|
الشيخ الباقورى: شخصية من مصر
محفوظ أبو كيلة
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 16:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشيخ أحمد حسن الباقوري (26 مايو 1907 - 27 أغسطس 1985) من مواليد قرية باقورالتابعة لمركزأبوتيج بمحافظةأسيوط. حفظ القرآن فى كتاب القرية والتحق بمعهد أسيوط الدينى سنة ١-;-٩-;-٢-;-٢-;-، . وحصل على الثانوية فى ١-;-٩-;-٢-;-٨-;-، والعالمية فى ١-;-٩-;-٣-;-٢-;-، ثم شهادة التخصص فى البلاغة والأدب عام ١-;-٩-;-٣-;-٦-;-، وبعد تخرجه عمل مدرساً للغةالعربية وعلوم البلاغة فى معهدالقاهرةالأزهرى،وتدرج فى الوظائف حتى صار شيخاً للمعهدالدينى بالمنيا عام 1950، .. تزوج الشيخ الباقوري من ابنة الشيخ محمدعبداللطيف دراز"الذي كان وكيلاللأزهرالشريف، وقاد الأزهرفي ثورة 1919 وخطب على منبري الأزهر والكنيسةالقبطية". ورزق منها بثلاث بنات، هن : ليلى وعزة ويمنى. كان من علماء الأزهر المجددين، تربى فى أحضان مدرسة مصرية فى الفقه وعلم الحديث، وانفتحت على جميع المذاهب الإسلامية فأخذت منها مااستقام من أحكام، غيرمجافية لتعاليم الدين ولامعاديه لتطورات العصرومنجزاته، ولعل أكثر ما ميز الإمام الباقورى هو حبه ودراسته للأدب والشعرالذى هذب من روحه، ومتعه بحسن البيان، وفقهه فى اللغة العربية، ويعرف عن الشيخ أنه كان خطيبا مفوها، وشاعرا مجدا، يتتبع الألفاظ ومعانيها ويتأملها، ويرصد تطورها، والظرف الزمنى الذى نشأت فيه هذه الألفاظ واستخداماتها. للباقوري تاريخ حافل في العمل السياسى؛ فقد انضم إلى حركة الإخوان المسلمين سنة 1933، وهوطالب في الأزهر، وفي 8 نوفمبر 1934 قاد مع فريق من طلبة الأزهر اضرابا مطالبين بعودة الشيخ المراغى شيخا للأزهر بعد أن أبعده الملك فؤاد عن المشيخة، تبعهم بعد أيام جميع طلاب الأزهر وكل القوى الشعبية والحزبية مما اضطرالملك إلى إعادة المراغي لمشيخًة الأزهرمرة ثانية، فأعاد المراغى على الفورالطلاب المفصولين ومنهم الباقورى، وانتصرت ثورة الأزهر التي لمع اسم الباقوري كزعيما لها، وقدم له الشيخ المراغى هدية عبارة عن"مصحفًا ومسدسًا" تكريما له، وأحتل وهو طالب مكانة رفيعة وسط الأزهريين. صارأحد قيادات الإخوان ووضع نشيدهم الذى يبدا ب"يارسول الله هل يرضيك أن..." بتكليف من الإمام البنا، واختيرعضوا بمكتب الإرشاد وكان أحدالمرشحين بقوة لخلافة الإمام حسن البنا، وأصبح مرشد للإخوان بالإنابة بعد مقتل حسن البنا، كما رشحته الإخوان في الانتحابات في دائرة القلعة قبل الثورة ضمن قائمة من مرشحي الإخوانا التى لم ينجح منها أحد أمام مرشحى حزب الوفد. وعندما حُلَّتْ جماعة الإخوان المسلمين في ديسمبر سنة 1948 واعْتُقِل َكُلُ ّكبارِأعضائها، فيم عدا ْالشيخ الباقوري لصله مصاهرته للشيخ دراز، كلفه الإمام بالإنابة عنه حينذاك. وبعد اغتيال حسن البنا ورُفِعَ الأحكام العرفية سنة 1951 وعودة الإخوان إلى الوجود الشرعي، قدَّمَ الشيخ الباقوري تقريرًا بماقام به وسلَّمَ الأمر إلى مكتب الإرشاد ليختارمرشدا، وكان الباقوري أحد الأربعة الذين رُشِّحُوا لمنصب المرشد العام، إلا انه تم الاتفاق على اختيارالأستاذ حسن الهضيبي القاضي السابق في محكمة الاستئناف والذي كان على صلة وثيقة غيرمُعلنة بالإمام البنا. ويرى عددمن من المفكرين الإسلاميين إنه لوْكان قد قُدِّرللشيخ الباقوري أن يكون مُرشِداً لجماعة الإخوان المسلمين لَمَاوصلت ْإلي هذا الانغلاق الفكري الذي ران علي قياداتها، وماصارتوجهها سياسيا أكثرمنه دعويا!، وماعاشت في الظلام الدامس! متلقية لضربات البوليس، وطعنات الأمن! ،ولما هجرها االعلماء والمفكرين، والدعاة المبدعين المجددين! ، لقد فصلت الجماعة، الباقوري لأنه كان ذى عقلية مستقلة مجددة لم تكن تسمع لتطيع، فعندما أصر رجال ثورة 23 يوليو 1952على اختيارالشيخ الباقوري لوزارة الأوقاف، رافضين ترشيح مكتب الإرشاد لثلاثة آخرين من أعضاء الجماعة، أشترط الأخوان على الباقورى أن يستقيل من الجماعة فى حال تولى وزارة الأوقاف. وقد شغل المنصب حتى عام 1959 فاز خلالها بعضوية مجلس الأُمة، وحصل على ثقة الحكومة،. وكان أول وزير مصرى يزور الصين، وقد أمضى فيها ثلاثة أشهر إلتقى خلالها بزعيمى الصين شو إن لاى وماوتسى تونج. وأعاد تنظيم الأزهر، وأدخل به كليات العلوم المدنية الحديثة، فضلاعن كليات للبنات بها كافة التخصصات، مؤملا أن تدخل هذه التجديدات الأزهر إلى العصر الحديث. كما كان للباقورى تاريخ حافل فى تحديث وتجديد الفكر الدينى وقد طرح أفكاره بوسائل شتى، ومن أهم مؤلفاته، سيكولوجية التصوف،عام 1950 – دراسات في الفلسفةالإسلامية، عام 1958- مدخل إلى التصوف الإسلامى،عام 1974 – الإسلام والفكرالوجودى المعاصر،عام 1978- وسائل الشيعة ومستدركاتها - وجوب استقلالية الثقافةالمصرية بين التيارات الفكرية المعاصرة،عام 1984. وفى حوار أوردت نصه الكاتبة الصحفية نعم الباز فى كتاب عنه بعنوان "ثائرتحت العمامة"، دعا فيه إلى العمل على أحتواء رجل العلم المسلم لكل قضايا المجتمع، وقدرته على احتواءجميع فئاته وتوجيههم نحو مايخدم الدين والعلم والفن والثقافة على حد سواء، قائلا: "يجب أن تترك الفرصة للاجتهادات لكى تأخذ دورها فى اشتعال جذوة الدعوة فى كل مكان، ويجب أن تكثر الدول الإسلامية فى إرسال البعثات إلى الدول المتقدمة"، كما قال فى نفس الحوار إنه يتبنى قولا للعالم السورى معروف الدواليبى ينص على: " وجوب تغييرالأحكام بتغيرالزمان وليس تغييرالزمان دون تغييرالنصوص أوتعطيلها"، وفى ذات اللقاء صرح الشيخ برأيه فى ضرورة تقييد تعدد الزوجات، كما صرح بالأخذ بالعلم فى تحديد رؤية هلال الأشهرالهجرية، كماقال إنه من الواجب على البلاد الإسلامية أن تستخدم فن التمثيل فى خدمة الدين، ولايمانع من تمثيل حياة الصحابة والخلفاء الراشدين، قائلا"التمثيل صورة من صورالبيان،ويعين على شرح الأشياء والأمورالتى قد تخفى على الكثيرين"، كماقال فى إحدى خطبه لم يكن دين الله لينفصل عن الحياة ويعاديها، بل إن رسالته الأساسية هى أن يتفاعل مع العصورالمختلفة مدعما للتطور، ونابذا للتدهور، يحافظ على الأخلاق العامة، ويدعم قيم العمل والعدل والرحمة والرقى والتسامى والتقدم، ميسراعلى الناس غيرمعسر. ولم يكن يخيربين أمرين إلا واختارأيسرهما مالم يكن إثما.
#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على باشا مبارك: شخصبة من مصر
-
العارف بالله، السيد ابراهيم الدسوقى
-
سلامة موسى: شخصية من مصر
-
الأب أثناسيوس: شخصية من مصر
-
بديع خير: شخصية من مصر
-
دكتور ثروت عكاشة: شخصية من مصر
-
مينا دانيال: شخصية من مصر
-
محمود باشا الفلكى: شخصية من مصر
-
شهدى عطية الشافعى: شخصية من مصر
-
السيد درويش: شخصية من مصر
-
القديسة فيرينا
-
درية عونى: شخصية من مصر
-
تقى الدين المقريزى: شخصية من مصر
-
مجدى عبد الملاك: شخصية من مصر
-
شخصية منمصر: دكتور فرج فودة
-
دكتور فرج فودة: شخصية من مصر
-
هيباتيا: شخصية من مصر
-
-;-كيف تشكلت دولة الجزائر
-
كيف تشكلت دولة تونس
-
كيف تشكلت دولة ليبيا
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|