أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /














المزيد.....

وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1ـ 2/
عبدالأمير الركابي
هل كان وليد جمعه، يعلم متعمدا انه يقتل شعره، لعل تلك السيرة المضطربة تكفي كنبؤة طويلة الامد، لدرجة انها تحولت الى "حياة" وموت بينهما مايزيد على السبعين عاما، قد يكون هو تصورها كفيلة باتعاب صاحبها، او عجزت عن انهاكه، لتثبت انه مقاتل الى النهاية، يعلم بان زمنه ايل للتبعثر والاندحار بلا اي اثر جدير بالتوقف.
والاسئلة هنا تظل بلا معنى، فمن الذي يجزم بخصوص "المعاني" و"مايبقى"؟ قد لانصدق احيانا ان في الشعر وسلوك الشاعرابلاغ عما هو ابعد من المباشر وحتى من النص، مثلا المتنبي شاعر سلوك وسيرة، وابو نؤاس شاعر سيرة ومعلم دلالة عن زمن ونكهة حياة، فاحيانا ماتصبح القصيدة اقل من حياة، فلا تكتمل الا بحضورصاحبها، كما هو حال عبدالامير الحصير وبودلير، وليد جمعه هو واحد من تلك القافلة التي تقف في اتحاد الادباء في اوائل السبعينات وتقرا:
" عفطة قبل صباح الخير
لوزير الداخلية"
وقتها كان خير الله طلفاح يرسل جندرمته تلاحق الشبيبة في الشوارع بحثا عن " زلوف طويلة" وبناطيل عريضة من الاسفل، في تلك الندوة الشعرية الشبابية قرا معه "جليل حيدر وساحة "اتحاد الادباء" امتلات واعتلى اشخاص السور متزاحمين ليستمعوا، بعدها بايام جائني بنص نتري مكتوب عن "الادباء السباب" اخذته الى " فائز الزبيدي" المسؤول عن الصفحة الثقافية في جريدة "الفكر الجديد" وقتها، كنت انا وخالد الحلي المحرران الاخران في الجريدة فقط، وبعد مداولات تقرر ان تطلق مناقشة عن شعر الشباب كتب لها الشاعر"سعدي يوسف" مقدمة، وفي الاسبوع الثاني كتبت انا، كما كتب صادق الصايغ، ثم توالت الاراء بالعشرات وفي كل مرة يذكر فيها احد المساهمين اسم وليد جمعه، يتذمر فخري كريم متسائلا "شنو قابل صار وليد جمعه صاحب الجريدة" ؟
كان ذلك عام 1973 ووليد لم يتوان بعدها ان يقول للحزب الشيوعي :
" صفعة اخرى وتشحب"
وقتها كتب شمران الياسري "ابو كاطع" قطعته الاخيرة ربما باسم " الجاث"، فنشرت بسبب ابهامهما وعجز "الافندية" في "طريق الشعب" عن فك لغزها، و "الجاث" هو حصة الطير في الحقل بعد الحصدة الثانية، اذ تعيب الاعراف على الفلاح ان يحصد حصدة ثالثة، فيبقى مالايناله المنجل في الارض في الحصدة الثانية، حصة للطيور هكذا توازن الاعراف البيئة وتحميها، و"جاُث" ابو كاطع هو نفسه ماقصده وليد ب " صفعة اخرى وتشحب" فنفي الحداثة في السبعينات اصبح حزبا سريا، يقبل احيانا على الاطراف والهامش، ويشتم، كنا نحن نتشاتم فيما بيننا ونتحاب لاسباب اخرى ، وليد ظل يردد "انت لن تكتب عني الا بعد ان تشتوي صفحتي" مع انني كتبت عنه في جريدة " السفير" اللبنانية فجائني عابرا الحدود السورية اللبنانية مشيا، فحبسته عندي لستة اشهر، اجبرته خلالها على كتابة الشعر وحفظته، وقتها كتب خمسة قصائد مهمة منها "الشاعر" كنت ابعث بها ل"الياس خوري" حين كان مسؤولا عن " الصفحة الثقافية في "السفير" فتنشر.
ليس لوليد زوجة ، ولا اولاد، فهو لم يؤمن يوما بالخلود، لابل ولم يؤمن بالوجود، وتلك كانت مهمته ومهنته التي حببته من طرف خفي لمن هم حوله، كتب في بيروت عندي في البيت " العبئريون سيرثونني" نشرها فيما بعد في المجلة التي اصدرها عراقيون في بيروت باسم " رصيف 81 " كتبت فيها مع ادم حاتم وغيلان واخرين.
" حين تاتينا الشتيمة من شبابيك اليسار"
لكنه كتب ايضا "موت المهدي بن بركه" وكانت عن اغتيال " شاكرمحمود" عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، حاولنا نشرها فلم نفلح، مع اننا درنا بها على المجلات والصحف، ظل وليد يسكر ويتعاطى الحشيش، لكنه لم يكن عربيدا، فالسكر عنده سلوك يفضي الى الصمت، ومع كل كاس اضافي كان يتناوله، كانت قدرته على الكلام تتناقص الى ان يصمت وينام. ينبغي تبديد الحياة وقتل الشعر، فوليد جمعه كان عدو شعره، لم يتوقف عن قتله، يكتبه ليبعثره او ينساه، الا ان جمعت له ديوانا، لعله صدر عن دار الجمل فقد اخبرني خالد المعالي في بيروت انه موشك على اصداره.
وليد عاش ليقول الكثير مما لايمكن ادراكه في وقته .
يتبع



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟
- خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...


المزيد.....




- خريطة محدثة تكشف مجريات أحداث عملية إطلاق النار خلال تجمع تر ...
- رئيس الوزراء العراقي يقدم تعازيه بذكرى عاشوراء
- مسيرات حاشدة في عدد من دول العالم إحياء لمراسم عاشوراء (فيدي ...
- -اختيار الجمهوري فانس كمرشح لمنصب نائب الرئيس يثبت أن -الترا ...
- التطورات في البحر الأحمر رفعت أسعار السلع.. هل من حل في الأف ...
- هل يمكن أن يكون قطع العلاقة مع الأهل الحل الوحيد للضغوط العا ...
- استطلاع: نحو نصف سكان ألمانيا يخشون حربا مع روسيا بسبب نشر ص ...
- سيناتور أمريكي يشير إلى -أسوأ قرار- لقمة الناتو في واشنطن
- -حزب الله- يرد على مقتل 3 أطفال بجنوب لبنان بقصف مستوطنتين
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تابعة لحزب الله جنوب لبنان ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /