جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 11 - 13:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ذهبت لتشتري روحا جديدة
(ملاحظة هذه القصة ليست شخصية)
بداية اود اقول بان زوجتي كانت دائما انسانة هادئة تحب الموسيقى الهادئة و الجلسات الهادئة و هي عادة بشوشة تحب الاماكن الامنة و تتجنب السفر الى الدول الشرقية بقدر الامكان حتى اذا توسلت بها و هي تجيب و تسألني: لماذا لا تسافر لوحدك؟
لم استطع ان اصدق عيناي عندما رجعت الى البيت من المدينة و هي متغيرة 180 درجة و كانما هي انسانة اخرى كليا. بدأت تبكي بصوت عال اضطريت ان اسكتها خوفا من ان الجيران ينتبهون للقضية و يعتقدون بانها اصبحت مجنونة. طبعا سألتها عن السبب و لكنها صمتت لمدة ساعة كاملة و انا في حيرة.
اخيرا كسرت الصمت: ذهبت الى المدينة لاشتري روحا جديدة لاني بدأت احس بان روحي القديمة باتت ثقيلة و صلبة كالحجر و فكرت بان الان جاء الوقت للتخلص من هذا الثقل. ذهبت الى المحل الذي هو في الشارع الجانبي - المحل الذي يقع بين محل بيع السلع الرخيصة (بيورو) و بين المطعم الصيني الصغير لان الارواح التي تباع هناك ارخص من التي تباع في المحلات الاخرى. جاست البائعة و هي بنت شقراء بدى عليها علامات الملل بالقرب من الباب. بعد فحص مختلف الموديلات قررت ان اشتري موديل اسمه (الحياة الاخرى) بـ 100 يورو.
قلت للبائعة ليست هناك حاجة لوضعها في كيس من البلاستيك لاني اريد ان البسها حالا. هكذا بدلت روحي بروح جديدة. وضعت روحي القديمة في علبة البلاستيك لاعتقادي باني لربما استطيع بيعها يوم ما. تصور خفة الروح الجديدة هذه! نهضت بعد مدة لتعلن بانها تريد ان تسافر للشرق حالا و بانها تريد تغير حياتها كليا. سألتها عن الكيس البلاستيك الذي كان في يدها. رمتها على الارض بقوة و هي تقول: تغضل هذه روحي القديمة بعها اذا تريد.
تركت زوجتي البيت و انا في حيرة من امري. اخيرا وقع نظري على كيس البلاستيك على الارض. فتحت الكيس و وجدت بان الروح فعلا ثقيلة اسود لونها. بعدد تردد قررت الذهاب الى المحل للاستفسار عن الموديل الذي اشترته. بحثت كثيرا عن المحل و لكني لم اجد اثرا له. قررت اخيرا ان البس روحها القديمة في البيت لاكون قريبا منها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟