمال, تقلصت بشكل كبير. حيث تم شراء الديون وتامين شراء الديون والديون نفسها, والمضاربات بالمليارات في البورصات واسواق المال نقديا وعينياً, تم تأمين رواتب المتقاعدين وشراء هذا التامين وبيعه, تم اللعب بالترليونات في سوق البورصات على اوراق بيضاء دون اي بعد واقعي وحقيقي.. تم كسب الربح بازمات مصطنعة وطبيعية, تم معالجة ازمات بصدمات وخصخصة العالم كله تقريبا.. تم اشعال الحروب وتدمير البنية التحتية ليعاد بناءها وفق معيار اقتصادهم النيو ليبرالية.. تم تقسم الانسان على اساس الدين والطائفة وخرافات التعددية الثقافية.. كل هذا الامور تلقص دورها ولم تجلب ربح للراسمال بعد.. أركع هذا الاسلوب للرأسمال اخيرا أمام قوة الاقتصاد الواقعي او بالفعل بسبب تناقضاتها الذاتية أو احتضاره وتعفنه او كلها مع بعضها البعض.

هذه هي القصة الحقيقة, سقط الاتحاد السوفيتي قبل 25 سنة واليوم وفي نهايات هذه السنة نرى سقوط المنتصر اي اقتصاد السوق الذي يدار بأسلوب نيو ليبرالي.. نرى سقوط هذا الاسلوب عالميا.. نرى صعود ولو بوتيرات هادئة.. يسار برجوازي نرى صعود موديل اخر لحركة رأسمال نوع هجين, لا دولتي ولا سوقي بالمعنى الشائع للمفهومين, يدار وفق ديمقراطيات محلية, بمعنى وفق الديمقراطية التي تسنجم والقوة المحلية المسيطرة, وليس كما يحلو لامريكا ان تطبقه بالقوة كما رأيناها في صورته البشعة في "العراق"..

التغيرات السياسية التي تحصل وكما جاء في سؤالكم هي نتجية لهذا الامر في بنيتها الرئيسة. في المقابل هناك حريف للحلف الامريكي, حيث صعد الحريف الروسي سياسيا وكقوة سياسية صاعدة لا تجامل على حقوقها العالمية وهي تطلب المساواة التامة مع امريكا في الشؤون العالمية, والصين كقوة اقتصادية جبارة وكقوة اولى في الحقيقة.. هي تطلب ايضا حيث: اكد الرئيس الصيني خلال مراسيم الترحيب به التي اقامها اوباما في البيت الابيض يوم الجمعة 25 / 9 / 2015، "يجب علينا أن نتمسك بالاتجاه السليم في بناء نمط جديد لعلاقات الدول الكبرى، والتأكد من أن علاقاتنا محددة بالسلام والاحترام والتعاون والتأكد من أنها تتحرك قدما على مسار صحيح لنمو مرد". وكلامه واضح حين يقول "بناء نمط جديد لعلاقات الدول الكبرى".. الصين تطلب مكانتها الواقعية على الصعيد العالمي, مكانة سياسية تنسجم ومكانتها الاقتصادية. ناهيك عن عدد من البلدان الاخرى مثل الهند والبرازيل والمانيا..

واخيرا ان الحلف الذي شكلته امريكا ما تسمى بالحلف الستيني هو اساسا حلف بلا توافق بين اعضائه حلف شكل بلمعان امبراطورية امريكا القديمة. هو حلف اعلامي فقط.. امريكا فشلت في هذا الامر في اسقاط داعش وفشلت في اسقاط النظام السوري او الاسد, وفشلت من قبلهما في مصر وفي ليبيا وفي تونس وطبعا في العراق.. وادت كل هذه الحروب علاوة على حروب داعش الى تفجير موجة نزوح تاريخية كبرى.. هذا النزوح شكل بدوره صاعقة كبيرة للاتحاد الاوروبي. صاعقة سياسية وديموكرافية واقتصادية كبيرة.. وفشلت معها تركيا طبعا في فرض اية اجندة من اجنداتها, منطقة عازلة او امنة, منطقة حظر الطيران, سقوط الاسد, ضرب الاتحاد الديمقراطي الكردي.. كل هذه الامور فشلت فيها تركيا.. عليه وبعد القرار الامريكي بالتنسيق مع روسيا وبمفاوضة الاسد.. تركيا فتحت ابوابها امام النازحين للذهاب الى بلدان اروبية.. ربما كثأر منها لتراجع الدول الغربية عن قرارتها السابقة حول سورية خصوصا فرنسا التي كانت اكثر شدة من غيرها تجاه نظام الاسد.. برأي هذه التغيرات وهي كبيرة وتؤشر الى حقبة جديدة في العلاقات الدولية بين الدول الكبري.. مثلما قال الرئيس الصينيى "نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى".. ونهاية للدور الامريكي الاوحد ونهاية لتدخلات عسكرية مباشرة من قبل امريكا وحلفائها.. وبداية لاعادة دور الامم المتحدة ومؤسساتها طبعا بعد أجراء التعديلات عليها.. براي نرجع الى ادارة الراسمال بصورة اكثر كلاسيكية على الصعيد العالمي.. عالم متعدد الاقطاب.. وسورية هي بوابته..



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرجوازية لم يتبق لها نفس, نفسها الاخير هو الدين
- دخول القوات الروسية الى سورية يشكل ضربة قاضية لنفوذ واعتبار ...
- الحركة الأحتجاجية في العراق تعاكس مطالبها
- الاحتجاجات بين وهم الجماهير وحقيقة إعادة الثقة بالسلطة السيا ...
- اصلاحات العبادي تجميل الفساد والمحاصصة عبر عملية اعادة الهيك ...
- الوضع السوري يتجه نحو التسوية المؤقتة بدون الامن والاستقرار ...
- قصف مقار (به كه كه) من قبل حكومة أردوغان يعني تقوية داعش في ...
- أتفاقات البورجوازية أو الصراع بين اقطابها لحد الان يرسم عالم ...
- حول أزمة ديون اليونان.. سياسة الأصلاح الأقتصادي هي لغة النفا ...
- الاجتماع الثلاثي المرتقب في بغداد يافطة مشبوهة لتضليل الراي ...
- الهجرة وطلب اللجوء نتاج طبيعي لسياسات واداء الرأسمال العالمي
- انشاء قواعد عسكرية امريكية جديدة بالعراق ليس له علاقة بالحرب ...
- مؤتمر تحالف الأرهاب في باريس.. مقايضة سوريا بمساعدة الحكومة ...
- سيطرة دولة الخلافة على الرمادي مسمار جديد في نعش العراق المو ...
- الطائفية السياسية قسمت الأنسان في العراق قبل مشروع تقسيم الأ ...
- حزب ماركسي ثوري قوي ومؤثر بامكانه ان يغير مسار التاريخ
- خطر ما بعد داعش ليس اقل من الخطر في مرحلة داعش
- عاصفة الحزم حسرت الدور السعودي في المنطقة
- بتجاوز الملف النووي الايراني, نقوي الصراع الطبقي, هذه هي قضي ...
- حول عدم صرف الرواتب وحركة عمال وزارة الصناعة والمعادن


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامان كريم - الحلف الأمريكي لمحاربة داعش بدأ يتفسخ رويدا رويدا