|
المطاردة : قصة قصيرة
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:47
المحور:
الادب والفن
المطاردة لمحتها من بعيد، تكاد تهرول، لا يبدو أنها رأتني أو علمت بوجودي قريبا منها، لم أوفق في إخفاء دهشتي عن رفيقي الذي سارع إلى تأكيد شكي _إنها هي ؛هل أنتما متخاصمان ؟ _ لكنها لم ترني -ما الجهة التي تقصدها ؟ وهل تزور إحدى صديقاتها ؟ أم لكما معارف في هذه المنطقة ؟ أقوم مسرعا ؛ يرافقني صديقي لا أدري ما وجهتها والى أين هي ذاهبة ؛ ولماذا لم تخبرني ؛ لقد تجاهلت وجودي ؛ كانت تحرص في الأيام الماضية على تحيتي وتحية جلسائي ؛ فهل غضبت مني ؟ ولم عساها تغضب ؟ رفيقي لا يخفي حرصه على اللحاق بها ، يود أن يعرف أين تذهب ، وأنا ماذا بمقدوري أن أقول ؟ هل أواصل حياتي مخدوعا متظاهرا بأنني لا أعلم شيئا ؟ لا يمكنني هذا ، فلن أبقى دميتها اصدق ما تدعيه ، دللتها كثيرا وأفسدها تدليلي ، هي تسخر مني في سرها ، يبدو أنني المخدوع وأخر من يعلم ، هدا صاحبي من روعي ، قال أنه يراها كل يوم في مثل هذا الوقت وقد يكون لها عمل وأنا لا أعلم ، تسير أمامي وتعطيني ظهرها ، تبتعد عن مقهاي ، لن أدعها تنجح في الإفلات مني ، ولن أبقى موضع هزء وسخرية بعد اليوم ،سوف أضع حدا لسذاجتي وطيبة قلبي مما جعلها تتلاعب بي ، تحدثني كثيرا عن الثقة المتبادلة والإخلاص والاحترام المشترك ، وكل هذه الأكاذيب ، أنها كاذبة ومنافقة ، وقد أيقنت من هذه الحقيقة لم تلتفت ، ولم تدر رأسها إلى الخلف وهذا ما أبتغيه ، لا أود أن تراني الآن ، قد تدعي أنها في زيارة لأحدى معارفها ، سوف أصبر حتى النهاية ، حتى الوقت الذي أتمكن فيه من إمساكها بالجرم المشهود لست مثلها ، الشريعة والعرف والتقاليد تمنحني حقوقا عليها ، عليها طاعتي والإقرار بقوتي وقيادتي - لا تقترب منها ،اترك مسافة مناسبة بينكما، لكيلا تفشل مساعينا مرة واحدة قابلتني وأنا أسير مع إحدى صديقاتي ، فأقامت الدنيا ولم تقعدها ، وحين سكتت هي لم يرد أصدقائي أن يصمتوا ، أطالوا الحديث عن حقوق الزوجات وعن احترامهن ، وأنا لم اقترف إثما ، سرت مع واحدة لا غير ، تقول إنها تعمل أكثر مني ، وهل هي الوحيدة في هذا المضمار ؟ كل النساء يعملن ، فهل تمن علي بعملها ؟ -صه ؛ لا تقترب ، يمكن أن تلمحك تريدني أن أساعدها في أعمال المنزل ، وقد حاولت إرضاءها ، فضحك علي بعض معارفي ، فلماذا أقوم بأعمال تتنافى مع كرامتي ؟ أتعبتني بدعوى المساواة ، وهي ضعيفة تبكي لأتفه الأمور ، تقول أن كثرة العمل ترهقها ، فماذا بوسعي أن افعل ؟ - أوشكنا على الوصول ، صبرا حتى تضع حدا لادعاءات زوجتك الفاضلة مللت منها ، فماذا تظن نفسها ؟ أنها مجرد مدعية ، تغضب دائما ثم تلوذ بالصمت ، فلتفعل ما تشاء ، سأكون اليوم حرا اسهر كما أريد ومع من ارغب - قريبا نصل ، ستمسك زوجتك بالجرم ، ولن تستطيع الكذب المكان بعيد عن منزلنا ، وصديقاتها اعرف منازلهن ، فمن ذا الذي تأتي لزيارته هنا ؟ لابد أنها تخونني ، هي ليست أفضل مني ، اخبرني صديقي عن زيارتها المريبة ، وأنا شاكر له ، من حسن حظي أنها لا تحب الالتفات ، تسير وعيناها تنظران أمامها ، حسنا أنها تصل ، منزل من هذا ؟ لا أدري لمن يكون ؟ ترن الجرس ، سوف انتظر ، حتى أرى الرجل ، وافعل ما يتطلبه الموقف ، وأسدل الستار على هذه المسرحية الهزلية ، ورجل اسود أيتها اللعينة ، تفضلين علي رجلا اسود ، يتعانقان ، يقبل أحدهما الآخر ، أيتها المجرمة ، أضع يدي على كتفها - أيتها الخائنة ، ما تفعلين هنا ؟ تلتفت المرأة مندهشة ، وجه لمخلوقة أخرى لم أرها من قبل يقابلني في غضب
صبيحة شبر الرباط في 1_1_2000
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حق الاختلاف
-
تغيير المناهج الدراسية ضرورة
-
اليوم عيدي
-
الديمقراطية في العالم العربي
-
المعاملة الزوجية
-
امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
-
قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
-
الطبع أم التطبع ؟
-
حرية المرأة في الزواج والطلاق
-
نازك الملائكة : عاشقة الليل والطفولة
-
المرأة بين الماضي والحاضر
-
وليمة
-
الارهاب .... لماذا ؟
-
قراءة في ديوان بلند الحيدري - ابواب الى البيت الضيق
-
اليك عني ياهمومي :
-
المرأة العراقية والحقوق
-
عدو لدود اسمه الفقر
-
المهجرة
-
المساواة خرافة
-
أحرام أم حلال؟
المزيد.....
-
إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص
...
-
رحال عماني في موسكو
-
الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج
...
-
أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
-
شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم
...
-
عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ
...
-
فنان تشكيلي صيني يبدع في رسم سلسلة من اللوحات الفنية عن روسي
...
-
فيلم - كونت مونت كريستو- في صدارة إيرادات شباك التذاكر الروس
...
-
-الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
-
عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
المزيد.....
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
المزيد.....
|