أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاعرج بوجمعة - سياستنا مريضة في حاجة إلى -طبيب الحضارة-.














المزيد.....

سياستنا مريضة في حاجة إلى -طبيب الحضارة-.


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظل التاريخ بدون روح، بدون معنى، ما لم يلامس واقع الشعوب، فلأفراد هم من يكتبون هذا التاريخ، فالعدائية (اهبطوا بعضكم لبعض عدو) والعبثية والفساد مفاهيم سابقة في التاريخ، بينما الحضارة ولدت متأخرة، بسبب وعي الشعوب وتحضرها (كما في الغرب)، وحال واقعنا لا يخلوا من فساد وعبثية لذا فنحن في حاجة إلى لحظة تاريخية لبناء واقع سياسي نزيه، وإعادة المعنى للمثقف بعدما تم شراؤه من طرف النظام، فتصحيح ما كان معوجا في تاريخنا السياسي والهروب من "الانحطاط" و"الفساد السياسي والأخلاقي.. راهنّ فيه على تجارب متعددة منذ حكومة التناوب على "الماركسي" بعدما قدم تاريخه للمخزن من أجل منصب زائل، لكن رغم ذلك ظلت سياستنا مريضة إلى أن جاء "المصلح النبي" مستغلا الحراك الشعبي، وسذاجة الشعب المغربي، واستغلال الدين.. لكن كل هذه التجارب وغيرها تصور رؤى معينة لمرجعيات مختلفة كل منها ترى الحقيقة من زاويتها، لكن السؤال يظل مطروحا هو كيف نربط عقد صلح مع التاريخ؟ وكيف نعالج سقم السياسة؟ هل بما قال به محمد عبده "أعوذ بالله من السياسية، ومن لفظ السياسة، ... ومن كل شخص يتكلم أو يتعلم أو يعقل السياسة..." أم بالبحث عن طبيب يعالج مكامن الخلل.
الجواب عن هذه الأسئلة نستشفه مما قدمه نتيشه باعتباره أقرب "أطباء" زمانه لنا، لن نعوّل على أخلاق أفلاطون وأرسطو في السياسة، ولا توفيق ابن رشد بين المدنية والدين، وإنما سنعوّل على أفكار نيتشه من خلال الوقوف على الحلول التي قدمها للحضارة. فميزة نيتشه تتجلى في كونه انتقد كل الآليات السابقة من (شك، ونقد..) ليصرح مباشرة بهدم الحضارة للبناء من جديد، لأن هذه الحضارة في نظره "مريضة" وفي حاجة إلى "طبيب الحضارة" قاصدا الشخص الذي يرى جمال الأشياء في ذاتها، شخص يمتلك معول لتهديم كل التجارب السياسية السابقة، بعدما استفاد منها، شخص يواجه حتى من علمُّوه (شوبنهاور وفاجنر)، ويواجه السلطة الحاكمة (القصر)، بتقديمه الحلول والأدلة التي تبين بأن زمن الفساد قد ولى. فطبيب الحضارة سياسي أقسم بقسم أبوقراط ليس من أجل الطب وإنما من أجل سياسة نزيهة، سياسة تخدم الأخر بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه.. طبيب الحضارة (السياسي) يجب أن يرى في نفسه "زرادشت" الذي سيخلص الإنسانية من الشرور والفساد المنتشر في الأرض. فعملية المراجعة والتقويم هذه ليست سوى مرحلة للبناء من جديد، وإعادة تربية "الإنسان الأرقى" باعتباره إنسانا متحررا من كل عبودية، منتقدا لكل أشكال الحكم في التاريخ، هو الإنسان الذي يتحكم في أهوائه ورغباته، إنسان لا يمكن شراء مواقفه وصوته الانتخابي.
فسياستنا اليوم في حاجة إلى "مثقف عضوي" إلى جانب " طبيب الحضارة"، مثقف لا يمكن للسلطة السياسية أن تساومه، فهو من يحمي السياسة من الفساد، أو بلغة "بورديو" هو من تأتي الفضيحة على يده. فالمثقف هو من ينهض بالسياسة والثقافة من خلال دعواته المتكررة لإنتاج أفكار جديدة تجيب على إشكالات المواطن البسيط. كما يجيب على المثقف أن يقوم بأدوار طلائعية تتمثل في فضح تواطئ الأحزاب مع القصر، أي يمارس الرقابة إن لم يكن باستطاعته ممارسة السياسة داخل مؤسسات الدولة. فلا ننكر بأن سياستنا تنهل من مرجعية "قبلية" تؤمن بأحقية القبيلة الواحدة والحزب الواحد والمرجعية الواحدة. فمفهوم الانتخاب بناءا على الحنكة السياسية لم نصله بعد، لازلنا نقدم مرشحين دون المستوى "سياسيا" فلا وجود للعاطفة في النقد، قلتها في سطاتو سابق بأن سبب تراجع سياستنا هو غياب الرجل المناسب في المكان المناسب، فماذا تنتظر من رجل سياسي فاسد سوى إنتاج الفساد سواء في المؤسسات أو إنتاج قادة من داخل الحزب كلها فاسدة تفكر في مصالحها الشخصية فقط، دون مراعاة المصلحة العامة.
ختاما، يمكن القول بعد "التحول "الديمقراطي" الذي عرفه المغرب، نحن في حاجة إلى "طبيب الحضارة" الذي سيعمل على تشريح الجسد السياسي المغربي، وتشخيصه للبحث عن علاج له في الثقافة والتربية والوعي.. كما نشير كذلك أن المغرب لن يتقدم ما لم يراجع شروط الانتخاب، بحيث يكون هناك شرط يؤكد على الحنكة السياسة والشهادة التي تؤهل رجل السياسة لكي يكون سياسي بالمعنى الحقيقي للكلمة، وفي غياب من هو أصلح لممارسة السياسة فيجب على المواطن المغربي أن يمارس حق المقاطعة في الانتخابات، فهي حق مشروع، آنذاك سيفكر النظام الفاسد وأجهزته في الحلول للمشكل.



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفات ما قبل الأفلاطونية: قراءة نيتشه أنموذجاً.
- أسس البيداغوجيا الرشدية: أهمية صناعة المنطق في التربية.
- فلسفة الضحك؛ أو كوميديا المدرس.
- تفكيك الخطيبي لخصوصية الجسم العربي عبر الثقافة الشعبية.
- مفهوم الشهادة كتجاوز للكوجيطو الديكارتي.
- المرأة وسلطة القضيب عبر التاريخ.
- حوار على القمم بين طالب فلسفة وطالب متديّن : حول قضايا علمية ...
- مجتمع ما بعد التحرش.
- الموٌكّار (الموسم) في بلاد سوس وثقافة الاختلاف.
- قراءة في كتاب -السلفية والإصلاح-، لدكتور عبد الجليل بدو.
- التأصيل لمفهوم الفضاء العمومي ودوره في استنبات فكر حر وديمقر ...
- حضور الأسطورة في الكتاب المدرسي ودورها في تبليغ الدرس الفلسف ...
- جنس الإنترنيت ووهم اللذة.
- نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.
- فكرة العدالة عند أفلاطون.
- الاهتمام بالتراث مسألة أصول أم ردة فكرية.
- رجل بدون قضيب n homme sans phallus
- في الجنس ينعدم الوعيي.
- مرض الاكتئاب وأنواعه.
- لماذا صحبة الحيوان؟؟


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاعرج بوجمعة - سياستنا مريضة في حاجة إلى -طبيب الحضارة-.