أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسيا الكعبي - من ضيع الهدهد العراقي؟














المزيد.....


من ضيع الهدهد العراقي؟


اسيا الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ضيع الهدهد العراقي؟
اسيا الكعبي
لدوائر الاستخبارات العسكرية اعمال وانشطة موجودة مع نشوء الحكومات في سبيل تحقيق احتياجاتها وحماية منظومتها واقتصادها داخلياً وخارجياً, فقد بذل الحكام منذ عقود جهودا كبيرة للحصول على معلومات عن البلاد المنافسة التي تقف امامها موقف الخصم المزاحم، وكانت جيوشها حريصة على التعرف على معلومات عن جيوش الخصم وعن مسارح العمليات الحربية المحتملة أو المتوقعة, وبما ان مفهوم الاستخبارات هو الفهم والمعرفة والعلم بالمعلومات التي تستند على قواعد التقييم والتحليل والايضاح والتفسير, فقد اعتمدها كبار المسؤولين من المدنيين والعسكريين كوسيلة لافتعال الازمات والتخطيط المنسق في تأمين سلامة الامن القومي للحكومات.
ولكن بعد سقوط العراق العام 2003 تم العمل على حل الموؤسسة الامنية ومنها الدوائر الاستخبارية، فضلاً عن دمج العديد من الدوائر ودمجها مع دوائر اخرى بأمر الحاكم المدني بول بريمر آنذاك وانشاء جهاز المخابرات الوطني العراقي بديلا عنها.
لم تسلم دوائر الاستخبارات العراقية الحديثة من الانتقادات اللاذعة من قبل الساسة ومجلس النواب والاعلام والمواطن نتيجة لعجزها في مواجهة التحديات الامنية التي تعرض البلاد للخطر بسبب العمليات الارهابية التي ارتكبت على مدى السنوات الاخيرة وخاصة بعد عام 2003، وذلك لعجزها عن التنبؤ بوقوع اعتداءات ارهابية والافتقار الى الحدس المعلوماتي والامكانيات العملياتية للحيلولة دون وقوع تلك الاعتداءات, وغياب الرؤية بإعادة تنظيم وإصلاح تلك الأجهزة.
كما ان اساءة استخدام الاجهزة الاستخبارية من قبل حكومة المالكي والتي سخرها لمراقبة تحركات الخصوم السياسيين بدلا من متابعة الارهابيين الذين يشكلون خطرا على البلاد، وهدره للوقت والموارد والاطماع التي هي غير مجدية لمواجهة التحديات، ما جعل المخاوف تزداد فيما اذا كانت معلوماته مفبركة ذات طابع كيدي ام حقيقية بحق الخصوم, فقد برع بنقل صورة غير حقيقية عن الواقع، وعمد الى وضع جواسيس على من يعتبرهم خصومه، يضلل، ويتآمر، وكان مقياس أمنه أن يتجسس الصديق على صديقه، ما ابعدهم عن المهام الاصلية لهذه المهنة الدقيقة, فاستفحلت التعددية الاستخبارية بدون قوانيين ناظمة تحدد مفهومها المنطقي والفعلي فكانت اثارها الكارثية واضحة على ملامح الشارع العراقي الذي تكبد خسائر كثيرة نتيجة عدم التعامل بمهنية مع المعلومة الاستخبارية وسوء اختيار الكفاءات التي تدعم هذه المؤوسسات الداعمة لامن واستقرار البلد والتصدي للعمليات الخارجية.
لذا يجب اعادة النظر في تقويم هذا الجهاز وتفعيله بما يتمتع به من شرعية تستند بعملها القانوني فمن دون هذا الاطار, تنعدم الركيزة الاساسية التي تميز المهام الاستخباراتية القانونية البحتة عن الاعمال والافعال الاجرامية التحيزية التي يرتكبها الخارجون عن القانون والارهابيين دعما لمصالحهم الشخصية او مصالح حزب او جهة معينة, بارتكاب الخروقات بذريعة مكافحة الارهاب بما في ذلك انتهاك حقوق المواطنين في خصوصياتهم وعمليات الاحتجاز غير القانونية وإساءة معاملة الموقوفين وتعذيبهم اضافة الى استخدام أساليب غير قانونية في عملية التحقيق, كذلك الاخذ بنظر الاعتبار ضرورة التخلي عن فكرة تشكيل الامن الوطني كذريعة للتملص من سيادة القانون التي تسود الدول الديمقراطية, فلا بد من الاستناد الى الصلاحيات الاستثنائية التي تتمتع بها الاجهزة الامنية وفق الضوابط القانونية التي تعمل على مبدأ التعاون بين الاجهزة الامنية، والتنسيق على المستوى الوطني بالشكل الذي يتوافق مع البيئة الامنية التي تعيشها البلاد.
واخيرا , يبقى مفهوم عمل الأجهزة الاستخباراتية في النظام الديمقراطي واجبا مقدسا يبتعد عن أي فعل تعسفي ويستند الى الحدس السديد والامكانيات الفعالة في جمع المعلومات وتحليلها, على العكس من مفهوم النظام الشمولي الذي يعتمد على افتعال المعلومة والقبض والتحقيق والمحاكمة ...الخ بدون قيد او شرط, فلا استقرار امني ولا حقن لنزيف الارهاب والطائفية ما لم تكن هناك كلمة حق وضمائر حية تحوط البلد بسور من الحصانة بعيدة المدى.



#اسيا_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الدوحة يكشف النوايا المالكية الخبيثة
- البرلمان يعزز لك الاصلاحات يا سيادة رئيس الوزراء
- قانون الاحزاب .. ينهي وجود الميليشيات
- خطوات برلمانية نحو الاصلاح والتغيير
- خميس الخنجر الثري المثير للاشمئزاز


المزيد.....




- -معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا ...
- -القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك ...
- من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف ...
- جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ...
- فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
- براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ ...
- تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد ...
- إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
- زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد ...
- أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسيا الكعبي - من ضيع الهدهد العراقي؟