|
على المسلم ترك الإسلام
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 04:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ردا على مقالي السابق (التفريق بين الإسلام والمسلمين) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=484272 كتبت لي صديقة من شمال افريقيا من خلفية اسلامية الرسالة التالية التي انشرها مع عنوانها دون ذكر اسمها.
--------------- تحياتي لك دكتور، مع تمنياتي الحارة بوافر الصحة والعافية. قرأت مقالتك الجديدة، ثرية وقوية كالمعتاد. لكن أنا لا أتفق مع عبارة فصل المسلم عن الإسلام. بل على المسلم والمستسلم لقدره تجديد أفكاره، ثم البحث عن الحقيقة المغيبة ومن ثمة ترك الإسلام طوعا وعن اقتناع. لأننا لو فصلناه عن الإسلام جبرا وبالقانون سيسعى لإيذاء نفسه ويرتمي مجددا في أحضان إلهه القمر سرا وعلانية. وبما أن الممنوع مرغوب سيتقاتل المجاهدين في سبيل الله وسيعملون على إرساء شريعته وسيقتلون الإنسانية باسمه.
إن فصل الدين عن الدولة اليوم صار ممكنا. وقد جاء نتيجة نضال تاريخي طويل. لكن هل بإمكاننا اليوم الفصل بين الإنسان والدين؟ أمر صعب جدا، المقدس لا يمس. لقد صار سلوكا، حرام، حلال، جائز، مباح. فهل يمكن فصل البوذية عن البوذي؟ هل يمكننا الفصل بين المسيحية والمسيحي؟ هل يمكننا سلخ الهندوسية عن الهندوسي؟ محو اليهودية من ذاكرة اليهودي؟ سبيل محال، صحيح مقارنة بالإسلام تبقي تعاليم ونصوص بقية الأديان الأرضية والبشرية مسالمة ولا تدعو للقتل على عكس الإسلام الدموي. ورغم ذلك يصعب فصلها عن المؤمن بها والمتبع لها.
المزعج في الأمر أن الإسلام وأنصاره يتحكمون في أذواق واختيارات وسلوك الخ. المسلمين وغيرهم باسم الله. هذا الإله الحاقد والمنتقم والجبار الخ، الذي يصعب إرضاءه. ولذا وأمام تعارض الإسلام مع أبسط الحريات والحقوق، كحرية الضمير، الحق في التعبير، الحق في الحياة، على المغيبين أن يستفيقوا ويحددوا مصيرهم بأنفسهم، ويتوقفوا عن إضاعة أموالهم وأوقاتهم في أشياء لا تنفع بل تضر.
وكأنني بالمسلمين أو المتأسلمين المخدرين يخجلون من الوجه القبيح للإسلام ويريدون الإسلام الطوباوي، المسالم والرائع والإنساني. غير أننا حسب النصوص والتاريخ والتراث الثقيل الذي وصلنا فإن الدماء تقطر منه والإجرام والذبح والنهب مارسه من استطاع إليه سبيل. وهذا هو الإسلام الذي صنع المسلمين. الإسلام يتكون من دار حرب سكانها الكفار ودار السلام يسكنها المسلم سليل خير أمة أخرجت للناس. والإطار العام هو الإسلام. فحتي الكافر يشكل جزءا من الإسلام. فكيف نفصل بين الإسلام والمسلمين؟ وكيف نفصل بين المنتج والمنتوج؟ هذا المنتج الذي نراه لا يدافع عن اختراعه ويترك لمطبقيه الشعور بالذنب. نحن لم نطبق جيدا شرع الله، نحن نسينا شرع الله فنسينا. لماذا نري حرب أفكار تتصارع منذ وجد الإسلام تدور حول أيهما أصح ما يقوم به المسلم المسكين أو ما يوجد في النصوص والكتب؟ في الواقع، الأصح كيف نساعد المسلم على ترك الإسلام وفسخ خانة الأديان للأبد.
المسلم يحاول اليوم الفصل بين المسلم العادي والمسلم الإرهابي. هذا الفصل يصر عليه إما عن جهل أو خجل أو مصلحة. ولكن هما وجهان لعملة واحدة. الوجه الأول لا يطبق كل أركان الإسلام. يصلي ويحج ويصوم ويزكي. فقط والوجه الثاني يصوم ويصلي ويزكي ويحج ويجاهد في سبيل الله. المسلم الإرهابي بالتصنيف الدولي اليوم يطبق كل تعاليم الإسلام وبحذافيرها، والمسلم العادي لا يطبق أهم ركيزة نادي بها إله الإسلام أي الجهاد في سبيله للحصول على جنة الخلد.
فلماذا الإصرار على فصل المسلم عن الإسلام؟ لو أردنا فعلا فصل المسلم عن الإسلام فلنلغي حد الردة ولنكتب على كل نسخ القرآن: هذا الكتاب معطل للعقل. عندها سنفصل فعلا بين الإسلام وأتباعه. الإسلام فشل طيلة 14 قرنا في تقديم نموذج ناجح فعال يمكن تطبيقه في الواقع. لماذا يصر أنصاره على تطبيقه مجددا. وجب على الجميع عدم إتاحة فرصة لهذا الأمر الكارثي أن يحدث. لقد أنتج الإسلام القتل والترديد والتواكل وعدم إعمال العقل والسرقة والنهب من تراث وأموال الغير. وبعد تاريخ طويل وحافل بالخراب، نتساءل ما هو النظام البديل الذي سيطرحه الإسلام لو أتيحت الفرصة؟ هل سنركب الجمال مجددا ونشرب من خيراتها؟ هل سنسكن الخيام ونلبس الجلباب؟ ونتمتع بما أنتجه الإسلام من أمراض كالوسواس القهري والازدواج في الشخصية والجنون والنرجسية. أي إسلام سنتبع السني أم الشيعي؟ وللقائل يوجد فرق بين الإسلام والمسلمين، ما طبق لحد الساعة يؤكد أنه لا يوجد فرق البتة.
دكتور سامي، إن الألمان عرق. لما فصلناهم عن النازية بقيت التسمية ألمان واستقرت النازية في أرشيف التاريخ. أما المسلمين فلو فصلناهم عن الإسلام ما هي التسمية أو الصفة التي ستجمع بين هؤلاء الغرباء؟ أم أننا سننسب كل فرد لبلده ولكم دينكم ولي ديني؟ وأري أنه الحل الأنسب والأسلم. لكن سيحتج المتعصب لدين الله ورسوله، ها هي المسيحية متواجدة في الغرب وأنصارها المسيحيون، وهاهم اليهود أنصار اليهودية. ما العمل أمام مسلم بعيد كل البعد عن الإسلام والفرق بينهما شاسع؟ الحل بسيط عليه أن يغادر الإسلام، ويشغل عقله حتى يشفي من مرض الجنون الذي لازمه كظله. على المسلم ترك الإسلام وكفي. ----- هنا انتهت رسالة الصديقة
تعليق سامي الذيب ------------ اعني بالتفريق بيم الإسلام والمسلمين، أن نفرق بين الإثنين. الإسلام نظام اجتماعي يتضمن الغث والسمين تماما كما هو الأمر مع النازية. والمسلمين هم بشر مثل اي بشر. منهم من يطبق الإسلام بحذافيره، ومنهم من يريد تطبيقه اذا سمحت الفرصة، ومنهم من لا يريد ذلك. وما اطالبه من المسلم هو ان يترك التعاليم الإسلامية المخالفة لحقوق الإنسان. ولذلك لا بد من الإعتراف بإن دينه يتضمن مثل تلك التعاليم. وهذا ما حصل مع المسيحية. فمسيحية العصور الوسطى تم غربلتها، وهذا لم يمنع بأن يبقى المسيحي مسيحي. ولا احد منهم يريد الرجوع إلى مسيحية العصور الوسطى ووحشيتها. بطبيبعة الحال من المفضل ان يقوم المسلمون بتطوير دينهم، كما اقترح عليهم المرحوم محمود محمد طه، طيب الله ثراه، الذي رأى ترك القرآن المدني، والتمسلك فقط بالقرآن المكي. فتم شنقه بتحريض من الأزهر وخفافيش الظلام. ولكن يحق للمجتمع الدولي فرض التغيير على المسلمين عندما تمثل تعاليم الإسلام المخالفة لحقوق الإنسان خطرا على السلام العالمي وعلى مبادئ الإنسانية، كما هو الأمر في سوريا والعراق والسعودية وغيرها. فلو ان الألمان ارادوا الرجوع إلى النظام النازي، فسوف تقف دول العالم ضدهم. اضيفي إلى ذلك ان هناك مسلمون في الدول الغربية. فيحق لهذه الدول فرض تغيير تعاليم الإسلام التي تتعارض مع قوانينها وتهدد امنها وتنتقص من حقوق الآخرين. . د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com كتبي المجانية: http://goo.gl/lPdG9y طبعتي العربية للقرآن: ورقيا من أمازون http://goo.gl/EtrbqN أو مجانا من هناhttp://goo.gl/a6t77b حلقاتي في برنامج البط الأسود https://goo.gl/AZoTfn حلقتي حول ترجمة القرآن الآليات والمشاكل https://goo.gl/2B6DvM
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التفريق بين الإسلام والمسلمين
-
مطلوب طبيب امراض عقلية
-
نصيحتي للدول مانحة اللجوء للمسلمين
-
تنحية الأسد ام تنحية الإسلام؟
-
استئصال الإسلام أو خراب العالم
-
يجب رفع القداسة عن القرآن
-
اول طبعة للقرأن مع علامات الترقيم الحديثة
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 109 (المبهمات)
-
بلاغة القرآن
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 108 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 107 (النواقص)
-
اخطاء القرآن: طيب وبعدين؟
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 106 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 105 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 104 (النواقص)
-
الوحي اكبر خديعة Revelation is the biggest fraud
-
النبي سامي الذيب صلعم
-
تنقصنا طبعة محققة للقرآن
-
قراءات النبي محمد المختلفة عن القرآن
-
العميان في القرآن
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|