رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 19:41
المحور:
المجتمع المدني
العقل العربي والردة
كنا قد كتبنا مقالا ننتقد فيه كاتبا رأينا أنه أخطأ ببعض القضايا، فقامت الدنيا ولم تقعد عند البعض، ومنهم من عاد إلى الوراء وأخذ يدعم هجومه الساحق الماحق علينا وعلى المقال وكأننا جيش غازي جرار، لن يرحم الحجر أو الشجر أو الإنسان.
ما يلفت النظر فيما كتبه المنتقدون، وجود ردة في العقل ألعربي تتمثل بما يلي: إذا كان نظام/شخص/حركة ما تستخدم فكرة/طرح/قضية ما تتعلق بالمنطقة وبشعوبها، ونحن لسنا على وفاق معها، أو مختلفين مع طرحها، أو نكرهها لأنها سببت لنا الألم أو قامت بقمعنا، نربط سلوك وطرح هذا النظام/الحركة/الشخص بتلك الفكرة/القضية/الطرح ونجعل منهما شيئا واحدا، فكل ما صدر عن النظام/الحركة/الشخص هو كفر ويجب محاربته، فلا مجال عندنا لفرز الأفكار وتبيان الصحيح منها، فنحن فقط نجملها ونضعها في بوتقة واحدة ونصنفها في قائمة الممنوعات والمحرمات.
البعض يريدنا أن لا نتكلم عن فلسطين، فهي قضية خاسرة بالمطلق، وكل من تعامل معها دفع ثمنا باهظا، من هنا علينا تجاهلها أو إهمالها، والتعامل بالواقعية التي تلغي فلسطين وشعب فلسطين، بهذا الطرح أرادنا البعض أن نكون.
والبعض لا يريدنا حتى أن نذكر كلمة قومية فهي الكفر بعينه، ومن ينطقها يقع عليه حد ألردة، وأصبح كل مفكري القومية العربية مطلوبون للعدالة فهم من اوصلنا ألى ما نحن فيه، بينما القطرية/القبلية/الطائفة/الحزب هو من سينقذنا ويجعل حياتها رخاء بعد شدة.
نحن لا نهتم كثيرا لو كان هذا الكلام صادر عن مواطن عادي، فهو في العادة يكون مردد لما يسمعه من هنا أو هناك، لكن أن يصدر من النخبة المثقفة، التي تتعاطى السياسية والمعرفة وتقرأ، وعند كلمة تقرأ يجب أن نتوقف طويلا، أعتقد بأن هذه زمن الردة والتقهقر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟