سوالف حريم -صراع القطط

حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 22:18
المحور: الادب والفن
    

حلوة زحايكة
سوالف حريم
صراع القطط
ذهبت بالأمس في ساعات المساء لزيارة شقيقتي، فوجدتها في حالة عصبية هي وأبنها يقومان بتمريض القط "صقر" وتوبخه كأنها توبخ ابنها من خوفها عليه، لماذا لم يتعلم من المرات السابقة كيف يدافع عن نفسه، وأنا اضحك منها حتى بانت مني النواجذ، على حالتها العصبية وحرقة قلبها وهي تشعر بألم كبير اتجاهه لما اصابه، وبدأت تروي لي حكاية، هذا القط هو أحد أبناء القطط الضّالة المشرّدة، احضره ابنها رضيعا وهو عندهم منذ حوالي أربعة أعوام، ويعتنون به جيدا كفرد من افراد العائلة، وهو لا يتناول غير الطعام المطبوخ، وقد أصبحت تحتار ما تقدم له من طعام لأنها تقول بأنه قد ملّ معظم الأطعمة مثل المرتديلا بأنواعها واللحوم والعديد من أصناف الأطعمة، حتى انهم اصبحوا يقومون بشراء الطعام المعلب الخاص بالقطط كي لا يشعروا بأنهم مقصرون بحقه، وانه يخرج في ساعات النهار لكي يلعب خارج المنزل ويقضي حاجته ولا يبتعد كثيرا، ولكن أبناء جلدته من القطط الضّالة المجاورة التي تعيش على نفايات المستوطنة، تستأسد عليه في عقر داره كلما وجدته خارج البيت وفنائه، ربما تحسده لأنه يعيش حياة افضل منها، فهو لا يعرف كيف يدافع عن نفسه، أو انه لا يريد ان يهاجم أبناء جلدته، أو لأنه يتمتع بأمور افضل منها لم يحصلوا هم عليها؟ فيجد العذر لهذا العداء الدائم، فيعود اليها في كل مرة متخنا بالجراح وقد دافعت عنه عدة مرات عندما كانت تشاهدها وهي تهاجمه، وتقوم بتطبيبه وبوضع اليود والمطهر وتعقيم الجروح، وربط اللفافات الطبية له، لكن هذه المرة، كان الأعتداء عليه كبيرا بحيث كانت اصابته كبيرة جدا مما أصاب قدمه بالغرغرينا نتيجة الهجوم الوحشي، ولم تنفعه الأدوية البسيطة التي كانت تستخدمها كل مرة في علاجه، مما اضطر ابن اختي الى نقله الى عيادة طبية وتم بتر ساقه اليسرى كلها.
حمدت ربي كثيرا لأن قطتي زمرد تخاف الخروج خارج المنزل، وعندما احملها واقوم بتخطي عتبة المنزل "تكلبش" بأظافرها بي وتموء بخوف شديد، لا تريد الخروج ولا تشعر بالأطمئنان الا عندما أعيدها الى البيت مرة ثانية، هل هي خائفة من المجهول الذي خارج المنزل، أم هي خائفة من أبناء جلدتها بعد ان انسلخت عنهم وعاشت حياة رفاهية ان يقوموا بالاعتداء عليها كما حصل مع صقر.

#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات