أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - يوم حشر سوري عالمي!














المزيد.....

يوم حشر سوري عالمي!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء في الأخبار وعلى لسان مصدر أممي، أنه في نهاية هذا العام 2015 ستكون قد هاجرت من سوريا جموع أخرى جديدة من سكانها يصل عددها مليوناً جديداً. وحتى ذلك الحين، قد يحدث من الصراعات العسكرية الدموية ما يضيف إلى هذا من أحداث التدمير والتفكيك ما يتجاوز إتفايقة سايكس- بيكو الاستعمارية بأضعاف. وفي يوم تاريخ هذا الخبر، أضافة قناة " العربية"، بأن مدير وكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي إيه» أعلن أن المفهوم الوطني في المنطقة العربية سيسقط، لصالح مفهوم طائفي أو عشائري أو ديني! وبالطبع، فإن المفهوم القومي (العربي) سيتعين عليه أن يتلاشى، مُفسحاً الطريق أمام تلك المفاهيم الأخيرة (الطائفي والعشائري والديني.. إلخ) ومن ثمّ، فإن تحولاً جذرياً وعميقاً سيجتاح الخريطة الديموغرافية التاريخية للعالم العربي بأنساقه الوطنية المتعددة. وحيث يكون الأمر كذلك، فإن واقعة هجرة السوريين من وطنهم السوري بعر إخلائه لغيرهم ستكون في مقدمة مثيلاتها، التي تنتهي مع انتهاء «إعادة التأسيس» للعالم العربي الجديد! وبحسب الثقل الديني الراهن كما التاريخي، فإنه قد يظهر أن الهوية الطائفية المتوترة قد تصبح هي المهيمنة على مثيلاتها الأخرى.


وها هنا، ستبرز دول «شيعية» وأخرى زيدية وثالثة سنية وغيرها علوية وإسماعيلية، مع احتمال بروز كيانات أخرى ذات هويات عرقية وغيرها مثل الآشورية على سبيل المثال لا الحصر.

وذلك كله يمثل ما يراد له، كما يظهر، أن يكون «شرقاً أوسط جديداً» ليس بعيداً عن مشاريع أخرى يُسوَّق لها في الغرب كما في الشرق. إن إيران التي تحدثت عن وضع يدها على ثلاث أو أربع عواصم عربية، في وقت ما سابق، وضعت فيه اعتبارها أن هذه العواصم - وهي دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت- ستصبح أو -أو هي أصبحت- مدناً ملحقة بإيران الفارسية، المتقنعة بمذهب ديني هو المذهب الشيعي. إن هذا الأمر وغيره صارا مطروحين ضمن الخريطة الشرق أوسطية الجديدة، مما يشي بمخططات أخرى سابقة وراهنة ربما تكون ما زالت مطروحة على بساط البحث. وتضاف إلى ذلك الجهود التي تبذلها قوى غربية، في ضوء التحولات الكبرى التي يعيشها الغرب منذ بروز الخطاب العولمي مع نشأة العولمة الاقتصادية خصوصاً. فإذا كانت الجهود الأولى المذكورة آنفاً، التي واجهناها مرتبطة بمفاهيم تتصل بهويات دينية أو إثنية أو عرقية قديمة، فإن تحولات الغرب المذكورة في إطار العولمة أنتجت نمطاً آخر من الهويات الأكثر إثارة للقلق.

وفي ذلك المفصل الجديد الهائل في تأثيراته، يبرز «السوق» واقعاً اقتصادياً استهلاكياً، ومنهجاً فكرياً ثقافياً، بمثابته الركن الركين للمجتمع برمته.

فمع بروزه بهذه الصيغة، يُقصي كل ما دونه، بالاعتبار الوجودي والإنساني الماهوي. وها هنا، نجد أنفسنا، بكل امتلاء وجودي وأخلاقي وإنساني، أمام تعريف العولمة الذي وضعه باحث أميركي في كتاب «أميركا التوتاليتارية»، فهو يقوم على أن هذه إنما هي «السوق المطلقة». وهذه تقوم على عنصرين اثنين يجبّان كل شيء دونهما، وهما «المال والسلعة». ونحن هنا لا نرى أن المسألة المتصلة بالعالم العربي تخضع للتحليل العولمي، وإن كانت جزءاً لا ينفصل عن المادة التي تعمل السوق العولمية على سحقها. وهي مسألة مقترنة بهويات ترتد إلى الماضي ويُراد لها أن تصبح سيدة المفاهيم والعلاقات والضوابط في المجتمعات العربية الشرقية الإسلامية، وما دونهما في قاع السلم التاريخي الشرقي.

ومن هنا فإن الإعلان عن اكتمال خروج مليون من السوريين إلى أوروبا وغيرها حتى نهاية هذا العام من حقنا أن نقرأ فيه فصلين اثنين، واحد يتمثل في تقديم أنفسهم وتاريخ وجودهم للآخرين، وآخر للتبشير بالعودة إلى سوريا لإعادة بنائها.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - يوم حشر سوري عالمي!