أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - تونس: سحر الشموع و رياح الردّة














المزيد.....

تونس: سحر الشموع و رياح الردّة


يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 14 - 10:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشهد الساحة السياسيّة في تونس هذه الفترة عدّة تحرّكات اجتماعية وسياسية ونقابية بما يُـنبِئ بخريف أشدّ حرارة من الفصل الذي سبقه. ومن أهمّ أسباب هذا الغليان السياسي قانون المُصالحة الاقتصادية الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي وهو قانون على وشك المرور إلى المجلس النيابي قصد مناقشته والتصويت ضده أو لفائدته، مناقشة نتمنى أن تختلف عن مناقشات العهد السابق عندما كان الهدف من الجلسات البرلمانية المصادقة على القوانين دون غيرها من المصطلحات التي تُميّز العمل البرلماني في الديمقراطيّات العريقة.
وكان رئيس الجمهورية التونسية قد عرض قانون المصالحة الاقتصادية على أنظار أعضاء الحكومة لدى إشرافه على مجلس الوزراء أوائل شهر تموز يوليو الماضي، وجاء في تفاصيل هذا المشروع أنه يهدف إلى «إنجاح منظومة العدالة الانتقالية في مجال الانتهاكات المتعقلة بالفساد المالي والاعتداء على المال العام»، وينصّ على إمكانية إبرام صُلح بالنسبة إلى المستفيدين من أفعال تتعلق بالفساد المالي كما يقترح مشروع القانون إحداث لجنة صلح للنظر في المطالب التي يتقدم بها المعْنيُّون بالأمر.
أثار هذا القانون ضجّة في المشهد السّياسي التونسي وأعاد إلى الأذهان سلسلة الانحرافات التي عرفها المسار الثوري في تونس منذ فبراير 2011. فقد رفضته مُختلف الأحزاب المُعارِضة مِمّن ثـقُلت موازينها ومِمّن خفّت، أحزاب منها من سار على الدّرب الثّوري ولم يحِد عنه ومنها من فاق الحرباءَ تلوّنا.
وبالتّوازي مع هذا الحَراك السّياسي يعيش الشارع التونسي خلال هذه الأيّام على وقْع عدّة تحرُّكات احتجاجية شمِلت مُختلف أنحاء البلاد من تونس العاصمة شمالا مُرُورا بمدينتيْ القيروان وسيدي بوزيد وسط البلاد ووصولا إلى مدينة صفاقس جنوبا، وكان شعار هذه التحركات واحدا وهو أن لا مُصالحة دون محاسبة، وكذلك كان ردّ فعل السّلطة واحدا: تفريق للمحتجين بالهراوات وقنابل الغاز وحُجّتها في ذلك أن هذه الاجتماعات غير مُرخّصة حسب ما ينُصّ عليه قانون الطوارئ ذائع الصيت في وطننا العربي من شرق المُتوسّط إلى غربه.
ورغم هذا الرّفض الشّعبي المُتنامِي لهذا القانون، تُصِرُّ رئاسة الجمهورية على تمريره إلى مجلس نوّاب الشعب.
ليس قانون المُصالحة الوطنية إلا فصلا آخر من فصول الردةّ «التشريعيّة» التي تُميّز المشهد السياسي التونسي إذ بعد أن خفتت أضواء التّحرّكات الشّعبية بفعل سياسة الترهيب من الإرهاب والأزمة الاقتصادية، وجد النظام الحالي الطريق مُعبّدا لفرض سياساته وسياسة بنوك ما وراء البحار عبر تشريعات هدفها الأهمّ إطفاء ما بقي من وَهَج الثّورة التونسيّة ودفن الماضيين القريب والبعيد.
تعدّدت وسائل الإنارة وتطوّرت عبر العصور من الخشب متعدّد الاستعمالات إلى المناظير الليلية التي كادت أن تمحوَ مُصطلح الليل من القاموس اللّغوي الإنساني، ومع ذلك مازال ضوء الشّموع الضّوء الأكثر سحرا بشهادة عُشّاق الأمس واليوم. هكذا هي ثورة 17 كانون الأول ديسمبر 2010 في تونس، ثورة ستظل شمعة مُضيئة في سماء التّاريخ الحديث، قد تخبو أحيانا بفعل رياح الرِدّة ولكنّها سُرعان ما تعُود أكثر توهّجا.



#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: مهد -الإرهاب- ولحد الثورة؟
- الحكومة التونسية: امتحان الجوع الشامل
- شهداء تونس على درب كينيدي؟
- تونس بين إرهابين
- تونس: تصريف الأعمال وتصريف الوعود
- تونس: محاكمة المدونين اولى رسائل الجمهورية الثانية
- الانتخابات التشريعية في تونس: البحث عن العنقاء..
- الحملة ضد شباب الثورة في تونس: جزاء الثوار من جزاء سنمار
- سوريا: معركة المعابر والنصر الموهوم
- تونس : هيبة الدولة والاستبداد المقنع
- الفلوجة والرمادي: قصة مدينتين
- تغيير مقر اتحاد العمال التونسيين: موسم الهجرة إلى الضواحي
- متى نصبح على وطن؟
- من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون
- ذكرى 17 ديسمبر: سلامي إلى ثورتنا أو ما تبقى منها
- الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام ...


المزيد.....




- اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بصفقة تباد ...
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ...
- أميركا والبوليساريو.. تقرير يقدم -أدلة حاسمة- لتصنيف الإرهاب ...
- المغرب.. محكمة تبرئ -طبيب الفقراء- من التهمة الثقيلة
- بوتين معجب بجهود ماسك في استكشاف كوكب المريخ ويقارنه برائد ا ...
- مساواة “السما?” (SMAG) و”السمي?” (SMIG) لا تزال حبراً على ور ...
- الدعارة [في معجم النسوية النقدي [*]
- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - تونس: سحر الشموع و رياح الردّة