عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 13:51
المحور:
الادب والفن
أنا وأنت والقدر
مزق الغيم وجه السماء بلونه الرمادي الداكن
محملا بأشياء كثيرة
موت ... حياة ... كأبة المنظر
تضايقت الشمس
وأنزوت
تبحث عن فرصة
لتغتال كل الألوان الهجينة
الأرض تنظر بدهشة غريبة
فهي وحدها من تعرف أسرار السحب المارة
وتعرف أن الشمس لها لغة فريدة
وتعرف أن بنيها من البشر
أحيانا أكثر غباء من الغباء
فضحكت ...
أما الأشجار الواقفة بقوة لا يهما الأمر من قريب ولا من بعيد
التلال والجبال بعضها يخشى التجريد
وبعضها تداعب السحب وجهه العالي
كطفل يولد اللحظة ....
الطيور ... الفراشات ... سنابل القمح المثقلة بالخير
الورود وأغصان ناعمة طرية تحلم بأن تعيش الفرصة
وأنا وأنت وهم .... نرى أمرا قد دبر عن بعد
قد يقطف بعض أحلامنا
أو ربما ينهيها للأبد
ما زالت السحب تتراكم
وخيوط الشمس المتبقية لا تكفي لتعلن عن وجود نهار مضيء
الريح قادمة
وإن كانت تتنظر أوامر تسريعها
لتقلب الطاولة
وتحمل لنا أصنافا لا نعرفها من مشاعر مختلطة
لكنها وأسمها الريح
تريح وتستريح
وأحيانا تنقل لنا صوت الموت
ننتظرأن تبدأ السماء بعزف الموسيقى النافرة
أصوات تشبه تكسر حجارة يقال أنها غضب
ممن ؟..... ولمن ؟..... وعلى من تغضب السماء ؟.
تعالي يا حبيبتي ....
أنت الجالسة قرب النوافذ الكبيرة ...
لا أمل أن تذهب بعيدا هذه الجلبة
أركني جنبي ...
لنتذكر كيف قاومنا الريح والمطر
كيف أرغمنا الجفاف على الندى
تعالي لا تخافي
فليست المرة الأولى التي تزعل فيها السماء
وتتبرم من فعل البشر
لا تخافي فليست هناك مؤامرة
الطبيعة جزء من فكرة الوجود
الموت حلً من الحلول
والحياة فرصة
فلتغضب السماء
ولتعصف الريح
لدينا سقف يكفينا ....
وعندما يعتذر السقف
تبقى كل الأشياء بلا قيمة
عندها يستوجب الرحيل
أما الموت والفناء
وأما المضي حيث نبني سقفا أخر .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟