عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 23:55
المحور:
الادب والفن
في كلّ اسبوعٍ .. يومُ جمعة
في كلّ اسبوعٍ .. يومُ جُمعة .
يومٌ للبداياتِ والنهايات .
يومٌ ليسَ لهُ آباء .
اذا كانَ ليومِ الجمعةِ آباء .. سيكونُ يوماً عاديّاً .. كيومِ الثلاثاءِ مثلاً .
انّ الثلاثاءَ يومٌ جميل .
و لكنّ الآباءَ يسألونَكَ فيهِ .. إلى أينَ أنتَ ذاهبٌ يا بُنيّ ..
فتشعرُ أنّكَ لاتزالُ طفلاً .
في يومِ الجمعةِ .. الآباءُ لا يطرحونَ أسئلةً كهذه .
و تشعرُ أنّكَ " كبير " .
و عندما لا تريدُ الذهابَ إلى شارعِ المُتنبّي ، أو الى سوق الغَزلِ ، أو الى ساحة التحرير ، أو الى مقهى " أرخيته " ..
فبأمكانكَ الذهاب الى أيّ مكان .
بأمكانك البحثُ عن ( لطفيّة الدليمي ) ، التي لم تتركْ عقلاً جميلاً ، دون أنْ تُناجيهِ من أجلنا .
بامكانك ان ترحل الى حيث يعيش ( وسام هاشم ) .. الذي " يصنعُ ثلاثاء صغيرة ، كل ثلاثاء ". و يبحثُ عن " عزلة في فمّ الشارع ".. و يُطلِقُ كلّ السهول الحبيسة من اقفاصها الشاسعة .
بأمكانكَ أنْ تتلمّسَ دروباً غريبةً نحو ( خالد مطلك ) .. الذي ينثرُ مطر الجمال فوق حياتنا اليابسة .. من حيث ندري ، ولا ندري .
بأمكانكَ الهجرةَ الى الشمال .. الى مملكة الدنمارك السعيدة .. حيثُ يتحارش ( أزهر جرجيس ) ، حتّى بالبعوض القطبيّ .
بأمكانكَ الذهاب الى " واكا واكا " .. في مملكة نيوزيلندا الساحرة .. لكي تعيش مع الطائِرَين الساحِرَين ( مؤيّد العلي ) ، و ( عماد منصور ) .. بدلاً من العيش مع " الجنيّات " .
بأمكانكَ الذهاب الى استراليا .. حيثُ ( سلام دوّاي ) ، يكتبُ قصائده المُدهِشة .
بأمكانك الذهاب ايضاً الى مالمو .. حيثُ يكتبُ ( نصيّف الناصري) أشياء عجيبة .
بأمكانك الذهاب الى أمكنةٍِ أخرى .. حيثُ يكتبُ عراقيّونَ آخرونَ أعمق ما في الكون .. ولا يقرأُ لهم أحد .
في كلّ اسبوعٍ يومُ جُمعة .
و في يوم الجمعةِ لا نحتاجُ الى آباء .
الأباءُ ، دائماً ،
يقتلونَ أحلاماً كهذه .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟