أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - صدام و بينوشية ونهاية الدكتاتورية














المزيد.....


صدام و بينوشية ونهاية الدكتاتورية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلوح لي ان ليس من قبيل الصدفة ان تتزامن محاكمة دكتاتور العراق السابق والمتهم حاليا صدام حسين في بغداد وقرار المحكمة العليا في تشيلي برفع الحصانة عن الدكتاتور الديكتاتور التشيلي السابق أوغسطس بينوشية.
والعلاقة بين الحدثين تكمن في انهما يؤكدان ان الدكتاتورية وباء له مواصفات عامة اينما ابتلى بها شعب او امة. والقرابة بين الحدثين في دولتين تبعد الواحد عن الاخرى الاف الكيلومترات تتمثل بكونهما يشيران الى ظاهرة عصرية واحدة: انتهاء عصر الدكتاتورية وانه قد ولى الى الابد مثلما غربت ذات يوم شمس الامبراطوريات العاتية، وان البشرية تخلصت من الخوف من الديكتاتوري الذي كانت رؤيته بل والتفكير فيه سرا يثير الخوف والهلع.
لقد حان وقت القصاص وتعرية الحقيقة.وقطعا لاتنحصر اهمية الحدثين ببعدهما السياسي، فثمة حقائق فكرية وفلسفية تقف وارئهما. انه نضج الذهنية البشرية اكثر. ولواستخدمنا تعبيرات هيجل لقلنا انه العقل المطلق في احدى تجلياته.
وجاء صدام وبينوشية للسلطة نتيجة انقلابات عسكرية تتعكز على ذريعة ان الامة تواجهة ازمة وانها على شفا الانهيار، والتجاء صدام و بينوشية وتعطشهما للقتل العشوائي والابادة الجماعية والفتك بالخصوم والاعتقال لكل اشكال المعارضة مهما كان حجمها او واقعيتها. وتملل في قبضة الوحشين شعوب العراق وتشيلي. وما يشكل قاسما مشتركا بين صدام و بينوشية انهما ارتكبا جرائما متشابهة ولاحقا شاعرين كبيرين هما االشاعر العراقي الكبير محمد مهدى والتشلي بابلو نيرودا رحلا وفي قلبيهما غصة لانهما لم يشاهدا نهاية الدكتاتوريات في بلديهما. واعتمد كلا الرجلين في تمرير نفسهما والبقاء في السلطة على بيئة دولية كانت تخدمها. ولعبا بحذاقة بارعة على تناقضات القوى الدولية الكبرى لتوظيفها لمصالحهما وكلاهما كان متعطشا للسلطة، وانهارت انظمهما مع تخلي الدولة الراعية عن احدهما.
ان تزامن الحدثين لابد ان يشكل مؤشرا قويا على تعمق وعي البشرية بان لامكان للانظمة الديكتاتورية في العالم بعد. واذا كان هذا الوعي على اشده في دول امريكا اللاتينية فان الشعب العربي يرتقي له بصعوبة. وان اللعنة سوف تلاحق الشخصيات الديكتاتورية الى ابد الابدين، على ما اقترفته من جرائم وماسببته من مصائب للامم والشعوب التي حكمتها. ان الديكتاتورية المعاصرية وبكل دمويتها اضحت في غالبية الاحيان صور كاريكاتورية للانظمة الديكتاتورية في العصور الغابرة في بابل وروما والصين وبلاد فارس وغيرها. ومن الممكن الحديث في المستقبل على انها كانت حدثا طارئا في تطور التاريخ البشري ووعي الانسان وبحثه عن الصيغ الامثل لنظام الحكم. ذلك النظام الذي يمكن ان يصون حرية وكرامة الانسان التي لاتتناقض مع المصالح العامة للوطن والامة.
لقد اعتقد البعض ان صدام كان قويا وهو يمثل امام حاكمه في بغداد، او بينوشية خرج منتصرا حينما سمحت بريطانيا مغادرتها بعد ان فرضت عليه الاقامة الاجبارية وحتى البت بسليمه لاسبانيا التي لمحاكته لديها على جائم اقترفها ضد مواطنيها. ولكن ذلك خاطئ جدا. ان الرجلين منخوران في الداخل، ومنبوذان في الخارج. وان التحلي بالعقل والرغبة في سيادة القانون لاشريعة الغاب وصبر الانسانية وحكمته ورغبتها الكامنة في تجاوز عصور الظلام، هي التي تبقي الرجلين على قيد الحياة لحد الان، وتسمح لهم الوقوف في قفص الاتهام للدفاع عن نفسيهما. ولكن بماذا سيوجهان البشرية، واية افاق تنظرهما وماذا ستسطر عنهما كتب التاريح . لقد انتهت الدكتاتورية، وتتطلع البشرية وخاصة الشعوب العربية الى افق جديدة، ربما سيوجب الوصل لها المرور عبر دروب الالام.

* اعلامي من العراق مقيم في موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -روسيا وعقدة - الشقيق الاصغر
- السياحة في عصر العولمة
- في ايديولوجية العنف والاغتيال السياسي
- الوضع العراقي. قراءة في احتمالات تطوره
- العراقي وخياراته المتاحة
- ايران في استرانيجية الكرملين الجديدة
- الشيوعييون الروس والقضية العراقية
- في ضوء التجربة العراقية الهروب العربي من الديمقراطية


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - صدام و بينوشية ونهاية الدكتاتورية