عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 13:42
المحور:
الادب والفن
وداعاً----- وداعاً !!! العزيز " وهاب "
عبد الجبار نوري / أبو رفاه
عذرا حين أناديك بأسمك مجردا من الكنية ، لكونك توأم أخي الفقيد " عبد الحسين " رحماك يا أبا الحسن حين قلت : رُبّ أخٍ لم تلدهُ أمّكْ ، أحقاً أختزلت من الزمن الغادر أربعين يوماً ؟ وقد مرّتْ علينا بسرعة الضوء ، وقل أربعين لحظة لأنك الحاضر الغائب ، ويا وهاب لقد تحديت قمرنا الزائف عندما يدخل محاق الظلمة ، ولكن قمر شخصك الكاريزمي يأبى الأفول ، فضوء وجهك الوسيم في مساحة كوكبنا الحائر في ديمومة دورانه حول نفسه ، و أنت تزهو بصمتك ومكابرتك الرجولية في تحدي جبروت الكانسل اللعين كانت والله أسطورة غير مسبوقة في عالم الكبرياء والشخصنة ، وأسفي عليك رحلت سريعاً وبصمت رهيب حتى لا تؤذي من حولك ومررت كغيمة بيضاء عسلية ، أو كفجر عيد حين تقفز شلالات من أنهار روحك المخملية الشفافة إلى عطش طقوسنا ، وكانت عيناك من تحفة الأرواح الباهضة ، وكلما فتحت أزرار قميص قلبك أفرجت عن طيور " أنسنتك " ملء كوكبنا الجميل وسمائه الملائكي ، فعندها يحتفل الهواء ،وتعشب السماء وتلك هي الأرواح العالية .
آه --- آه من الموت ! ما هو ؟ ولمذا ؟ وهو أرهاصات جميع الفلاسفة الذين نسجوا منه الأساطير وأسموهُ " الملهاة التراجيدة المضحكة – المبكية " فغيابك الأربعيني لا تنفع وقتها كل عبارات التعازي المستهلكة ، ولا مواساة ذوي القربى والأصدقاء ، ولا تجد تمنيات الصبر والسلوان لها معنى ، ولقصوري في التعبير لفاجعتك المفاجئة شلت تفكيري ، وكسرت قلمي ، وعقدت لساني ، ولأنك كنت لي كظلي ، تبثُ فينا الأمل في ساعات الشدة وما أكثرها ، وتملأنا طمأنية بأبتسامتك الحلوة ونشيدك الطفولي المفعم بالبراءة { سهلة ، مكظية ، بسيطه ، ماكو شي } وتيقنت عندها أنك تريد أطمأناني ----- وداعاً أخي " وهاب : لتطمأن روحك فأنها في العلياء عند الجوزاء مع الملائكة بأجنحتهم البيضاء المنزوعين من جلباب الدنيا الزائفة الفانية الملوثة بخطايا مستنقع عالمنا المزيّف ، وتذكرت بعض أبياتٍ رددتها في أحدى مصائب دهرنا الغادر ، أقولها على لسان أخيك المفجوع الأستاذ عبد النور عباس وولديك الدكتورين علي ومحمد ----- فأهديها لك يا أعز أصدقائي وأحبتي :
سأبكيك حتى تفقد العين ماؤها ---- ولا ينقص حزني عليك ولا شجوني
أخي أي عيشٍ بعد فقدك يصبو لي ----- وأي حبيبٍ بعدك الفلب يستهوي
ستوكهولم/ السويد – في 4- أيلول -2015
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟