أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى














المزيد.....

جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كعادتها في مواجهة انتهاكات جنودها زعمت الولايات المتحدة انها فتحت تحقيقا في ادعاءات بقيام جنودها في أفغانستان بانتهاكات ضد أعضاء في حركة طالبان، بما في ذلك حرق جثث بعض المقاتلين. وجاء هذا الاعلان بعد أن عرضت احدى محطات التلفزيون الاسترالي شريطا مصورا يظهر جنودا أمريكيين يحرقون جثث قتلى من طالبان. ويظهر الشريط أيضا جنودا آخرين وهم يهينون مواطنين أفغان باحدى القرى المجاورة اعتُقد أنهم كانوا يدعمون أعضاء طالبان. وقبل أن تبث الشريط، حذرت المحطة التلفزيونية المشاهدين - خاصة المسلمين منهم - بأنهم قد يجدوا تلك المناظر مريعة.
وقالت المحطة ان الشريط جرى تصويره بواسطة المذيع ستيفن دي بونت في قرية غوبينز القريبة من مدينة قندهار بينما كان المذيع يرافق القوات الأمريكية. ويظهر الشريط خمسة جنود أمريكيين يقفون على حافة مكان صخري، يرقبون جثتين تحترقان وقد بدت الأيدي والسيقان متدلية خارج النيران. كما يحتوي الشريط على مناظر أخرى مختلفة لجنود أمريكيين وهم يعزفون موسيقى صاخبة بدرجة عالية نكاية في نظام طالبان الذي كان يحظر الموسيقى. غير أن أكثر المناظر بشاعة تُظهر جثتين لشخصين يفترض أنهما أعضاء في حركة طالبان وقد سجيتا في اتجاه الكعبة بمكة قبل اشعال النيران فيهما. وأكد مراسل تلفزيون اس بي اس في تعليقه ان هذه العملية كانت ترمي الى تدنيس المعتقدات الاسلامية عن قصد. المذيع الاسترالي علق من جانبه على عملية الحرق بأنها ربما تمثل خرقا لاتفاقية جنيف حول معاملة العدو حيث تنص الاتفاقية على ضمان الاحترام الكامل للجثث.
وفي لقطات أخرى يظهر جنود أمريكيون وهم يقرأون رسالة قالوا انهم أذاعوها على سكان القرية من قبل. وتقول الرسالة: " انتبهوا يا أعضاء طالبان. انكم كلاب جبانة، فقد تركتم جثث مقاتليكم منكفئة على وجوهها تجاه الغرب لتُحرق وفررتم". وتضيف الرسالة المذاعة القول: " لقد جبنتم يا أعضاء طالبان عن استعادة جثث مقاتليكم، وهذا يثبت ما كنا نعتقده من قبل فيكم، وهو أنكم جبناء ككلاب الهوانم".
بين حين وأخر تظهر على السطح تجاوزات وجرائم أخلاقية يرتكبها المحررون ومبعوثو الديمقراطية من الجنود الامريكيين بحق السجناء او الخصوم او الابرياء, من ابوغريب الى جوانتناوموا الى استبدال صور القتلى العراقيين بصور خليعة على موقع إباحي على الانترنت وغيرهم من الامثلة المتعددة واخيرا ما عرضه التلفزيون الاسترالي من تصرفات حيوانية مفعمة بالسادية والتوحش في التعامل مع جثث القتلى والتمثيل بها والسخرية من المعتقدات الاسلامية. تكرار تلك الاحداث والتي تأتي عبر تسرب أشرطة او صور توحي بأن تلك التصرفات ليست استثناء او شذوذا بل هي على الاغلب السلوك العام والتصرفات الغالبة على أخلاقيات الجنود الامريكيين. فالكاميرات واجهزة الرصد ليست موجودة وبشكل دائم وحتى إن وجدت فإن إحتمالية تسربها ليست كبيرة, فمقاربة إحصائية لتلك الاحداث تشير على أنها سلوك عام وداء متفشي داخل صفوف العسكرية الامريكية. ومما يِؤكد هذا الاستنتاج هو سعي الادارة الامريكية الحثيث والحاسم لإعطاء الجنود الامريكيين الحصانة القضائية إن كان عبر الامم المتحدة او من خلال قوانين تسنّها قوات الاحتلال والحكومات المرتبطه بها كما حصل في العراق او إفغانستان. فلماذا الحرص الكبير على الحصانة القضائية للجنود إن لم تكن الجرائم الاخلاقية وسيلة من وسائل العسكرية الامريكية في السيطرة والهيمنة على الدول الواقعة تحت الاحتلال الامريكي؟
والادهى من ذلك في طريقة التعامل الامريكي الرسمي مع المعترفين والمُقرين من جنودها بإقترافهم لجرائم التعذيب والقتل والتنكيل وذلك بالحكم عليهم بأحكام مخففة تماما, ولعلها بذلك ترسل الاشارات التشجيعية للجنود الاخرين بالاستمرار والامعان في تلك التصرفات مع أخذ الحيطة والحذر من تسربها لوسائل الاعلام الا إذا إقتضت المصلحة الامريكية خلاف ذلك. وإذا ما حيدّنا التأثير الاعلامي في ما يثار حولنا من القضايا فإننا لا نجد بالتصرفات الامريكية في قتل المدنيين إن كان في العراق او في أفغانستان بالصواريخ والقاذفات ومزج أشلاء الاطفال والنساء والشيوخ بالركام والحطام والاستهتار بذلك الا انتهاك للحقوق والقيم والاخلاق يعادل إن لم يفوق ما نشره التلفزيون الاسترالي وأدى الى غضب إعلامي مزعوم من البنتاغون. ثم ماذا نسمي اتهامات صريحة صدرت مؤخراً من مسؤول دولي ضد القوات الامريكية بتجويع وقطع الماء عن المدن العراقية الرافضة للاحتلال ومخططاته.
لقد نشرت قوات جورج بوش ثقافة القتل والكراهية والعنف في العالم الاسلامي, ومما يزيد من بؤس تلك الرسائل الدموية واللانسانية والتي تقوم القوات الامريكية بعولمتها هو في الادعاءات البائسة والكاذبة للادارة الامريكية حول نشر الديمقراطية وإحترام حقوق الانسان وتقديس الحريات.



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية
- العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة
- قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004
- المأساة الآسيوية..والدور العربي
- الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟
- الاحتلال الامريكي...هل دخل مرحلة التداعي؟ !
- قطر: حين يكافئ الارهاب
- !!المغرب: ما أرخص أعراض الأطفال
- قادة الغرب وموسم الحج الى ليبيا
- زوجة القس وفاء... واحتلال العراق


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى