أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد فضل - كفاح الشعوب بين عصر المقاومة وفقه المساومة














المزيد.....

كفاح الشعوب بين عصر المقاومة وفقه المساومة


خالد فضل

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المتأمل في كفاح معظم شعوب العالم الثالث خلال القرن الماضي ,يلحظ , أنّ ذلك الكفاح قد ارتبط بأدب مقاومة جاد وحقيقي لأوضاع استثنائية كانت سائدة وما تزال بعض مترتباتها تسود حتى الآن . وبخاصة في قارة افريقيا والعالم العربي . بينما تحوّل ذلك الأدب النضالي الرفيع منذ سنوات القرن الأخيرة ومطلع القرن الحالي الى ما يمكن تسميته ب (فقه المساومة).
كانت معظم دول افريقيا والبلدان العربية , تخضع للحكم الاستعماري المباشر بوساطة الأوربيين من مختلف دولهم , ولذلك اكتسبت حركات المقاومة صدقيتها وامتدادها الأفقي , مع تأييد واسع وحماس منقطع النظير لأطروحات حركات المقاومة التي كانت تشكّل بؤر الأمل في الانعتاق والحرية والشعور بالكرامة والعزّة الانسانية , وشكّل قادتها الصورة الذهنية للبطل والبطولة , وحفروا عميقا في وجدان تلك الشعوب معاني الفداء والتضحية من أجل الوطن الحر والشعب السعيد, كما كانوا مصادر إلهام للشعراء والكتّاب والأدباء والمغنيين . لقد كانت صور الحياة في الوطن تمتلئ بالاحلام والوعود النبيلة , لهذا لم يكن أحد يلتفت للأخطاء الفادحة في مسيرة ذلك العمل الثوري , إذ كانت تكفي الشعارات وحدها لحشد التأييد دون غوص وتمحيص فيما يقدّم من أطروحات , كما كانت الشعارات على درجة عالية من الوضوح والمباشرة بحيث لم تكلّف كثيرا في تبنيها , خاصة وكاريزما القادة ترفعهم في نظر الجماهير الى مصاف القديسين , لقد كانت أسماء نايريري , وسيكيتوري, وجومو كينياتا, ونكروما, وعبدالناصر, وبن بللا ,وسنغور, ولوممبا , مثلا ؛ كفيلة وحدها باستقطاب حماس الجماهير وتدافعهم للالتحاق بركب حركات التحرر, وتأييد حكوماتها التي تشكلت من رحم النضال والمد الثوري الجارف , ولمّا نالت معظم تلك البلدان استقلالها سلما أو حربا , كانت فجيعة الشعوب في الاستقلال عظيمة لدرجة أنّ كاتبا افريقيا مرموقا ؛ هو أرماه أرماه, كتب رواية ناقدة عنونها ب (الجميلون لم يولدوا بعد ) وفي العنوان ملخص لخيبة الأمل الكبيرة التي ظلّت هي السمة المميزة لأجيال البلدان المُستقلّة (بكسر القاف), حتى نشأت أجيال كافرة بالوطن نفسه , فاختارت اللجوء والهجرة واعادة التوطين في ذات البلدان التي استعمرتهم لعقود من السنوات , بحثا عن سبل الحياة الكريمة , بل بحثا عن النجاة بالروح التي صار ازهاقها أيسر مما كان على عصر الاستعمار , على الأقل كان المستعمر يلاحق بالقتل والاعتقال النشطاء السياسيين والثوار الذين يشكلون تهديدا لسلطاته وسطوته , أمّا وقد نالت البلدان استقلالها , وأسلمها الثوار الى الاستبداد , حتى ضجّ أمل دنقل بقوله الشهير , مبديا اليأس في التغيير , لا تحلموا بعالم سعيد , فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد , فقد تفنن الوطنيون في صنوف الإذلال لشعوبهم , كأنّما بينهم وبين شعوبهم ثارات وإحن , وكأنّما تلك الثورات والمقاومة كانت من أجل المجد الشخصي للثوار وحصد المكاسب فوق رقاب الشعوب , لم يعد القتل للموقف السياسي فحسب , بل صارت الحياة كلها سكة خطر , الأدباء والشعراء والصحفيون باتوا على لوائح المطلوبين لمشانق الحكام الوطنيين والمعتقلات صارت نزلا للمبدعين , بل صارت الاثنيات تتقاتل والقبائل تتصارع , وشب وقود الأديان سريع الاشتعال , فارتفعت رايات الجهاد الاسلامي , ومورست عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي بين القوميات والاثنيات الافريقية , وتوزعت الطوائف أركان المجتمعات الشرقية , لقد ظللت حياة الشعوب ما بعد الاستعمار كل مخازي وبطش الانسان وقسوته عندما ينفلت من لجام القانون , ويفلت من رقابة المجتمع, فلا يعصمه وازع أخلاقي أو تغشاه مسحة روحية من أي معتقد كان , إنّها صور أباطرة تداولوا الاستبداد والقمع والقهر ضد شعوبهم , فحولوها الى شعوب منكسرة الخاطر , ضنينة العطاء بائسة وفقيرة ؛ ليس ماديا فحسب بل الأنكى والأفدح (معنويا) , لقد تباعدت أو تلاشت في الواقع صور التضامن الشعبي الحر والطليق على وقع الشعارات العظيمة بحثا عن الكرامة والحرية والسلم والعدالة الاجتماعية , وصار كل شعب من شعوب افريقيا والعالم العربي ينؤ بثقل همّه اليومي , وتدنت المطامح الى حدود العشيرة والقبيلة والطائفة والعرق وعندما تتسع رويدا تستوعبها جماعات الجهاد ,واساطير جوزيف كوني عن جيش الرب . كل هذا حدث وما يزال يحدث في بلداننا هذه , لقد أعجزت الحالة (الطب والطبيب ) كما في قول سوداني شعبي في مثل مواقف الحيرة هذي , لقد شيّعت النخب الوطنية باللعنات , وسكبت أطنان من المداد في ذمّها والقدح في كل مشروعاتها للحكم , ولحقت اللعنات المؤسسات العسكرية والأمنية حتى لم يبق في جسد الدولة الوطنية مليمترا واحدا لا يستحق اللعنة والتقريع , ولكن ما بال الحال تبلغ حالة (آل بوربون ) الذين لا يتعلمون ولا ينسون ؟ صارت أدبيات المساومة هي العملة الرائجة , كأنّما هناك استسلام جماعي وتسليم بحق الطغاة ليفعلوا ما يشاؤون , وصارت التقية هي حيلة هذا العصر , ما بال الشعوب هكذا , والنخب !!!



#خالد_فضل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاتل مجهول في شوارع الخرطوم !!
- تأملات في غوغائية المتأسلمين وعبثية (الاّ اسلامنا ده)
- الديكتاتورية تضييق الأرض وتعتيم الفضاء
- السودانيون وذاكرة سبتمبر المشؤومة
- الدولة الاسلامية في السودان والسياسة ذات الوجهين
- قضايا السودان بين جذب العرب وشدّ الأفارقة
- الشيوعي السوداني حزب عصي التجاوز
- السودانيون :وعثاء هوية العرق والدين
- من أجل مستقبل قمين بشعب كريم : لابد من اصلاح تربوي شامل في ا ...
- المجتمع الدولي والتعامل الحذر مع الحكومة السودانية
- نحتفي بالمحبة ويحتفون بالذبح
- الميدان استعادة أحد منابر الوعي


المزيد.....




- بيض كرتوني وأسماك مخبأة.. حيوانات ويبسنيد بالمملكة المتحدة ت ...
- الصين وماليزيا تعارضان التهجير القسري لسكان غزة
- إعلان موعد افتتاح أول مدينة للنبيذ في روسيا والعالم
- خبير بريطاني: زيلينسكي يتحمل مسؤولية تعثر اتفاق وقف إطلاق ال ...
- خلاف بين 3 دول عربية يعرقل التوصل إلى بيان بشأن السودان في م ...
- مقتل 22 فلسطينيا بغارات إسرائيلية على قطاع غزة
- أطعمة تعزز -جزيء الجمال- في الجسم للحصول على شباب دائم
- أمير قطر يصل إلى موسكو اليوم
- بكين: رسوم واشنطن الجمركية على الصين تتحول إلى لعبة أرقام
- الشرطة الألمانية تقتل رجلا هاجم سيارة بفأس


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد فضل - كفاح الشعوب بين عصر المقاومة وفقه المساومة