أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب وليد - بلد في نشرة أخبار!














المزيد.....


بلد في نشرة أخبار!


مصعب وليد

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 02:13
المحور: الادب والفن
    


"بعد أن سمروني و ألقيت عيني نحو المدينه
كدت لا أعرف السهل و السور و المقبره
كان شئ، مدى ما ترى العين
كالغابة المزهره
كان، في كل مرمى، صليب و أم حزينه
قدس الرب
هذا مخاض المدينه"
- بدر شاكر السياب

مُنْذُ أن أصبحت مواطناً سليم الفكر، وتعرضت الى تجاربٍ شديدة التعقيد، إعتقدت بأنني قادرٌ على سرد الأحداث دونما التطرق الى التفاصيل الصغيرة، فأجبرت نفسي على قول الأمور مقطعةً دونما الإدلاء بها دفعةً واحدة، كما الأفلام دونما تحويلها الى مسلسلات مملة؛ هذا ما سوف أسرده عليكم:

أؤمن بأن هنالك بلد، وإيماني لا يكفيني سعر فنجان قهوة في هذا البلد، ولا يقيني الحر إن تهت في أزقة المدينة... هنالك بلد، هذا الأمر المنطقي الوحيد في مُخيلتي، لا ريب في ذلك ولا دليل واضح على ذلك، لكن "يخلف عليه"؛

هنا بلد، وزجاجة مكسورة تدّعي أنها مرآة للبلد، وبلد فوضوية في صورة غامضة، مغبشة بالأحرى، تدّعي إنعكاسها في تلك الزجاجة المكسورة؛ شاعرٌ إدّعى معرفته بالحقيقة ووثقها بمقولةٍ مسروقة بأن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، ونُشرت غالباً بالإشارة الى مسقط رأسه "فلسطين"، وحين التدقيق والتمحيص؛ تراها خُصّت "باريس" بذلك.

هنالك بلد؛ يعتقد موظفٌ حكومي، لا يتجاوز راتبه خمسة عشر ورقة من فئة المئة، بأنه بلد تحول من وطنٍ يسكنه الأحرار الى بلد للأجار؛ ويعتقد طالبٌ، أنهى السنة الثالثة من دراسته الأكاديمية وإعتقد بأنه أتمّ الثقافة دفعةً واحدة، بأن البلد تحول، بصورة لن يدركها العقل، من ملجأ للحضارة والثقافة الى بلدٍ ملئه الخراب؛ صديقٌ ثوريٌ لي لعن البلد، عندما أصبح قادتها رموزاً يُغنى لهم في ذكرى الإستشهاد، أو الوفاة، حسبما ذُكر على لسانه!

أؤمن بأن هنالك بلد، هذا أمرٌ أكيد؛ فالأرصفة التي أمرُ بها ليلاً دليلٌ على ذلك، وصوت مُحركات السيارات الحديثة كذلك دليلٌ واضح، صوتُ "أم كلثوم" من مطعم شعبي يوشك على إغلاق أبوابه لتأخر الوقت برهانٌ آخر... كلابٌ ساهرة في ظلام الليل الداكن موقنةٌ بذلك، لكنها حائرةٌ من أمر تأخري في عملٍ ليس لي، حسبما تُشير شهادتي الجامعية بأنني "مُترجم"؛ شرطي المرور مؤمنٌ بأن هنالك بلد، لكنه متردد من أمر مركبة حديثة النوع يملكها شابٌ إبن رجل "واصل" في الحكومة، تجاوز إشارة المرور عند إنتقالها التدريجي من الأخضر فالبرتقالي فالأحمر، زائر إعتيادي للمقهى الذي أعمل فيه، واثقٌ بان هنالك بلد، لكنه متردد من أمر طلبه الذي أحضره له يومياً دونما سؤال مني.

هنالك بلد، الأمر أصبح إعتيادياً، تبعاً لتسارع إيقاع الأحداث اليومية، ونوبات الحنين التي تأتي دفعةً واحدة لقلوب الجماهير الغفيرة المعتقدة بأن البلد مُجرد إعترافٍ في الأمم المتحدة؛ أؤمن بكل ما سبق، والأهم أن هنالك بندقية سقطت في البلد... هذا ما أصرت عليه نشرات الأخبار، وما غناه "زقطان"؛ ما أصرّ عليه جدي "المختار" الذي لم أحظى بفرصة للقاءه على باب الدار، ما تحدثت عنه جدتي قبل أيام، ووثقته شوارع رام الله التي كانت ممتلئة بآثار الحجارة قبل سنين قمرية، ما أشار إليه طالب علوم سياسية في السنة الرابعة في محاضرة تختص بالقضية حينما وُجه إليه سؤالٌ حول تاريخ "الإنتفاضة الأولى" أو كما ينطقها الفلسطينيون وفقاً لمعجمهم الخاص "إنتفاضة الحجارة"، وأجاب ببلادة: "وكيف لي أن أعلم؟!" رغم توثيق المؤرخ الفلسطيني، الذي لم يُكافئ بمعرفة واسعة على نطاق الشارع الفلسطيني، بذلك!



#مصعب_وليد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُجتمعٌ ضيق في مكانٍ عام!
- شواغر ولا وظائف!
- الرجل الفقير الى الحكومة!
- نبض الضفة... يهدأ أو يعلنها ثورة!
- -الأسد أو لا أحد!-
- الليبرالية والعنف المُمَأسس في مسلسل (إختلال ضال - Breaking ...
- الرفيق المؤمن الكادح
- فوضى
- مَكْنونات مُمِلة!
- القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز
- غداً يومٌ ..قد يكونُ أفضل!
- فيروز مادة إجبارية!
- -ليش مكشِّر؟!-
- حالي بعد سؤالها!
- قُبيل السفر؛ إشْتَهَيْتُكِ أكثر!
- لَوْ
- إنتفاضة على الأطلال!
- هل فَقَدَ الفلسطينيون الأمل؟!


المزيد.....




- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...
- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...
- اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب وليد - بلد في نشرة أخبار!