أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -دوائر العطش- فراس حج علي














المزيد.....

-دوائر العطش- فراس حج علي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 16:42
المحور: الادب والفن
    


"دوائر العطش"
فراس حاج على
يمثل هذا الكتاب تماشيا/مواكبة لعصر ألنت، فنصوصه مختزلة جدا، تناسب مطلب جمهور ألنت، الذي يريد معلومة/فكرة مختزلة، وأيضا تلبي عواطفه اتجاه المرأة، من هنا يجمع/يقدم لنا الكاتب هذين في كتابة "دوائر العطش" فنجد المرأة هي المحور الرئيسي الذي يتحرك به ومن خلاله السارد، عدد النصوص يتجاوز مائتان وخمسون نصا، غالبيتها تتحدث عن المرأة، والقيل جدا من النصوص تحدث عن الوطن، أو خارج دائرة المرأة.
لغة النصوص لغة أدبية، فكاتبها شاعر ويمتلك القدرة على الصياغة الأدبية بشكل تقن وجميل، فيصف لنا المرأة التي يعشقها/يريدها بهذا الوصف: "هي أجمل امرأة وأطيبها قلبا، وألذها شهوة،... وتروق لي شهوتها المتفتحة الناضجة، كأنها سفر حكمة أو تفاحة من يقين، تغفو على ساعدي شبه غزالة ناعمة تتنفسني واجدا وأتنفسها عطرا" ص9، صورة ناعمة وجميلة المرأة التي يحلم بها السارد، فهي ليست صاحبة جمال فتان وحسب، بل ويحمل ذالك الجمال أسباب/دوافع المعرفة والحكمة، وهذا ما يجعلها امرأة نادرة/متميزة.
ما ليفت النظر في النصوص أن الكاتب عندما يريد أن يقدم العلاقة الناجحة والسلمية مع المرأة وبشكل ايجابي كان يستخدم صيغة (أنا) ولكن عندما يريد أن يتناول تلك العلاقة بصورة سلبية/علاقة غير مكتملة/ناقصة/منتهية، كان يستخدم صيغة (هو) فيقول في نص "هي وهو" "هي لا تفكر فيه، تكرهه قليلا، لا تريده حبيبا ولا صديقا، ولا لاعبا احتياطيا، هذا ما حدث مع آخر رسالة كتبها لها، هذا ما تم مع آخر رد لها" ص58، فالسارد هنا يريد لنفسه الكمال/تنمية علاقته بالمرأة/ لكنه يرى في ال(هو) نقيضه، غير المحبوب/الناقص/العابر.
لا بد أن يترك الواقع الذي يعيشه الإنسان أثرا في نفسه، وإن كان لا يعي هذا التأثير، "فراس حاج علي" في هذا الكاتب وقع تحت تأثر عصر ألنت، فنجد العديد من الصورة لهذا التأثر من خلال قوله: "أغلق جهاز "اللاب توب" ص76، "ينقذها جدارها على الفيس بوك لتناجيه يوما" ص79، "تفقد كل مصبات البريد، في الهوتمل، في الياهو، والجيميل، وعلى الفيس بوك بصفحاته المتعددة" ص105، وهناك العديد من هذه الكلمات التي تشير إلى أن الكاتب عندما كتب هذه النصوص كان فريسة/طريد العصر، فلم يستطع أن يكتب في هذه المجموعة ما هو خارج عصر ألنت والسرعة والمعلومة القصيرة.
من المواضيع القليلة التي استطاع السارد أن يقدمها لنا خارج موضوع/هيمنة المرأة، كان الوطن والإنسان، ويمثل هذا اختراق لحصار المرأة للسارد، يقول: "يذهب إلى عمله، يأتيه الموت بسلاسة نادرة، تعلنه حركنه شهيدا" ص64، "يظل يحلم بالعيد، ليجنب صغاره مرارة التشرد" ص65، فنجد هنا حتى موضوع الوطن تم تناوله بشكل يتناسب مع عصر ألنت، فلم يستطيع الكاتب أن يتحرر من شكل الكاتبة، علما بأنه تحرر من هيمنة المرأة، وهذا الأمر يعكس النزاعات/الهواجس/الأفكار التي تؤرق الكاتب، فالمرأة تمثل له هروبا إلى الأمام، وفي المقابل الواقع لا يمكن أن يتم محوه كاملا، فيبقى له بعض التأثير فيما يكتبه "فراس حج علي".
كما نجد بعض المشاهد السريالية، التي توجب على المتلقي أن يتوقف عندها، فهي ليست سهلة الهضم، كما يتطلب العصر، فيقول في "رغوة في البال" "كنا ثلاثة شخوص، أنا وطلي والوقت، تصارعنا على إنجاز العمر بأقل التكاليف، فانتبه الظل لمكيدة محققة، فغادرنا، ليحضر سخريته بعيدا عن شبحي المسجى على ناصة الوقت" ص27، ففي المشهد السابق التداخل واضح بين الشخصيات، أنا/الظل/ الشبح/ الوقت، ففي مثل هذه النصوص كان السارد يتمرد على العصر الذي يكتب فيه، وكأنه يقول رغم انسياقي وراء العصر، سيبقى لي جزءا/هامش أتنفس من خلاله.
والكاتب في نهاية ألكتابه "دوائر العطش" حاول أن يخترق/يتجاوز الشكل الذي بدأ به كتابه، من خلال محاولته تقديم قصص شبه كاملة، التي بدت واضحة في "يوميات كاتب يدعي(+)" فهنا كانت النصوص اقرب إلى القصة القصيرة، وهي من انضج ما في المجموعة على صعيد الحبكة.
هناك بعض الحكم التي جعلت النص يستمتع به، وليبي طموح القارئ النهم، فكان الحكم: "كل البلاد والعباد حواجز، حتى الجسد أصبح حاجزا، أحاول أن أندادي الحرية فلم استطع" ص18، وفي نهاية الكتاب قدم لنا الكاتب مجموعة من الحكم عددها (23) توجب علي المتلقي التوقف عندها ويتمتع بها، وهي في اعتقادي خلاصة تجربة الكاتب عن الحياة.
هناك تأثرا بالقرآن الكريم كان واضحا في هذه النصوص، "أنك لن تستطيع معي صبرا" ص30، وهمت به لولا أن رأت برهانها" ص31، "وخضت مع الخائضين" ص67، وهذا يشير إلى ثقافة الكاتب الدينية وقدرته على استخدم النص القرآني بسياق جديد، يفتح آفاقا أمام القراء من أصحاب الثقافات الأخر لكي يتقدموا من للنص القرآني لينهلوا منه.
ختاما نذكر بان هناك علاقة وطيدة بين صورة الغلاف والمضمون، فالغلاف عبارة عن فتاة ترقص باليه، وليس رقصا شهوانيا، وهذا يتماثل مع الصور التي قدمها لنا الكاتب عن المرأة.
المجموعة من منشورات دار غراب، القاهرة، طبعة أولى 2015،



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط طفل يوازي سقوط بغداد
- صراع المقدس والإنساني في مسرحة -أهل الكهف- توفيق الحكيم
- ديوان -مزاج غزة العاصف- فراس حج علي
- -غاندي والحركة الهندية- سلامة موسى
- العامة والخاصة في مسرحية -الكراكي- نور الدين فارس
- الإخوان والجبهة ما بين كنفاني ومرمره
- منصور الريكان روح العراق
- الفساد يستشري
- رواية -التمثال- سعيد حاشوش
- رواية -سوسروقة خلف الضباب- زهرة عمر
- التكفير مرة ثانية -إلى الأستاذ فؤاد النمري-
- حمار الدولة الأردنية
- المقال والنقاط
- أنا لم أكفر
- الطبقة الفاسدة نابلس نموذج
- الندوة القومية لمواجهة الدس الشعوبي
- الكتابة المخادعة بين يعقوب ابراهامي وطلال الربيعي
- -الإسلام والعرش الدين والدولة في السعودية- أيمن الياسيني
- -الاصلاحية العربية والدولة الوطنية- علي اومليل
- -مفاهيم الجماعات في الإسلام- رضوان السيد


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -دوائر العطش- فراس حج علي