|
ثورة الصعاليك 18 الاخيرة
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 09:07
المحور:
الادب والفن
وقف المصون ورجاله بجوار باب البحر ينتظرون السماح لهم بالعبور،لم يبقى معه من الصعاليك الاشداء الكثير فلقد ذهب عدد منهم خلف ابو الخير ينتظرون معه ان يحقق وصية المرزوق،لقد وقف ابو الخير وسط بيوتهم يخبرهم عن الوصية وانه المنوط بتحقيقها لانه منه الحقيقى ،لقد عثر على الوصية الضائعة منذ سنوات طويلة فخرج الحصنيون يتحلقون من حوله ،لم ينسى الاهالى بان المصون غريب ،لم ينسوا ما فعله مع الفلاحين والصعاليك معا ،البيوت التى دخلها والصبايا اللواتى كن جوارى بجوار بيت المرزوق،لم تكن تلك الوصية التى سمعوا بها من قبل ،حتى اسم المرزوق حرم ذكره وفرض عقوبة على من ينطقه من الاهالى ،القى الدماء وسط الحقول وحمل الجدب على الارض عندما عاند الوصية التى الزمهم بها جدهم الاكبر وموحدهم ... شاهدوه يدندن وسط الحقول كان يرفع عيناه للاعلى ويستمر بالاناشيد ،كان يرفع يداه للاعلى ويبتسم ،التف من حوله الاهالى غير مبالين بالصعاليك القدماء الذين جلسوا فى حضن البحر.رافقه شيخ عجوز كان يحضر له الخبز والماء كل مساء ،ترك ارضه لابناءه وصار بالقرب من ابو الخير حيث سكنا بكوخا مطل على الضفة ،وكانت وفية "ابنة الشيخ العجوز مرسال الطعام نظرا لحجم جسدها الصغير وانها اصغر الفتيات فلم يهتم بطيفها الذى يمر فى نهاية فصل المحصول حاملا سبت من انضج ثمار المحصول تتحمل وهى تحمل ثقل يفوق حجمها ،وتعبر به الحقول وسط الظلام حتى تعبر الضفة حيث الكوخ فتقف لثوان لتتاكد من لا احد يراقبها ثم تقترب لتطرق باب الكوخ برفق كما هو متفق ...فتدلف وفية وتضع سلتها فى مكانها المعهود وترسل بسمتها لوالدها العجوز ولا تنسى قبل ان تستدير بالخروج ان ترمق ابو الخير الساهد فى الطرف الاخر من الكوخ ،ولكن فى المره الاخيرة لاحظت انه تبادل معها النظرات فاحمرت وجنتاها ورحلت سريعا تعبر الحقول والضفة حتى تصل لبيتها الساكن وسط سوق الحصون ومن خلف نافذتها تلمح بيت المرزوق يجلس فيه البحر والمصون. قاموا برجمه داخل بيت المرزوق ..هكذا ردد الاهالى ما جال بصوت مرتفع الصعاليك رجال مصون فى الشوارع ووسط البيوت لينتقل وسط الالسنه،استيقظت وفية فزعه على الخبر منعتها نظره امها من محاولة اتيان اى فعل الان انتظرت حتى حل المساء وانطلقت تركض غير مباليه ان كان احدا يراقبها كانت مزعوره وخائفة ...ترتجف كلما تذكرت نظراته الاخيرة لها ..تحاول كتمان تلك الذكرى واجبار عقلها على تذكر والدها العجوز..لكنها لم تستطع ان تنصرف عن خوفها ،اقتربت من باب الكوخ ..ليس مغلقا كعادته ،اقتحمت الكوخ وهى تلهث استدارت على عقبيها دائرة تجول بنظرها فى كل مكان علها تفلح فى رؤية شىء يخبرها عن حقيقة ما حدث ،لكنها وجدت الكوخ خالى على حالته الاولى بلا اثر ..عادت ادراجها تجرجر اذيال حزنها وهى تسير ببطء وتنقل خوفها لنظرات المجتعمين فى بيتها من اهالى الحصون لمعرفة الخبر....كانت وسيلتهم السرية لنقل اوامر ابو الخير لهم ولكنه رحل الان ولم يعد للاخفاء اهمية . علت اصوات الاحتفالات التى اقامها البحر وخرج رجال المصون يستعرضون رماحهم فى الاسواق والحقول ،تمتمت العجائز "فليرحم ايام المرزوق"كان الشحاذون على الطرقات ،دب الذعر من الجوع القادم بعد ان احرقت محاصيل من وقف مع ابو الخير وبات الاهالى ليلتهم يصرخون ....واختفت وفية ...فاندلعت الفوضى بين جنبات ارض الحصون...وعلت صيحات الهياج كيف يختفى ابو الخير كيف يجرؤ احدا على قتله وهو سلسال المرزوق حاميها كيف ستبقى الارض بعد ان ينساها حاميها فتعود خربة منسية ...هل سيعودون للشتات مثلما كانوا قبل ان يجمعهم المرزوق تحت ظله ....وصلت اخبار الفوضى حتى احاطت ببيت المرزوق تطلب راس البحر ..لم يفلح معهم الصعاليك القدامى واحتمى الاهالى بالعصى والنبابيت امام حراب وسيوف الصعاليك ،لم يتراجعوا امام صهوه جيادهم التى انطلقت تدهسهم وسط الساحات وتحاول ردعهم على بيت البحر،كان على القاتل دفع الثمن ....لم تحتمل الحصون ايام الفوضى فاستيقظ اهلها على جثة المصون ملقاه امامهم فى الساحة الكبرى كان صوت العاليك ينادى هذا هو جزاء قاتل سليل المرزوق....تفرق الاهالى بعضهم اذعن امام قتل المصون واكتفى باخذ ثأر الفلاحين وما اصابهم من ظلمه اما الاخريين فلم يتراجعوا عن طلب البحر ذاته ،فتحصنوا حول الضفة تاركين وسط الارض بعيدين عن الانظار.... سمع الاهالى صرخات من داخل بيت المرزوق كان البحر يركض وسط الساحات ،كان يهمس باسم البشير ..فاندهش الاهالى من معرفته بالبشير ..سقط على وجهه وسطهم ..كان ينادى بان البشير اتاه بتكليف من المرزوق ..كان الجميع يعلم ان البحر ولد بعيدا ولا يعرف موطنه ..تذكروا البشير..صرخت عجوز من وسطهم المرزوق لم يرضى عن وحدتنا بعد ان اخذ اللعين ابو الخير معه وهاهو البشير الجديد نعم الارض جفت والضفةبخلت واطفالنا يموتون من الجوع ..التف الاهالى حول كلمات العجوز وسدوا اذنهم عن صراخات فتاة تلد فى احد القبور بالساحة وبجوارها بعض من اتبع ابو الخير فى ضفته ..حملوا الصبية وولدها بعيدا ...كان البشير الجديد يجلس تحت الشجرة التى قيل لهم انها بزمانها شهدت جلسات المرزوق الكبير بجوارها ..وقف الفقراء صاغريين ينتظرون الهبة فى الليالى السبع التى عادت من جديد وها بالامس شاهدوه ..تلك بشاره لهم بنمو المحصول ..حتى الرعاه عادوا يطوفون ياكلون زرع الفلاحين...ويخرج من ابنائهم الصعاليك الجدد ...........
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امراة من الشرق...انديرا
-
ثورة الصعاليك 16
-
ثورة الصعاليك 15
-
جنون الغجر
-
ثورة الصعاليك 14
-
تعلمى القتال
-
ثورة الصعاليك 13
-
نعم اشاطرك البحر هربا ركضا
-
نساء ملهمات فى حياتى ميريل ستريب
-
ثورة الصعاليك 12
-
ثورة الصعاليك 11
-
جنون غير مشروط
-
ثورة الصعاليك 10
-
عرفت الجنون ..مارجريت
-
ثورة الصعاليك 9
-
صادقت غجرية
-
اؤمن بالحب
-
ثورة الصعاليك 8
-
ثورة الصعاليك 7
-
احرقت سفنى
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|