محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 11:27
المحور:
الادب والفن
نزلت سوزان إلى الوادي الذي تكثر فيه الأشجار. نظرت حولها، وكنيسة الجثمانية تقبع في الجوار. عادت بذهنها إلى الماضي السحيق، رأته وهو يعدّ من جذوع الأشجار صليبه. ينحني خائفاً لأوّل مرّة من الموت، ويتمنّى أن تعبر عنه هذه الكأس. ارتعد بدنها وندمت لأنها لم تصطحب صديقها معها، لعلّه يخفّف من وطأة انفعالها ولو قليلاً.
لبثت بعض الوقت بين الأشجار، وهي تتجاهل ضجيج السيارات في الشارع القريب وبعض همهمات أخرى غامضة. رأته يمشي بتثاقل ومشت معه، وهي تسمع أنّات بشرية وآهات. صعدت درب الآلام من أوّله، ومشت فيه حتى آخره. وصلت كنيسة القيامة. جلست على الدرجات المواجهة لمدخل الكنيسة (ليتها اصطحبته معها). رأت المشهد القديم كلّه، رأت الجموع المحتشدة حوله وبكت. رأت المشهد الجديد الذي يعيشه الفلسطينيون وبكت. ظلّت مشتّتة الذهن بين المشهدين.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟