الغرب الرائع .....

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بصراحة ......
الغرب الرائع ......
علمنا التاريخ بأن كل الحروب تنتهي بأنتهاء مبررها القيمي والاخلاقي وليس السياسي والعسكري ....من هنا نستطيع التكهن ان الغرب وبعد هذه الهجرة التي لم يكن يتوقعها ووصول مئات الالاف من المهاجرين الى ارضه ... والمطالب الملحة من ابناء شعبه باحتضان هؤلاء المهاجرين والترحيب بهم ...هو موقف أخلاقي سيفرض على الحكومات الأوربية موقفا اخلاقيا باتجاه السعي الى ايقاف هذه الحرب الظالمة على سوريا ... مهما كانت المبررات السياسية والاقتصادية التي تقف وراء اندلاعها ....رغم انف بعض الاسلاب من الاعراب الذين اوغلوا في دماء الشعب السوري والعراقي ......
وعلمنا التأريخ ايضا ان ذاكرة الشعوب لن تنسى ابدا ... من يقف معها ومن يقف ضدها ....ويبدو ان الغرب قد تذكر ان سوريا كانت في يوم ما ولاية من ولايات الامبراطورية الرومانية .....لكن للاسف لم يتذكر العرب ان دمشق كانت اول عاصمة للخلافة الاسلامية ومقر الدولة الاموية ....وما ينطبق على سوريا ينطبق ايضا على العراق ....حيث كانت بغداد بعد ذلك عاصمة الخلافة العباسية وعاصمة العلم والابداع والمعرفة ..... لقرون عديدة .....وكان اجدادهم يشدون الرحال الى بغداد ودمشق مدن العلم والنور ...لينهلوا من علوم الفقه والمعرفة والطب والفلك ...والشعر والادب ....والموسيقى .....
لكن ما يهمني هنا ...انني لم اجد حكاما عرب ومحكومين عرب .... من يدافع عن الشعب السوري والعراقي وأخيرا الشعب اليمني الذي يتعرض للإبادة على يد تحالف عربي ... بقيادة السعودية .... وسط دعوات غربية ستجد طريقها في الامم المتحدة لفرض العقوبات والغرامات على المملكة .... مستقبلا ......لممارستها العدوان والابادة الجماعية ضد شعب فقير ....لن يسكت العالم المتحضر على همجية ال سعود وما تقترفه lمملكة الشر من ابادة للحرث والنسل ...ابدا وسيكون للعالم وقفة مع هؤلاء الهمج ......؟
الامر الاخر الذي يجب ان نناقشه ....هل هناك صحيح امة عربية واحدة .....واننا لا نزال اخوة بالدم والعقيدة والتاريخ المشترك والمصير المشترك والدين الواحد والقبلة الواحدة والكتاب الواحد كما يحلو للبعض ان يغرد ......وكذبة ان اصل العرب من الجزيرة العربية وكل هذا الهراء والكذب الذي لم تؤكده الحقائق على الارض...فاذا كنا مسلمين حقا فاين هم في تراحمهم وتوادهم ..... اننا فرقا وشيعا عديدة لا يجمعها أي مشترك فنحن اديان مختلفة وعقائد مختلفة وصحيح لنا قبلة واحدة لكنها لا توحد قلوبنا وافكارنا واما المصير المشترك وكل هذا الهراء هو من نسج خيال بعضا ممن زوروا التأريخ وعبثوا به ....اما فرية الدم الواحد فتلك كذبة كبرى .....وها نحن نرى ان الدم العربي مستباح من العرب وانه ارخص من عصير القصب ....وصحيح كتابنا واحد ولكننا اختلفنا في التنزيل والتأويل وجئنا بمن فسر السيرة النبوية ومنحناه قدسية ...حتى تفرق المسلمين الى سبعين فرقة ....وكل فرقة تدعي انها الفرقة الناجية والاخرون كفرة مصيرهم جهنم....وهكذا فرغوا الدين من محتواه الانساني من السماحة والعفو والعدل والتقوى والزهد والرحمة الى دين يتاجر بالسبايا ويقطع الرقاب ويشوي البشر وهم احياء .....
كل ما يجري في هذه البقعة من الارض يؤكد على حقيقة اننا شعوبا مختلفين في الجينات الوراثية وفي جذورنا ونشأتنا ....واتجهاتنا واحلامنا وامالنا وحتى مختلفين في انسانيتنا .....وما يؤكد هذه الحقيقة هي هذه الهجمة التي يقودها البدو الإعراب الهمج الرعاع ضد ابناء الهلال الخصيب في سوريا والعراق .....وايضا الهجمة على الشعب في اليمن العريق ....وما يثير الاشمئزاز حقا ...ان بعض العرب .... يؤيدون انتصارات التحالف العربي ضد الشعب اليمني الفقير ويتفاخرون بوحدتهم هذه التي جلبت العار والخزي لحكام وشعوب من شارك في قتل وتدمير هذا البلد .... مخدوعين بتحقيق انتصارات وهمية بقصفهم للمدن الامنة والمدارس والمستشفيات ..... منساقين وراء خوائهم الروحي من كل خير .... فالمبالغ التي صرفت لتدمير اليمن ... بهذه المليارات كان باستطاعتهم ان يحولوها الى جنة لو ارادوا وهم المستفيدين ... لكن طباع الصحراء غلبت عليهم فالذي يحركهم هو الحقد الاعمى والغدر ....وعقلية الغلبة والانتقام والتسلط ....

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات