الانقلاب الابيض

طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اِنقلاب : مصدر إِنقَلَبَ، وهو فعل لازم او متعد إلى مفعوله بحرف جر ليكتمل معناه : انقلبَ / انقلبَ إلى / انقلبَ على / ينقلب ، انقلابًا ، فهو مُنْقَلِب ، والمفعول به مُنْقَلَب إليه!
اِنْقَلَبَتِ السَّيَّارَةُ : تَدَحْرَجَتْ ، صارَ ظَهْرُها إلى أَسْفَلَ أَوْ على الجانِبِ وَعَجَلاتُها إلى الأَعْلى.
اِنْقَلَبَ على زَميلِهِ : وَقَفَ مِنْهُ مَوْقِفاً مُضادّاً ، تَغَيَّرَ رَأْيُهُ فِيهِ . المصدر انقلاب وجمعه انقلابات .
الانْقِلابُ : تحوُّلُ الشيءِ عن وجهته .
الانْقِلابُ تغييرٌ مفاجىءٌّ في نظام الحكم يقوم به في العادة بعضُ رجال الجيش!
هكذا ورد معنى «انقلاب» في القواميس العربية التي لم تتحدث عن لونه!
وعود على بدء فإن وصفنا للانقلاب بالابيض يعني أن هناك انقلابا أسود . ويعرف القاصي والداني أن كل الانقلابات التي وقعت في العراق ابتداء من عام 1963 هي سوداء والانقلاب الأشد قتامة هو ذلك الانقلاب الذي فتح صفحة القتل والغدر وتحويل الوطن إلى سجن كبير وساحة حروب وهو انقلاب 8 شباط ( 14 رمضان ) 1963، الذي قاده حزب البعث والذي ما زال يفرخ قتلة جددا يقودون تشكيلات داعش ويشكلون حاضنة أساسية لاخطر فصيل تكفيري متطرف.
في المقابل تشكل الخطوات الجريئة التي أقدم عليها رئيس الوزراء هذه الأيام انقلابا ابيض يستجيب لطموحات الجماهير المتظاهرة التي ستخرج غدا بقوة أكبر وبصوت موحد من أجل كنس كل الفاسدين!
واذا كانت النتيجة الحتمية لأي انقلاب،مهما كان لونه، أما النجاح أو الفشل، فإن انقلاب رئيس الوزراء سيكتب له النجاح حتما اذا ما استمر مستنداً على جدار الشعب الموحد الصلد وعلى القوى الحيّة التي أثبت التاريخ نزاهتها وتضحيتها المتواصلة من أجل الشعب.
لقد انقلبت سيارة المرحلة على قفاها، ولن تقف على عجلاتها حتى يتم تنفيذ كل القرارات الجريئة، ومنها وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب بعيدا عن المحاصصة الطائفية التي قتلتنا!
ساحة التحرير قالت كلمتها: الحرب على الفساد والمفسدين ولن تنطلي مستقبلا ألاعيب الفاسدين على الشعب، لأن ساحة التحرير ستبقى فاتحة ذراعيها للمدافعين عن حقوقهم حتى يتحول الانقلاب إلى ثورة شاملة، عُدتها وسلاحها الناس التي اكتووا بنار الفساد والطائفية!

#طه_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات