أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن














المزيد.....

متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 14 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا الوجه البرئ، وهذا الملبس الريفي الرقيق، يطل علينا كل يوم من وجه مريم، تنتظر وتلح في الانتظار، أكاد أقرأ في هذا الوجه المسالم المتحدي، المعنى الكامن في معركتها معنا يتلخص في أنها تدافع عن كرامتها أمام أهلها وأحبائها، إذ أنها ترى في الصفر إهانة، لذا لا اعتقد أنها تدافع عن عام دراسي كي لا يضيع منها، بل تدافع عن كرامتها، عن صورتها التي تشوهت بهذا الصفر المنسوب إليها.

وها قد رحل رئيس الوزراء الذي وعدها بالدفاع عن حقها، ولم يتبقَ امامها إلا عدالة ناجزة، عدالة لا ترتكن لرئيس وزراء إنسان، بل ترتكن لدولة قانون وعدل، عدل كثيرا ما خذلته مصلحة الطب الشرعي في العديد من القضايا.

أمل مريم، وأملنا جميعا، أصبح في البحث عن إدارة جديدة، منظومة كاملة تكرس ذاتها للعدالة المطلقة، نأمن فيها الطب الشرعي، والأمن، والانتخابات، والامتحانات، وتوزيع الأراضي، واستثمارات المناجم، وكل ما نملك، أن يكون خاضعا لميزان العدالة بديلا عن سطوة أهل النفوذ على مقدراتنا، الناس لن يضيقوا ذرعا بنقص الموارد، ولكنهم سيضيقون ذرعا بتوزيعها بطريقة غير عادلة، سيضيقون ذرعا بسلب الحقوق دون حساب، بل وتحويل الضحية إلى مذنب.

- ألم يهدد وزير التعليم مريم بحرمانها ثلاث سنوات من الامتحان، بناء على تقرير الطب الشرعي الذي لم يصدقه أحد؟

تحولت مريم مذنبة عليها أن تتلقى عقاب الوزير بدلا من أن تحصل على أوراقها ودرجاتها الحقيقية، تحولت مذنبة يهينها مرتضي منصور، ويسخر منها تامر أمين، ويسألها المدرسون على سلم الوزارة، وعلى الهواء، اسئلة مفاجئة وصعبة، ومريم تجيب وسط هذا الصخب في جريها وراء أوراقها.

- هل قام أحد ممن سألوها، وأجابت، بسحبها إلى الكنترول كي تخرج لهم ورقتها الضائعة؟
- هل عاتب نادي الزمالك رئيسه لاعتدائه على طفلة مواطنة تبحث عن حقها؟
- هل عاتبت القناة الفضائية تامر أمين اللي قال عن مريم:" لو مش معترفين بنتيجة الكنترول ولا النيابة ولا الطب الشرعي يبقى سيبوا البلد "؟

ومريم وسط كل هذا تكمل مشوارها، تناشد الرئيس، تُسْتَكتب، ترد على أسئلة الاساتذة، تتنقس الأمل في كلمات من يشجعونها، تحبط في صمت وتستمر.. محاربة صغيرة، فالمحاربون الأشداء لا يفقدون الأمل ويستمرون وكأنهم لا يرون الصعوبات والعوائق. محامي مريم طلب من أستاذة الطب الشرعي الدكتورة منى الجوهري أن تفحص أوراق مريم وتقارنها بخط مريم، قامت بعملها وفسرت بناء على علمها في مجال تخصصها أن الورق المنسوب لمريم لا يتطابق مع خط مريم.

وائل الابراشي، في برنامجه ا"لعاشرة مساء"، استدعي الدكتورة منى الجارحي تليفونيا، حيث أقرت أن خط مريم مخالف لما جاء بهذه الأوراق، ثم استدعي الدكتور هشام غبد الحميد المتحدث باسم الطب الشرعي، د.منى شرحت باختصار العمليات التي قامت بها لتمييز الخطوط.
- د.هشام عمل إيه؟
- شكك في خبرة د.منى العملية، وبالتالي في قدرتها على التمييز بين الخطوط، د.هشام لم يناقش العمل نفسه، لكن شكك في قدرات الشخص.. وكما ذهبت أوراق مريم في طريق مجهول، يكون النيل من شخص د.منى هو مسعى للذهاب بتقريرها في نفس الطريق مجهول.

ما قام به د. هشام، يمثل في الواقع ظاهرة يعاني منها مجتمعتا كل يوم، فطول الوقت ناس كتير تتصرف بنفس الطريقة؛ لا تناقش الأعمال ولكن تكتفي بأن تشكك في الشخص، في نواياه، قدراته، أو أي شئ يتعلق بشخصه، وهنا لا يدور النقاش حول العمل، أو الرأي، أوالفكرأو الفكرة، لكن يدور حول الشخص ليضيق عليه الخناق، فبدلا من أن يدافع الشخص عن عمله، نجده يدافع عن شخصه، وهكذا يضيع الموضوع : ألية رخيصة لكسب المعارك أن نتربص بالشخص، وإن لزم نقتله كي يضيع الموضوع. في شخصنة المسائل لا نقتل الشخص والموضوع فقط لكننا نقتل الوطن أيضا، لان من سيتربعون على عرش الحقيقة الزائفة هم الإعلى صوتا والأكثر دهاءا والأقل أخلاصا وأنتاجا.

في صفر مريم، نحن لا نريد أن ننقذ فقط مريم، ولكن أن ننقد الوطن من دعاة الحقيقة الزائفة، من يمتصون نجاح مريم وخيرات الوطن لمصالحهم الخاصة. وسلاحهم دائما النيل من الأشخاص على حساب الموضوع









#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي
- في معركة الدستور، تؤخذ الدنيا بالمشاركة
- ضبط النفس.. تطبيق القانون
- القانون قانون يا أبلة هيلدا..
- حكومات شفافة وشعب مشارك
- طابور الوقود الذي ملأ الميادين بالثورة
- أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر
- لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا
- تكدير الصفو العام
- الشرعية التي تأخرت كثيرا
- 30 يونيو، الثورة تسترد الشرعية
- هذا ما لزم توضيحه
- الثورة تزداد نقاء وإصرار..
- هيا يا أصدقاء نضمد جراحنا، فغداً لدينا يوم عمل شاق
- الصمود لا العنف
- الديكتاتور العظيم
- آخر فرصة..


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن