أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - مابين القران الاصلي و المزيف














المزيد.....


مابين القران الاصلي و المزيف


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 14:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اعلنت السعودية ان شاحنة محملة بسبعين الف نسخة مخالفة من القران قد دخلت المملكة لتوزيعها على الحجاج، و كيفما كان و مهما كان الغرض من ذلك هذا ليس بموضوعنا لان المال و الاعمال والتجارة اصبحت فوق كل الاعتبارات و الربح و الخسارة تجاوزت كل المقدسات، و هناك من يعتقد بان الدين قد برز اساسا على قاعدة الربح و الخسارة من بداية انبثاقه على الرغم من فيه من الفكر و الفلسفة و الايديولوجيا التي تبرر ما يامر به . و هذه ليست اول مرة ان تنسخ القران بما اقحمت فيه من الايات و الكلمات المخالفة حسب البعض و انها الحقيقية غير مخالفة وفق امجموعة او مذهب او فرع اخر من المسلمين . و منها قد انسحبت من المدارس بعدما اكتشف امرها و ما فيها و لكن لم تنقطع النسخ المزيفة او ما تسمى المخالفة للتعاليم و المضمون الذي يؤمن به طرف ومخالف لراي اطراف اخرى تعتقد العكس او تجد نسخة ناقصة و اخرى كاملة المحتوى التي جاءت منذ عهد الخليفة عثمان، و طبعت منها و هي قليلة كانت ام كثيرة .
المعلوم ان القران قد طبع في الهند و باكستان و لبنان و مصر و السودان قبل ان يُطبع في السعودية اصلا و قبل ان يُطبع بهذا العدد المبالغ به في السنوات الاخيرة لاسباب عديدة و منها للتغطية على ما طبع و بمحتويات مزيفة في السنوات الماضية كما تدي السلطات السعودية الدينية و السياسية . ان كان القران قد جمع في عهد الخليفة عثمان و اضيف اليه الكثير بعد مئات السنين، و قد حصلت تغييرات بعد طبعها من ترك و نسيان و استغفال، هذا ان لم يكن مقصودا و انما نتاج النسيان و الخطا الذي يصيب الانسان السوي، و ليس هناك من كائن لا يخطا، و اليوم نرى النسخ بالملايين و فيها ما فيها من المخالفات و الاخطاء و التغييرات، عدا ما عليه من الاراء في مضمون العديد من اياته و هل انها منسوخة ام لا، وفق المذاهب و الفروع التي لا تؤمن ببعضها وعلى العكس من الاخرين الذين يعتبرون ما موجود في القران جاء من اساسه منذ عهد رسول الاسلام محمد و هو لوح محفوظ و كماجمع في عهد الخليفة عثمان، بينما يؤمن الاخرون بان هناك ما اضيف الي محتواه لتسيير امور و ادعاءات نابعة من توجهاتهم و عقائدهم، و كما تواردت الى عصرنا اراء بان النقل و النسخ و الطبع قد احدث فيه من التغييرات التي لم تكن موجودة اصلا في القران الاصلي و ليس كل قران اصيل و قد ادخل كما للكتب القيمة الاخرى و حتى في الشؤون الاخرى امور اخرى دخيلة ليس لها صلة بالاصلي، و منها الملايين التي تدوالتها الناس في عهودهم المختلفة، اي حصلت في كينونة هذه النسخ المتتالية الطبع و محتواها و تفصيلاتها التغييرات متتالية، الى ان وصل الى اليوم الذي نجد التزييف بمئات الالاف من نسخه و يوزع و يُقرا دون ان يعلم احد بما الكثيرة المختلفة فيها، من حيث الايات التي تعتبر من قبل البعض مستنسخة ومن قبل الاخرين اصيلة و هي التي عليها النقاشات و الخلافات و الاختلاف في الراي .
هذا الامر يدل على ان التغيير قد اصاب حتى فحوى و محتوى و تركيبة اقدس الكتب و فما بالك بالتفسيرات و الشروحات التي وضعها المهتمون والعلماء وفق عقلياتهم و ارائهم وتوجهاتهم و ما يؤمنون به منذ الخلافة و من ثم المذاهب و العارفون و الملمون بالدين الاسلامي، وهذا ينطبق ايضا على ما قبله من الدين المسيحي و بافرعه و كتبه المتعددة و قبله ايضا الدين اليهودي بمصحفه المختلفة المحتويات ايضا .
من هنا يجب ان نقول بان الخلافات و حتى التحديات و النقاشات الحادة و التلاسنات و الاحتكاكات و الحروب التي حدثت لاسباب بسيطة جدا حول حرف او كلمة او جملة في الكتب المقدسة ليست الا لاسباب واهية و من خلق الفوضى التي كانت تهيمن على عقول و الادعاءات و المعتنقات التي سار عليه الاولون و التقفها الاخرون و كانه من عمل خير السلف . اليس هذا ما يدل ان الزمن يؤثر على كل شيء حتى على اقدس الاشياء و منها الكتب التي لا تقبل التغيير و قد حدثت فيها التغييرات، و ان دلت على شيء فانما تدل على انها من فعل العامل المؤثر الهام الذي لا يمكن تجنبه وهو الزمن يؤثر و يؤدي الى حصول التغيير في كل شيء بمروره و حتى التغيير من معنى و مدلول مفهوم و مضمون التغيير ذاته . اي نحن الانسان نسير على الارض وفق مسيرة حياتية متغيرة تفرض نفسها ان رضينا ام رفضنا، و هذا ما يفرض نفسه بنسب مختلفة لمواضيع ومفاهيم مختلفة، و لكن لا يمكن ابعاد اي شيء يمكن ان يُدعى غير قابل للتغيير من التغيير، و عليه يجب ان يتقبل الجميع التغيير وفق ما يتطلبه العصر و ما تفرضه متطلبات الحياة المختلفة من عهد لاخر مهما طال او قُصر او من زمن لاخر، نتيجة ما يستجد و يؤثر على الجميع و على كل شيء جمادا كان ام انسانا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان الجنوبية اكثر بؤسا من الاجزاء الاخرى !
- وشى بي في ايام الدكتاتور و ينتقدني اليوم على انتقادي لحزبه ا ...
- هل من الممكن ان تنهار التظاهرات في العراق ؟
- لماذا فتحت تركيا ابوابها امام نزوح النازحين مرة اخرى ؟
- هل تعيد روسيا التوازن الى المنطقة ؟
- هل تدعم السلطة الكوردستانية هجرة الشباب ؟
- هل تتلقفها تركيا من السماء
- كيف تنظر ايران الى العراق ؟
- لماذا يستقيل الشباب من اقليم كوردستان ؟
- الجماعات الاسلامية في كوردستان حائرة بين الحس القومي و الفلس ...
- لازال اردوغان ساريا على عقليته و توجهاته
- الاحتجاجات تكشف معادن المثقفين العراقيين
- لماذا اوصلوا الثورة في كوردستان الى هذه الحال
- الشعب هو الذي انفرد به ام هو الذي انفرد بالشعب ؟
- الوضع في كوردستان بحاجة الى احتجاجات عارمة
- لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !
- كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية
- على اي اساس تُدارعلاقة اقليم كوردستان مع دول الاقليم
- ايُعقل ان يكون رئيسا سرمديا لاقليم كوردستان
- دول داخل دولة


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - مابين القران الاصلي و المزيف