أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - عصابات الفساد ومطرقة العدالة














المزيد.....

عصابات الفساد ومطرقة العدالة


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن ذاق الشعب العراقي الأمرين من فئة سياسية طارئة على السياسة وإدارة الدولة بل هي طارئة حتى على الشعب العراقي الأصيل ، تلك الفئة التي أريد لها في غفلة من الزمن أن تستلم دفة إدارة البلد لتذهب بالشعب والبلد إلى المجهول محققة بذلك مخططات أعداء العراق الذين انتظروا هذه الفرصة منذ ما يزيد على أربعين عاما ، ولم يكونوا طوال هذه العقود جالسين بلا حراك في انتظار حصول المعجزة بل كانوا في عمل دؤوب كخلية نحل يخططون ويحيكون المؤامرات ويعدون الخطط والخطط البديلة ويحركون بيادقهم لتضرب هنا وتخرب هناك ، وأثناء كل ما سبق كانوا يستفيدون من رعونة وارتجالية حكومة البعث التي كانت تتصرف على أساس اعتماد الفعل وردته من غير ستراتيجية علمية مدروسة تبنى على أساس علمي رصين ، فكان التخبط واضحا في اعتماد السياسة المالية والاقتصادية التي كانت تعتمد المتاح من الموارد السهلة كاستخراج النفط الخام وتصديره إلى الأسواق العالمية مهملة القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية الأخرى فغدا اقتصاد البلد اقتصادا ريعيا يعتمد على النفط والنفط وحده ، وليتهم توسعوا وطوروا تلك الصناعة الرائجة بتطوير صناعة المشتقات النفطية التي تتمتع بأسعار عالية متميزة، قد يبلغ سعر برميل المشتقات النفطية أحيانا أكثر من عشرة أضعاف سعر برميل النفط الخام ، ولكن الاعتماد على قليلي الكفاءة من غير المهنيين في إدارة المرافق الصناعية والزراعية والتجارية في البلد هو الأمر الذي أورده موارد الهلاك، فإهمال المؤسسات الصناعية العريقة التي أنتجت طوال عشرات السنين سلعا استهلاكية على درجة عالية من الجودة التي أقرها الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية المشهود له بالمهنية العالية واعتماد المواصفة العالمية الرصينة، وليس إهمالها فحسب بل محاربتها ومنافستها في السوق عن طريق فتح الحدود أمام السلع المبتذلة عالميا لتدخل إلى السوق العراقية من غير رسوم كمركية أو ضرائب أو رقابة جهاز التقييس والسيطرة النوعية ، ناهيك عن صفقات الفساد التي تبرمها وزارات الدولة مع مصانع وتجار لتجهيزها بالسلع الرديئة التي تقل جودة بكثير عن ما تنتجه المعامل العراقية ، وما ذاك إلا بفعل العمولات المشبوهة التي يتلقاها المسؤولون عن التجهيز في تلك الوزارات. وما هذا إلا غيض من فيض ما تخطط له الجهات المستفيدة من هدم وإنهاء البنية التحتية العراقية كيما تستفيد الجهات عينها من هذا الخلل في التوازن الاقتصادي في البلد عن طريق توريد ما يحتاجه البلد من سلع تم القضاء على صناعتها ، وليس هذا فحسب بل ستكون تلك الجهات المستفيدة هي عينها من سيقوم بإعادة إعمار تلك المنشآت التي أسهمت في تخريبها والاستفادة مجددا من الفساد المنتظر في عملية إعمارها بالعمولات والعمل الرديء ، وطوال كل هذه السنين العجاف ومنشار الفاسدين ينخر جسد الموازنات السنوية المتتالية لترهق الخزينة العامة للدولة العراقية ، وقد وصلت أضرار ذلك الفساد إلى عظم المواطن العراقي في الآونة الأخيرة ما حدا به إلى الانتفاض بوجه المفسدين في تظاهرات أرهبت وترعب أولئك الفاسدين الذين لم يجدوا بدا من الانصياع مذهولين إلى إرادة الشعب العراقي فصوتوا بالإجماع في مجلسي الوزراء والنواب على الحزمة الأولى من الإصلاحات التي قدمها رئيس الوزراء المطالب حاليا بتنفيذ تلك الإصلاحات على أرض الواقع وتعزيزها بحزم أخرى كثيرة من حزم الإصلاحات المرجوة لتضع النقاط على الحروف وإرضاء شعب قرر أن يرفع سقف مطالبه إلى آفاق ومستويات أعلى بكثير مما يتوقعه الفاسدون ، ولن يرضى العراقيون بسقف مطالب إن لم يكن هو الأعلى بين ما يتحصل عليه أغنى وأكثر شعوب المنطقة رفاهية فلسنا أقل من أحد بين كل شعوب العالم فنحن بناة البشرية ومعلموها الأول .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان على المدنية والديمقراطية
- الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية
- اصمدوا .. فقد ظهرت بوادر النصر المبين
- العمليات الإرهابية .. وإرادة الشعب الثائر
- الفساد وحقيقة محاربته ومن يحاربه ؟
- - إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا -
- وماذا بعد صدور تقرير اللجنة ؟
- إدامة زخم التظاهرات مطلب حيوي
- ظلمونا فانتفضنا
- وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
- ليت هندا أنجزتنا ما تعد
- الحرب على الإرهاب وأثرها في الحراك الجماهيري
- الحراك الجماهيري المتصاعد وآفاقه المستقبلية
- الحصة التموينية الواقع والطموح
- الصناعة العراقية .. الواقع والطموح
- الكهرباء .. والكارثة الوشيكة
- الكهرباء الوطنية والمشكلة الأزلية
- إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش
- المؤسسات التعليمية ومشكلاتها
- 19 تموز المرأة العراقية والإعمار


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - عصابات الفساد ومطرقة العدالة