أحمد عبد الغني
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 07:55
المحور:
الادب والفن
التيه الأكبر
ألبس قميص تيهي القديم
وأتسكع على ضفة نهر الشوق
عل الهاجرين يعودون
عن الغدر..
عن الهجر..
علي أتلمس تيار الرحمة
عل اللفيفة البيضاء تتخطفني
تغشى ما بي من لظى
علي أتنشق نشيد الليمون للنجاة
علي أظفر بمناي في موعد مع زهرة اللوز
ترياقي من سم الفرعون
علي أفر من ثأر الطاعون
أتسكع حاملا غيمتين
أتطلع لحرير روما
وبندق أورشليم
أحلم بمرافقة ابن بطوطة
أحلم بأكل الحوت قبل المغيب
أحلم بعبور نافذة القصر
أتسكع عل الحق يحن لي
عل المنفى يأتيني
عل الجبل يخر أمامي
عل الأربعين ليلة تستحيل ليلة..
خير من ألف شهر
عل الفرح يخرج من تحت السدرة
عل العجل يخور في وجه الجندي
عل الرماد ينجلي عن الشهادة
فوق مهدي
أعانق جنوني
وأحكي سيرتي
سيرة كل عربي
عل بعضهم يحن لي
لأصلي
لصحرائي
لملهاتي
لنبوة جدي
لخياطة سترتي...
لعل الحشائش تذكر
تعترف بفضل أمي
في زراعة الريش
مهرا للريح
زراعة القصب زينة للشمس
تاجا للنهر
سيدا على البحر
بلا موج
بلا زبد
ولا ملح...
أمارس تيهي
ولا أبال ..
من أين قد قميصي ..
أحلم بمرسى الفلك
أشهرها في وجه الصيحة
موقنا ببراءتي..
أمشي ...
على حافة العمر
أتدبر
لا البقية تأتي
ولا البداية تتكرر
أمارس هوايتي
أشد على كلماتي وأعبر
أتيه على حلوق اللغة ..
أي حرف يقتلني ..
أية عبارة تحييني؟
الموت يرفض أن يخسر
التيه كل خطوة يكبر
ولهيات أبجديتك ألفت في الزمير
والغمامتان تتطلعان للأفق
وتتأففان ..
يصير حزنهما أكبر
كلما صعدت المنبر
تتشبثان بكل شيء أخضر
تذكرة سفر
للسماء .. للمعبر
أمارس تيهي لأتذكر
اسمي .. آدم ..
الغريب ..
عنتر ..
أنا العابر المعمر
أتيه وبك لا أكفر...
أحمل جرتي ..
وغيرتي ..
عصاي وحجر
أجر إنسانيتي ..
خيانتي ..
حبي ..
مدخرات مكري
وحبات هتاف بلا جوهر ..
أجر تاريخي الأحقر ...
أتيه وأنظر
موعد الصعود
موعد المطر
أتسكع هنا
عل الودق من عيني ينهمر
اثنتا عشرة عينا وأكثر
طابور السقاية يغبر
تشرب العنزة فلا تنتظر
علي أسبق السهر ...
علي أستفيق مصدقا الرؤيا ساعة الفجر...
أبرىء النهر ..
الزمن الأكمه ..
ليتنفس الحب ويرقص
احتفاء بعودة الربيع
بانتهاء الزمن الأبرص
أحمد عبد الغني
#أحمد_عبد_الغني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟