أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.














المزيد.....

لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.

يدع البعض أن الحراك الجماهيري في العراق بدأ يخفت نجمه وتقل نسبة المشاركين فيه دون أن يحقق ما كان مرجوا منه أو على الأقل لم يترك بصمة مهمة في رسم محاولة جادة للتغيير والأصلاح ,والحقيقة أن هذا الأدعاء نصف الحقيقة الفارغ أما النصف الأخر الذي لا يريد أحد أن يتطرق له هو الأهم بالنسبة للحركة العامة داخل المجتمع العراقي وأقصد بها الحركة التغييرية في مخاضها بولادة مفهوم جديد وبناء فكرة مستحدثة أكثر واقعية وتتعامل معه بالنتائج البعيدة ,أما ما نسب للحراك من فشل فأقول أن ذلك يعود لجملة عوامل ونقاط مهمة أثرت في مسيرته الشعبية وحرفت الطريق الطبيعي والمناسب للحراك نتيجة ضعف التجربة المتراكمة وقوة الخصم المنافس وعدم وجود منهجية واضحة تؤشر لنقاط ذات جدوى وقدرة على أنتزاع المطالب من السلطة والعملية السياسية برمتها ,والواجب علينا أعادة قراءة الواقع لأستخلاص العبر والدروس منه للوصول إلى حالة أدامة الزخم الجماهيري الذي يحي الحراك من جديد وصولا إلى نتائج حاسمة وحقيقية وواقعية .
من الأسباب التي يمكن لنا أن نؤشرها وبكل تجرد ودون ممالاة أو مواربة من أحد أن أنطلاقة الحركة الجماهيرية قبل يوم 31 - 7 وبعدها في الأسبوع الأول كانت أنطلاقة شعبية عراقية خالصة لن ولم ترتدي أي صبغة فئوية ولا طائفية وكان لها أن تستمر على هذا الزخم والمنوال لولا تدخل المرجعية الدينية والأطراف السياسية الممثلة للتيار الأسلاموي في اللعب على وتر المصلحة العامة , قد يكون لنداء المرجعية الدينية أثر في أندفاع البعض وخاصة للذين ينقادوا لها ويطيعوا أوامرها , لكن الوضع الحقيقي أشار إلى أن حسهم المدني معدوم وحسهم الوطني يأتي بدرجة لاحقة للحس والأنتماء الطائفي ,وهنا الطامة الكبرى حيث أن دخول هؤلاء على خط الحراك قد زاد من العدد ولكن شوه معنى المدنية والديمقراطية وحراكها العراقي لأنهم بالأصل ينتظرون رأي المرجعية ولا ينظرون لمصلحة العراق وشعبه.
السبب الأخر الذي أضعف حركة الشارع العراقي وقلل من صدى وأرتداداته على السياسي الفاسد مبني أيضا على نتيجة السبب الأول ,المرجعية الدينية دعمت الأصلاح وروجت له ونادت بضرورة ذلك , الحاكم السياسي المطيع لها أستجاب بالقدر الذي منح له أن يتحرك من خلاله وبه لكنه وبالتأكيد لا يمكن أن يخرج بعيدا على شروط اللعبة السياسية وقواعدها كما لا يمكنه أن يجاهر بعدم سماع الدعوة من المرجعية ,الجماهير في الشارع واقول الغالب منها كانت تنتظر أن تمارس هذه المرجعية قوتها على السلطة لتبني مطاليب وأهداف قد لا تؤمن هي بها مثل حل البرلمان والحكومة والدعوة لحكومة طواري وأعتقال الفاسدين من رموز السلطة وقادتها الكبار الذين بالحقيقة هم يمثلون كل العملية السياسية بمجملها , هذه الأحلام بأن يستجيب السيد العبادي لمطالبهم مدعوما من الشارع الخجول جدا والمرجعية التي تمارس اذكى برغماتية ممكنة يعد حلما فنتازيا بأمتياز عشعش بعقول البعض حتى مضت الأيام ليكتشف البعض أن أماله العريضة هذه مجرد أحلام عصافير , فأنزوى جانبا وبدأ يفقد الأمل بكل الحراك وهدف التعيير بذاته .
الخلط بين الأهداف والوسائل واحدة من النقاط المهمة التي تم تأشيرها من تجربتنا في العمل الميداني ,التظاهر وحده سبيل ووسيلة لتحقيق هدف وبالتالي التعويل على أن تكون التظاهرات هي الغاية من عملنا سبب الأرباك والفهم الخاطي لها ومن ثم أخراجها من طبيعتها العملية إلى أكثر مما يفرضه الواقع وتحتاجه التجربة ,يمكن أن لنتائج تحصدها تظاهرة واحدة ذات أهداف محددة وموجهة ومتبنية لصوت واحد وأن تنجز الكثير دون الحاجة لتكرارها أو ربما تحتاج لأن تتحول لممارسة أخرى أكثر قدرة على التأثير ,هنا البعض أصر على الأستمرار بنفس النمطية من العمل الجماهيري دون تغيير ودون دراسة أسباب القوة ونقاط الضعف معتبرا أن الخروج هو الهدف ولا سواه ,التناقض بين الوسائل والهدف لايأت من تناقض بالتخطيط مثلا أو عدم الأرتباط وقد يأت نتيجة عدم ملائمة الوسيلة للهدف أو عدم قدرتها على الأنجاز هنا علينا أن نبتكر أساليب ومناهج وأدوات أخرى ليس أقلها ما يمكن البناء عليه من ممارسة النقد للتجرببة ذاتها ودراستها علميا وعمليا .

.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية
- القادة العراقيون ولعبة الامم
- قراءات في أصداء زيارة مدحت المحمود إلى طهران
- العراق ومجتمع الصدمة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 5
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 4
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 3
- فرصة الأصلاح وأمل التغيير
- أنا وأنت والقدر
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 2
- مذكرة قانونية ومناشدة , مدحت المحمود غاصب للسلطة ومنتحل صفة
- العراقي ودائرة القدر.
- ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.
- لماذا لم يحسم أمر داعش في العراق.
- ماذا بعد العراق ح2
- ماذا بعد العراق ح1
- شذرات من كتاب الحياة


المزيد.....




- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.